الحرب ضد كورونا.. الصين قيدته وتركيا لجأت للخداع وأمريكا تنتظر اللقاح
مدينة ووهان بؤرة انتشار فيروس كورونا
قبل نحو عام وتحديدًا فى ديسمبر 2019، وردت أخبار من الصين بانتشار فيروس بمدينة ووهان أدى لإصابة ووفاة عدد من الأشخاص قبل أن يتفشى فى الصين ويجتاح العالم في بداية 2020.
ومع تفشي الفيروس عالميًا الذى اتضح أنه سلالة جديدة من فيروس كورونا أطُلق عليه كورونا المستجد "كوفيد 19"، تجاوزت الوفيات به حتى الوقت الحالي مليون و400 ألف وفاة، فيما وصل عدد الإصابات إلى 62 مليون حالة عالمية.
الصين.. الرهان على وعي الشعب
وتباينت الدول في أسلوب التعامل مع فيروس كورونا ومواجهته، ورغم أن الصين كان بؤرة انتشار الفيروس إلا أنها استطاعت أن تحجم انتشاره باتخاذ إجراءات احترازية مشددة، وفرض قيود للإغلاق، ومنع التنقل بين مدنها.
وحتى الأول من ديسمبر الجاري أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين، عدم تسجيل أي وفيات مرتبطة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما تلقت تقارير عن 12 إصابة جديدة بواقع 4 بعدوى محلية و8 وافدة من الخارج، ما رفع إجمالي المصابين إلى 86 ألفًا و542 حالة، وظل عدد الوفيات دون تغيير عند 4 آلاف و634 شخصًا.
وتحدث السفير الصيني في القاهرة لياو لي تشانج، عن تجربة بلاده في مواجهة كورونا، قائلًا إنها تتمثل في عدة نقاط أهمها المسؤولية الشعبية، موضحًا أن الرئيس الصيني شي جين بينج، أكد أن مفتاح انتصار الصين في مكافحة الوباء يكمن في الشعب الصيني، فقد استجاب 1.4 مليار صيني، لإجراءات الوقاية والسيطرة الحكومية، وقدموا إسهامات هائلة لتحقيق هذه الغاية، كما قدموا تضحيات ضخمة.
ولفت في حوار سابق لـ"الوطن"، إلى أن هناك مقولة تقليدية يؤمن بها الشعب الصيني وهي "التضحية بالأسرة الصغيرة من أجل الأسرة الكبيرة"، ما يعني التخلي عن المصالح الفردية من أجل المصالح الجماعية طويلة الأجل.
وشدد السفير الصيني في مصر، على أن الوقائع أثبتت أن مفتاح مكافحة الصين لهذا الوباء يكمن في أن الوعي والالتزام المجتمعي الصارم بإجراءات الوقاية كان حقيقة مفتاح الانتصار على الفيروس.
وقالت مديرة الحجر الصحي في ووهان - بؤرة انتشار كورونا- زنج شيانجينح، إن الجميع حُرموا من الاحتفالات والتجمعات خضوعاً لإجراءات العزل في المنازل والحظر الذي فرضته الحكومة في ووهان، لكن بالنظر إلى شدة إحكام تنفيذ القرارات كانت النتيجة مبهرة، وخطوة بخطوة بدأت تقل حالات الإصابة وتزداد نسب الشفاء، ومن هنا تغيرت الحالة النفسية للأفراد وبدأت تأخذ منحنى آخر يتجه نحو الإيجابية والأمل في الخروج من الأزمة والثقة في القيادات.
وأضافت في تصريحات سابقة لـ"الوطن"، "كان لتعاون الشعب عظيم الأثر في تخطي الأزمة، فالأهم من وضع الخطة وإصدار القرار هو التنفيذ على الوجه الصحيح حتى تخرج لنا النتيجة المطلوبة".
ولفتت المسؤولة الطبية الصينية، إلى الدور الذي قامت به المدن الأخرى في مساعدة ووهان، فضلًا عن مساعدة الصينيين للوافدين ودعمهم لمواجهة الفيروس.
