«السيسى»: فى خطاب «المصارحة»: عجز الموازنة يزيد على 2 تريليون جنيه ورفضت التصديق عليها.. وتنازلت عن نصف راتبى وثروتى
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، صباح أمس، مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة «108 حربية» و«104 أطباء، و103 رئيسات تمريض، و72 مهندسين، و60 مختلط» من الكلية الحربية، والدفعة 17 من خريجات المعهد الفنى للتمريض بالقوات المسلحة، دفعة الفريق محمد عبدالحميد حلمى، قائد القوات الجوية الأسبق، التى ضمت وافدين من الكويت وفلسطين.
بدأت مراسم الاحتفال بوصول الرئيس السيسى إلى مقر الكلية الحربية بمصر الجديدة، حيث لوّح لأسر الخريجين التى قابلته بعاصفة من التصفيق والهتافات الحماسية تعبيراً عن فرحتهم بمشاركة أبنائهم الاحتفال بالتخرج، ونيل شرف الانضمام للقوات المسلحة بكل قيمها وتقاليدها ومسئوليتها تجاه مصر وشعبها العظيم. وكان فى استقبال الرئيس السيسى، المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى القائد العام للقوات المسلحة، والفريق محمود حجازى رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، ومدير الكلية الحربية، حيث عزفت الموسيقات العسكرية السلام الجمهورى لجمهورية مصر العربية. وقدمت مجموعات من طلبة الكلية الحربية من مختلف السنوات الدراسية عرضاً رياضياً تضمن عدداً من التمرينات ومهارات الاشتباك والدفاع عن النفس. وفى الخلفية، نفذت مجموعة من الطلاب قفزة الثقة فى حمام السباحة، التى أصبحت تنفذ شهرياً لزيادة اللياقة البدنية، ورسموا بأجسادهم رقم الدفعة 108 للكلية الحربية. وتضمن الاحتفال عرضاً للأجنحة التخصصية بالكلية الحربية تضمن مروراً لنماذج من المركبات والمعدات والأجهزة التخصصية المستخدمة فى إعداد وتأهيل الطلبة داخل الكلية فى تخصصات «المشاة والمدفعية والمدرعات والأسلحة والذخيرة والاستطلاع والإشارة والحرب الإلكترونية والإمداد والتموين»، التى تمكنهم فور التخرج من العمل كقادة لوحدات فرعية صغرى وتنفيذ أى مهمة يكلفون بها ضمن المنظومة المتكاملة للقوات المسلحة، كما قدمت مجموعة من فرسان الكلية الحربية عرضاً أظهروا خلاله قدراتهم فى السيطرة على الجواد.
من جهته، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى التحية والتقدير والاحترام لخريجى الكليات العسكرية والشرطة، وأسرهم، قائلاً: مش هننسى ومش عايزين ننسى إننا نوجه التحية لأرواح الشهداء والمصابين من الجيش والشرطة وحتى من الشعب المصرى على مر السنين، كل التحية والتقدير لهم ونتمنى أن نلحق بهم على خير».
وتابع السيسى فى كلمة ألقاها خلال حضوره حفل تخرج دفعة جديدة من الكلية الحربية: «فيه مناسبة جميلة بعد أيام قليلة إن شاء الله، رمضان كريم، فكل عام والمصريين جميعاً بخير، مش عارف هيبقى فيه صرف كتير فى الشهر ده ولا نحاول نظبط المسألة شوية، يا ريت يكون فيه عمل وإصرار على العمل علشان خاطر بلدنا مصر».
وأضاف رئيس الجمهورية: «كنا نتحدث عن تحديات كثيرة جداً فى مصر وخارجها، فنواجه تحديات اقتصادية وأمنية، وهناك جهد كتير يبذل لنتغلب على هذه التحديات، وهنا تحية واجبة ومستحقة للقوات المسلحة والشرطة المدنية لأنهما بفضل الله عماد الأمن والاستقرار فى مصر». وشدد على أن «الجيش المصرى مشكلة لأى حد يحاول الاقتراب من مصر فى الداخل أو الخارج. المؤسسة العسكرية فى مصر تمثل الضمير الحر للوطنية المصرية، الجيش ده بتاع مصر مش بتاع حد، ونحن حريصون على أن يكون كذلك، أقول للجميع إن مصر أمانة فى رقابنا كلنا والمنطقة العربية أمانة فى رقابنا كلنا، ونحن قادرون على حفظ الأمانة بوحدتنا وتماسكنا وتفهمنا ونكران الذات والإيثار لمستقبل بلادنا».
