بريد الوطن.. بين الاحتياجات والرغبات الإنسانية
حب الامتلاك
الطبيعة الإنسانية كثيراً ما تميل إلى حب الامتلاك غير المدروس فيسرع البعض للاقتناء والتجدد، وأيضاً للاستغناء والتخلى أو نسيان ما يمتلكه.
هناك فهم مغلوط يخلط بين الاحتياجات الضرورية والرغبات الملحة، فالاحتياج الضرورى فى أصل اللغة يعنى العوز والنقص الواجب سداده، ويشمل ذلك الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية للإنسان والاحتياج العاطفى للحب والشعور بالأمان النفسى والاجتماعى فى علاقته بالآخرين، والحاجة إلى العبادة والصلاة التى تضمن السلامة النفسية من الأذى أو الضرر الذى نستقبله من العالم وهو ما نختبره فى راحة الصلاة، وعند تلبية تلك الحاجات الضرورية التى تضمن سلامة نفوسنا نكون بذلك قد وصلنا إلى مرحلة تسمى «كفاف العيش».
أما الرغبة الملحَّة فتعنى الاشتياق الذى لا يحتمل الصبر، وفى بعض الأحيان قد لا نكون فى احتياج فعلى فورى إلى ذلك وإذا ما تأنينا بعض الشىء قد لا نحتاج إليه أبداً، ولكن تلك الرغبات الدفينة مُلحَّة ومستمرة ومتجددة تحتاج إلى إشباعها باستمرار.
أخيراً لا تحرم نفسك من شىء، ولكن لا تستسلم أيضاً لتلك الرغبات الملحَّة، لأنها لن تنتهى أبداً ولن يكتفى الإنسان منها، فاحذر لأنها مُفسدة للحياة.
د. ريمون ميشيل - استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com