ياسمين وإخوتها: اللى مش معاه فلوس الزينة.. يعملها من كتب المدرسة
على سلم منزلها البسيط، جلست «ياسمين» وسط كتب «العربى والحساب والإنجليزى»، الخاصة بالعام الدراسى المنقضى، وبجوارها «قص» وبقايا ألوان باهتة. ورغم قلة أدواتها، كانت السعادة تشملها، فطالبة الصف الثالث الابتدائى ستجهز بنفسها «زينة رمضان».. بجوار «ياسمين» جلس أشقاؤها «حسين وزينب ومحمد»، بعد جولة فى شوارع حى النرجس المجاور لهم، لترى زينة رمضان المعلقة فيه، وتقلدها، تقول: «طلبنا من أبويا يجيب لنا زينة نعلقها زى الناس، قال لنا مش معايا فلوس، فاتصرفت أنا واخواتى».
يوم كامل، استغرقته «ياسمين» ابنة الـ9 أعوام مع إخوتها فى عمل زينة رمضان: «لمينا كل الكراريس والكتب وبدأت أعلم اخواتى يقصوا الورق إزاى، وعملت الفانوس بكتاب الإنجليزى بتاعى»، دوائر من الورق الأبيض كونتها الصغيرة، حتى جمعت سلاسل زينة بلا ألوان.
لم تهتم «ياسمين» بأنوار الزينة واللمبات الملونة التى يعلقها الجيران، فالزينة الورق التى صنعتها تعتبرها أجمل من الزينات الأخرى، «كل سنة ييجى فيها رمضان مكنتش باعرف أعمل الزينة، والسنة دى اتعلمتها فى المدرسة عشان أفرح اخواتى بفانوس رمضان، وبعد ما خلينا بابا يعلقها طلعت أحلى وأجمل من اللى فيها نور عشان كده كده النور بيقطع كتير عندنا».
بابتسامة لم تفارق وجهها البرىء، وبشرتها السمراء، تقف الطفلة وسط الزينة التى صنعتها، طالبة من والدها: «صورنا يا بابا.. اضحكوا عشان الصورة تطلع حلوة مع الزينة».