واستطرد فى حديثه عن الشفافية والصدق والأمانة، مشيراً إلى أنها مسئولية الجميع، كما تناول الحديث عن موازنة مصر للعام المالى «2014 - 2015»، موضحاً أن النقاش فى هذا الأمر استمر لمدة 6 ساعات. وقال السيسى: «وجدت هناك عجزاً بالموازنة يزيد بنسبة ٢ تريليون جنيه، فآثرت أن أتحدث مع الشعب المصرى بكل وضوح»، لافتاً إلى أن الشهور العشرة الماضية مرت على خير لأن هناك أشقاء وقفوا معنا، وإحنا بنحرج نفسنا ونحرج الناس، وقلت للحكومة مش هقدر أصدق على كدة، ولدينا إجراءات محتاجين ناخدها ونيجى على نفسنا شوية». وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال حفل تخرج الدفعة «108 حربية»: «المصريين جدعان قوى ورجالة قوى حتى الستات رجالة قوى»، مؤكداً أن «وجود مزيد من العجز فى الموازنة يعنى سلف، والدين الداخلى والخارجى لمصر وصل لـ2 تريليون و١٠٠ مليار جنيه، بخلاف خدمات فوائد لهذا الدين، أنا مش هقدر أوافق على كده»، مشيراً إلى أنه قال قبل ذلك «إن الشعب لم يجد من يحنو عليه، وأن ما سيتخذه من إجراءات بخصوص الموازنة تعد خدمة للأجيال المقبلة». وتساءل: «هينفع نطالب بمطالب فئوية تانى؟، وبصراحة أنا مش هقدر ألبّى مطلب واحد فئوى، مش علشان أنا مش عايز لكن علشان مش قادرين نلبى المطالب»، مضيفاً أن «الكلام فى الإجراءات والفلوس خطير جداً، لازم يكون فيه تضحيات حقيقية من كل مصرى ومصرية، أنا باخد مرتب لا يتجاوز الحد الأقصى، ومحدش هياخد أكتر من الحد الأقصى ٤٢ ألف جنيه». وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه تنازل عن نصف راتبه، كما أن نصف ما يمتلكه حتى ما ورثه عن والده تنازل عنه لصالح مصر، وقال: «لو أن كلاً منا وضع البلاد نصب عينيه ستتحسن أحوال البلاد، خصوصاً أن أعداد المصريين كثيرة»، مطالباً المصريين فى الخارج بتقديم المساعدة. كما تطرق لأحكام القضاء الأخيرة، مشدداً على أنه لا تدخل فى شئون القضاء لأنه مستقل، وأنه أكد ذلك فى اتصال هاتفى بوزير العدل.
الأخبار المتعلقة:
اقتصاديون يرحبون بتطبيق الرئيس لـ«الأقصى للأجور» على نفسه: معركة «الإصلاح بدأت»
القيادات العمالية: تصريحات الرئيس عن تأجيل «المطالب الفئوية» تُعلى مبدأ المصارحة والشفافية
أحزاب وسياسيون: تبرع الرئيس «مبادرة وطنية» تعلى المصلحة العامة
ثالوث السيطرة على «عجز الموازنة»: توسيع القاعدة الضريبية وهيكلة الدعم وخفض الإنفاق
قضاة: نحن أمام رئيس يحترم سيادة القانون.. وكلمته تؤكد الثقة فى القضاء
عشنا وشفنا.. رئيس يعطى ولا يأخذ
ماذا تعرف عن «السيسى»؟: كان المرشح المتقشف.. وأصبح الرئيس المتبرع