في الذكرى السابعة لرحيل "مانديلا".. مظاهر العنصرية ضد السود مستمرة
تمتد لأكثر الدول ديمقراطية ومن أشهرها مقتل الأمريكي فلويد بواسطة شرطي
الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا.. ذكرى لا تغيب
في الذكرى السابعة لرحيل الزعيم والمناضل الإفريقي المناهض للعنصرية، نيلسون مانديلا، الذي قضى عمره في مكافحة العنصرية ونظام الفصل العنصري ضد السود، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 2013، لا يزال العالم، بما في ذلك أكثر الدول ديمقراطية، تشهد حوادث عنصرية ضد أصحاب البشرة السمراء، جنبا إلى جنب مع استمرار مظاهر مقاومتها، مثلما كان يفعل دائما مانديلا.
وقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية منتصف هذا العام موجة كبيرة وربما غير مسبوقة من الاحتجاجات أطلقتها حادثة مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد، على يد الشرطة، خلال توقيفه، بعدما ضغط عنصر الشرطة ديريك شوفين بركبته على عنقه لنحو 9 دقائق.
وأطلقت قضية فلويد العنان لموجة من الاضطرابات المدنية على الصعيد الوطني لم تشهد لها الولايات المتحدة مثيلا منذ اغتيال مارتن لوثر كينغ الابن في 1968 على يد رجل أبيض، وذلك بحسب تقرير لفرنسا 24.
وقد جاء موت فلويد والاحتجاجات اللاحقة في خضم جائحة كوفيد-19 التي أظهرت أرقامها نسب وفيات أعلى لدى السود، كما كشفت أن هؤلاء أكثر عرضة للطرد من العمل مقارنة بالمواطنين البيض.
وأعادت رئيسة البلدية موريل باوزر تسمية منطقة خارج البيت الأبيض باسم ساحة "حياة السود مهمة" (بلاك لايفز ماتر بلازا) وأزاحت الستار عن لوحة جدارية عملاقة بعد أن غردت برسالة دعت فيها ترامب إلى "سحب كل قوات الشرطة والقوات العسكرية التي نشرت بشكل استثنائي من مدينتنا".
وبرغم أزمة تفشي فيروس كورونا، تظاهر عشرات الآلاف في عدة أنحاء من العالم تعبيرا عن الغضب إزاء العنصرية وعنف الشرطة غير المبرر في أعقاب وفاة فلويد.
ومن المملكة المتحدة إلى أستراليا، مرورا بفرنسا وتونس، تحدى المتظاهرون وقتها دعوات السلطات إلى البقاء في المنازل بسبب الأزمة الصحية، في حركة احتجاجية غير مسبوقة انبثقت من تلك التي عمت الولايات المتحدة.
وفي لندن نظمت مظاهرة أمام مقر البرلمان البريطاني، في حين من المقرر تنظيم مظاهرة الأحد أمام السفارة الأمريكية على الضفة المقابلة من نهر التايمز.
وفي سيدني نظم متظاهرون من السكان الأصليين تحركا احتجاجيا تحت شعار "حياة السود مهمة".
وتمتلئ الحياة اليومية في العديد من بلدان العالم، بعديد من الممارسات والسلوكيات بل والسياسات التي تحمل طبيعة عنصرية ضد أصحاب أعراق أو جنسيات أو ديانات معينة، بالرغم من سعي بعض هذه الدول مؤخرا لتجريم هذه الممارسات والسلوكيات في قوانينها.
ويذكر أن الزعيم الإفريقي نيسلون مانديلا، الذي رحل عن عالمنا، في مثل هذا اليوم، في 5 ديسمبر 2013، هو أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، حيث كلل بذلك نضالا طويلا ضد نظام الفصل العنصري ضد السود في بلده، تعرض خلال للاعتقال إثر حكم صدر ضده بالحبس مدى الحياة.
وكرس مانديلا سنوات رئاسته لجنوب إفريقيا التي امتدت ما بين عامي 1994 و1999 لتفكيك نظام الفصل العنصري هناك، والذي وصل في فجاجته إلى تجريم كل أسود يقدم على مشاركة البيض في أي نشاط أو يستفيد من حق طبيعي من حقوق الانسان مثل ركوب الحافلات العامة أو شرب المياه من صنبور مياه يشرب منه البيض.