رئيس لجنة مراجعة أنشطة الإخوان ببريطانيا: الجماعة مستبدة ونحن متورطون
"جنكينز": قدمنا دعما فاترا للدول الراغبة في مواجهة التنظيم
عنف جماعة الإخوان الإرهابية.. صورة أرشيفية
كتب السير جون جنكينز، الذي ترأس لجنة بريطانية في عام 2014 لمراجعة فهم المملكة المتحدة لجماعة الإخوان الإرهابية، تقريراً جديداً اليوم، أكد فيه أن بريطانيا لاتزال تواصل الفشل في مواجهة الإسلاميين، معلنًا أن لندن تحتاج الى مراجعة جديدة لأن هناك تغييرات كبيرة حصلت في الخمس سنوات الماضية.
ويذكر السير جنكينز أن التقرير الذي قدمه حول الإخوان عمل عليه بعجالة، حيث سافر الى البحرين والسعودية والإمارات وقطر والكويت ومصر وتونس والمغرب ولبنان وإسرائيل والسلطة الفلسطينية لإجراء مقابلات، أو للحصول على آراء ما بين 100-200 شخص، بما في ذلك العديد من كبار الإخوان، وإسلاميين آخرين، وخبراء، ومسؤولين حكوميين، ومحامين، ووكلاء استخبارات.
ويشير الى أنه طلب من السفارات البريطانية في جميع أنحاء العالم تقديم تقرير عن الوضع في بلدانهم. ولفت الى أن البعض يعتقد أنها كانت مهمة غير عادية ومحفوفة بالمخاطر. ويؤكد في مقاله الذي نشره " The Spectator" أنه توصل إلى استنتاجات التي أعلنها رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم في مايو 2015.
يضيف جنكينز قائلاً : "لكن بعد خمس سنوات، هناك تغييرات حدثت.. أي شخص يتابع التطورات الأخيرة في النمسا وفرنسا وألمانيا وهولندا سيكون قد شعر بتغير المزاج. هناك شهية جديدة لـ (فهم الإسلاموية) ولمواجهة التحدي على المستوى الأيديولوجي".
وأعلن جنكينز، الذي عمل سفيراً لبريطانيا في عدة دول عربية، أن هناك حاجة لفهم أوسع للأسس الأيديولوجية والصلات المعقدة لكل من الحركات الإسلامية السنية والشيعية، والاعتراف بالضرر الحقيقي الذي يمكن أن يلحقه الخطاب الإسلامي بالتماسك الاجتماعي.
يصف جنكينز في تقريره أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر كانت "مستبدة" وتعهد أنه سيكون أبطأ في الاندفاع إلى الحكم في المرة القادمة.
وأعلن أن الحكومة الألمانية يمكن أن تعلن أن منظمة الإغاثة الإسلامية العالمية ومقرها برمنجهام لن تتلقى تمويل رسمي بعد الآن، ويمكن للسلطات في النمسا وفرنسا التحقيق في التدفقات المالية الإسلامية المشبوهة، واستدعاء البيانات التحريضية والمليئة بالكراهية، وتوضيح أن الأيديولوجيات التي تهدد أساس النظام الاجتماعي الليبرالي والقيم الجمهورية ستُنظر إليها الآن على أنها تحدٍ لكل حكومة.
وانتقد السفير البريطاني بلاده، قائلاً : "لكننا هنا في لندن قدمنا حتى الآن في أحسن الأحوال دعمًا فاترا لباريس وفيينا. يبدو أن الشرطة لا تزال تعتقد أن الأيديولوجية هي مسألة خاصة، المسن إبراهيم منير الذي أتذكر أنه أخبرني في عام 2014 أنه يعرف القليل جدًا عما كان يحدث، تم تعيينه للتو مرشدًا للجماعة".
وكشف جنكينز أن هناك علامات على حدوث تحول في التفكير لدى الحكومة البريطانية، لكن يشير الى أنه لا يوجد تحول نهائي في خطابها العام، مما يشير إلى حقبة جديدة في سياسة المملكة المتحدة تجاه الإسلاموية.
ثم يختتم تقريره، قائلاً: "ألم يحن الوقت للاعتراف بأن الانخراط الرقيق العقلي مع الإسلاموية لم ينجح أبدًا- وعليه يتم بناء إطار سياسي جديد على هذا الأساس المهم؟ ربما في العام الجديد".