شاب يكتب القرآن بيده
من رحم المعاناة تولد الأحلام، ومن الصدمات تأتي الإبداعات، كلمات موجزة ولكنها تلخص حياة محمود حسين أحمد، ذلك الشاب الذي لم يكمل عامه العشرين بعد، لكنه تعرض للعديد من الصدمات التي شكلت شخصيته، وقادته إلى كل ما هو جديد وجيد ومفيد.
لم يكد الفتي يبلغ عامه الثاني عشر، حتى توفى والده، الأمر الذي أصابه بصدمه شديدة، ولكن ربما كانت سببا في قوته الآن، فقد تعلم الابن من الأب كثيرا قبل أن يتوفى، إذ يتذكر تلك اللحظات التي كان يجلس فيها إلى جوار والده، الذي كان يعمل معلما بأحد المدارس الابتدائية بمحافظة قنا، وكان يجيد كتابة الخط العربي.
كان الصغير يجلس دائما إلى جوار والده، كي يعلمه فنون وقواعد الكتابة، حتى أحب هذا الفن، وقرر أن يواصل مسيرة أبيه الراحل، "فاكر كل حاجه كان بيعملها، من أول تجهيز الأقلام والبوص للكتابة، وشراء الحبر، لحد ما يخلص كتابة، كان شغله قمة في الجمال والروعة".
ومنذ عام ونصف، قرر "محمود" الذي تخرج من معهد تمريض قنا أن يتعلم الخط العربي بمفرده في البيت بدون معلم، وذلك من خلال الاستعانة بما قام به والده من إبداع في الكتابة قبل وفاته، "ذكرايات والدي كانت أحد أهم عوامل النجاح بالنسبة ليا، ولكن مكنتش علي علم بجميع المعلومات الكافية حول أدوات الخط والخطوط، ولما قررت أكمل ما بدأه والدي، لقيت تشجيع من أهلي وأصدقائي، ومن الناحية الدراسية اساتذتي الجامعيين".
قرر محمود، أن يكتب بخط يده المصحف الشريف كاملا، ليحقق بذلك حلمه الذي طال انتظاره كثيرا، "طبعا فيه صعوبة في تواجد الأدوات، لأنها غير متواجدة في الصعيد بكثرة وأسعارها غالية إلي حد ما، ولكن الحمدلله رب العالمين بنحاول نوفرها عن طريق الشحن".
في بداية الأمر، كان الشاب العشريني يكتب بالخط الديواني والرقعة دون علم بالقواعد، ولكنه قرر أن يتعلم خط النسخ طبقا لقواعده، "التدريب كان غير متواصل بسبب ظروف الدراسة والشغل، وخلال فترة معرفتي بالخط العربي وبدايتي كنت بتدرب ولكن ظروف الدراسة كانت بتشغلني أكتر، لحد ما خلصت دراسة وقررت أتفرغ للكتابة، وفعلا كتبت عدد كبير من السور والآيات القرآنية".
أخيرا، كتب الفتي سورة الواقعة في 20 ساعة خلال أسبوع كامل، لتكون بذلك نواة لمشروعه المقبل، الذي يتمثل في كتابة المصحف الشريف كاملا، "نفسي أنول شرف كتابته بخط إيدي".
تعليقات الفيسبوك