"ماري" عجوز ثمانينة في صفوف الناخبين الأولى: "جاية علشان بحب البلد"
"ماري" عجوز ثمانينة في صفوف الناخبين الأولى
قبل أن تقترب عقارب الساعة من الثامنة والنصف صباحاً، سارعت بالخروج من منزلها، مبكراً عن موعدها المعتاد، ولكن بخطوات بطيئة، متكئة على عكازها المعدني الأسود السميك، مقاومة به آلام عظامها التي تحمل بين ثناياها مسامير وشرائح لتعينها على الحركة، بينما تحمل حقيبة ثقيلة على كتفها الصغير.
بين جميع الانتخابات والاستحقاقات الدستورية، تحرص ماري غطاس، صاحبة أحد أقدم استوديوهات التصوير بمنطقة مصر الجديدة، على المشاركة والإدلاء بصوتها فيهم باستمرار، لذلك حرصت على الوجود أمام لجنتها بمدرسة الشهيد مصطفى يسري عميرة النموذجية بمصر الجديدة، فور فتح باب التصويت بجولة الإعادة، مثلما كانت بالجولة الأولى.
خطوات بطيئة حثيثة تسير بها السيدة الثمانينية، تقاوم بها مرضها البالغ، لتعرّضها لحادث سير العام الماضي، نتج عنه إصابتها بكسور كثيرة في عظام الحوض والساق اليمنى، احتاجت على أثرها لتركيب 11 شريحة و11 مسماراً بالفخذ اليمنى والحوض، لذلك بعد خروجها من المستشفى انتقلت إلى دار مسنين لعدة أشهر، لكنها رغم ذلك الألم، لم تتوانَ عن دعم مسيرة الديمقراطية بالبلاد وصناعة المستقبل للأجيال القادمة.
بينما يحاول المسئولون في اللجنة مساعدتها للسير بطريقة آمنة، والدخول وصعود درجات السلم حتى تصل للجنتها، لم تبالِ ماري بالمرض، قائلة: "حسيت إنهم شايليني من على الأرض وبيساعدوني بحب، وأنا جاية علشان بحب البلد دي بتاعتنا كلنا مهما كبرنا".
عبرت "ماري" التي تجاوزت الثمانين من عمرها عن سعادتها بالمشاركة في جولتي الانتخابات لمجلس النواب، وهو ما تحرص على زرعه بين المحيطين بها وأسرتها وأصدقائها باعتباره "حق بلدنا علينا، ولازم مانتخلاش عنه، علشان كده لازم أبقى كل مرة من أول الناخبين".
ودعت "ماري" جميع المواطنين بالمشاركة في تلك الانتخابات المهمة، وخاصة الشباب، لأهمية تشكيل مجلس نواب قوي يدعم مسيرة الديمقراطية بالبلاد، موضحة أنها لاحظت إقبالاً كثيفاً من الشباب الجولة الأولى ينم عن وعيهم الانتخابي وحسهم الوطني البالغ، وهو ما انعكس عليها بالسعادة.