أكاديمى مصري بأمريكا: المنحنى الوبائي لـ"كورونا"داخل مصر يسير بصورة طبيعية.. والإصابات المعلنة لا تعبر عن الواقع
الدكتور هشام العسكرى
قال الدكتور هشام العسكرى، أستاذ الاستشعار عن بُعد بجامعة شابمان بالولايات المتحدة الأمريكية، إن وضع المنحنى الوبائى لفيروس كورونا فى مصر يسير بصورة طبيعية حتى الآن، مشيراً إلى أن التوقعات التى تم استنتاجها حتى يوم 11 ديسمبر كانت متماشية مع ما تم الإعلان عنه فى عدم الوصول إلى 10 آلاف حالة نشطة بالمرض. وأكد «العسكرى» فى حوار لـ«الوطن» أن مقارنة وضع الوباء فى مصر بالولايات المتحدة مجحفة للطرفين، لأن أرقام الإصابات المعلنة من المؤسسات والجهات الرسمية بمصر قد لا تعبّر عن الواقع، وتوقع وصول الحالات النشطة إلى 25 ألف حالة بحلول يناير إذا استمر المواطنون فى عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات.. وإلى نص الحوار.
ما توقعاتكم لأعداد الإصابة بكورونا فى مصر خلال الفترة المقبلة؟
- أولاً، هناك تواصل مستمر مع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فيما يتعلق بمعدلات الزيادة فى مصر، وتوقعات نسب الزيادة فى عدد حالات الإصابة، والموقف الحالى لا يعتمد على النظر إلى الأرقام التى تعلن حالياً من المؤسسات والجهات الرسمية المختلفة، التى قد لا تمثل الواقع، والتنبؤ حالياً للزيادة فى الأعداد يتم عن طريق التنبؤ بالحالات النشطة الموجودة، لأن الحالات متغيرة بشكل يومى ولا تتبع نمطاً محدداً، لذلك يصعب التكهن أو التنبؤ، والأرقام لا تسير بشكل متواتر يسمح بالتنبؤ بشكل احترافى ومصداقية عالية. وعندما قمنا بتحليل الفرق بين الحالات المعلن عنها يومياً والحالات النشطة، وجدنا أن الحالات النشطة هى الحالات الكلية المعلن عنها، ونطرح منها الحالات المتعافية والوفيات، للحصول فى النهاية على الحالات النشطة، وبالتالى سيكون التنبؤ وفق عدد الحالات النشطة.
وما نصيحتك للمواطنين خلال الفترة الحالية؟
- ضرورة الاهتمام بتطبيق الإجراءات الاحترازية المشددة، للحماية والوقاية من كورونا، والالتزام بارتداء الكمامات.
وكيف تقيّم معدل انتشار الفيروس؟
- معدل الانتشار على مستوى العالم سريع جداً، وهو السبب فى زيادة أعداد الإصابات بأوروبا والولايات المتحدة، ولا يمكن أن نقارن بين الوباء فى مصر والولايات المتحدة، لأن المقارنة ستكون مجحفة للطرفين، فالولايات المتحدة لديها اختبارات عالية جداً وبالتالى اكتشاف نسب الإصابات كبير، ولو قمنا بتطبيق البروتوكولات العلاجية الأمريكية فى مصر، المتعلقة بالفحص والتحليل، سنجد هنا نسباً عالية جداً فى أعداد الإصابات، ومن الصعب المقارنة بين دولة وأخرى، والأرقام بالنسبة للأعداد يومياً متضاربة ولا توجد علاقة أو دالة يمكن من خلالها أن نحدد توقعات بالأرقام.
أتوقع وصول الحالات النشطة إلى 25 ألف حالة بحلول يناير إذا استمر المواطنون في عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية
وهل لديكم توقعات بأرقام الإصابات بعد 11 ديسمبر؟
- فى حال الوصول إلى 10 آلاف حالة نشطة، فهذا يعطى دلالة بأن الحالات المعلن عنها يومياً ستتزايد بشكل كبير، وستكون الإصابات أكبر من عدد الحالات المتعافية أو عدد الحالات التى تخرج من المستشفيات، ولو وصلنا لعدد 10 آلاف حالة فهذا معناه أن عدد الحالات المعلن عنها يومياً سيكون كبيراً، وعندما يتقارب الرقمان تكون الزيادة فى نسب الوفيات، وبالتالى نحتاج لرقمين يتم التعادل بينهما لمعادلة نسب الزيادة الجديدة فى الإصابات، وهما أرقام الوفيات والحالات المتعافية. وفى حال الوصول إلى 10 آلاف حالة نشطة فى الإصابات بين المواطنين بسرعة، فهذا يعطى دلالة على أن الحالات المعلن عن إصابتها ستكون أكبر بكثير من عدد الحالات التى تتماثل للشفاء إلا لو زادت نسب الوفيات، وأتوقع أن الحالات النشطة لفيروس كورونا فى مصر قد تصل إلى 25 ألف حالة بحلول شهر يناير، إذا استمر عدد من المواطنين فى عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات.
وماذا عن المنحنيات الوبائية فى العالم ومعدل إصابة المواطن لغيره؟
- الشكل العالمى الحالى يجعلنى أتحفظ فى الحديث عن هذا الموضوع، لأن الأرقام المعلنة لا تمثل الواقع الحقيقى، خاصة أن آخر رقم تم توقعه للمنحنى الوبائى هو أن كل 10 حالات تقوم بعدوى 14 فرداً، وهذا كان منذ فترة، وفى الوقت الحالى من الصعب التكهن، وأشك فى أن يتحدث أى فرد فى هذا الموضوع.
وماذا عن تحليلات الحالات النشطة؟
- وفقاً لبعض التحليلات، فإن هناك ما يسمى بالحالات النشطة، وهى عبارة عن نموذج ما بين إجمالى عدد المصابين وحالات الشفاء وحالات الوفاة، على سبيل المثال «فى 19 نوفمبر كان عدد هذه الحالات 3883 شخصاً، وذلك من خلال طرح عدد المتعافين والوفيات من إجمالى الإصابات، واليوم 9500»، ومنذ 3 أكتوبر قفز النمو فى الحالات النشطة، واستقر عند نحو 4.19%، وقد كانت أعداد المصابين مستقرة عند مستويات أفقية معينة، فظن البعض أن أعداد الإصابات لا تزيد، لكن الحقيقة أن الأرقام كانت تتزايد بشكل أسى، وأصبحت الحالات النشطة هى التى تتبع النموذج اللوجيستى والنموذج الأسى وليست الحالات اليومية.
"بدائل تعليمية"
فكرة إيجاد بدائل تعليمية فى مصر تضاهى المستوى التعليمى نفسه الموجود فى الخارج شىء إيجابى، وذلك من خلال خلق بيئة تعليمية متميزة، تنتج مستوى خريج يتماشى مع متطلبات سوق العمل محلياً ودولياً، وذلك عبر خلق بيئات تعليمية تتماشى مع فكر ومستوى المتطلبات للطلاب المصريين، وفكرة مشروع الجامعات الأهلية فى مصر له مميزات كثيرة، تلبى طموحات الأسر المصرية وأبنائهم واحتياجات سوق العمل.