كوريا الجنوبية.. فحوصات مكثفة وتتبع المخالطين
ورغم أن كوريا الجنوبية كانت ثاني دولة ينتشر فيها الوباء بعد الصين التي خرج منها المرض، لكن سلطات سول تمكنت من السيطرة على الوضع عبر اعتماد إستراتيجية فحوصات مكثفة وتتبع المخالطين للمصابين حتى من دون فرض إجراءات عزل إلزامية.
وخففت تعليمات الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي بعد العطلة في مطلع مايو، وعادت البلاد عمومًا إلى الحياة الطبيعية،وأعيد فرض إجراءات التباعد الاجتماعي في نهاية مايو بعد ظهور بؤر إصابات في سول وبالقرب منها
وأعلنت وكالة كوريا لمكافحة الأمراض والوقاية منها اليوم أن كوريا الجنوبية أضافت 451 إصابة جديدة بكوفيد-19، منها 420 إصابة محلية، ما يرفع حصيلة الإصابات إلى 34,652 إصابة ولم تبلغ عن أي وفيات ليبقى العدد الإجمالي عند 526.
وذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية أنه بحسب المنطقة، تم الإبلاغ عن 153 إصابة جديدة بالفيروس في سول، و86 إصابة في إقليم كيونج كي المحيط بالعاصمة و16 إصابة في إنتشون، غرب سول.
وبلغ عدد المرضى بكوفيد-19 في حالة حرجة أو خطرة 97 حالة حتى منتصف الليل، بينما وصل إجمالي عدد الأشخاص الذين تم إطلاق سراحهم من الحجر الصحي بعد التعافي الكامل إلى 27,885 شخصا، بزيادة قدرها 260 شخصا عن اليوم الذي سبقه.
تركيا.. اتباع سياسة الإخفاء
فى المقابل، ارتفعت إصابات فيروس كورونا بتركيا بشكل هائل بعد أن غيرت السلطات سياستها بشأن تسجيل الحالات المريضة، في ظاهرة تثبت خداع الحكومة التركية على مدار أشهر بشأن أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في البلاد.
وأكد هذا الارتفاع الهائل مخاوف المنظمات الطبية وأحزاب المعارضة منذ فترة طويلة، من أن تركيا تواجه موجة مقلقة من الإصابات في ظل سياسة "الإخفاء" التي اتبعتها الحكومة لفترة طويلة وفقا لما ذكرته قناة "سكاى نيوز".
وكان أنصار أردوغان يهاجمون كل من يشكك في الأرقام الرسمية، لا سيما الخبراء الطبيين.
وأعلنت وزارة الصحة التركية في الأول من ديسمبر أن حصيلة وفيات فيروس كورونا اليومية في البلاد سجلت رقما قياسيا لليوم الثامن على التوالي، بواقع 188 وفاة خلال 24 ساعة، وبلغ إجمالي الوفيات في تركيا منذ بداية الوباء في شهر مارس 13746 حالة وفاة، فيما وصل عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا إلى مستوى قياسي، حيث بلغ 31219 حالة.
وأجرت حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان تغييرًا كاملًا ومفاجئًا في الإبلاغ عن المصابين بالوباء، حيث بدأت منذ أيام تسجيل جميع حالات فيروس كورونا الإيجابية، وليس فقط عدد المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض.
ومع البيانات الجديدة، قفزت البلاد من كونها واحدة من أقل البلدان تضررًا من الوباء في أوروبا، إلى واحدة من بؤر الوباء في القارة.
ولم يكن ذلك مفاجئًا للجمعية الطبية التركية، التي كانت تحذر منذ أشهر من أن الأرقام الحكومية السابقة كانت تخفي خطورة الانتشار، وأن الافتقار إلى الشفافية كان يساهم في الزيادة، ومع ذلك، تؤكد الجمعية أن أرقام الوزارة لا تزال منخفضة مقارنة بتقديراتها لما لا يقل عن 50 ألف إصابة جديدة يوميًا.
وأصبحت مستشفيات الدولة منهكة والطاقم الطبي مرهق، في رحلة مرهقة لتتبع انتقال العدوى، كما تقول سيبنيم كورور فينكانجي التي تترأس الجمعية لوكالة "أسوشيتد برس".
وأضافت فينكانجي، التي تعرضت جمعيتها لهجوم من أردوغان وحلفائه القوميين لتشكيكها في أرقام الحكومة واستجابتها لتفشي المرض: "أنها العاصفة الشاملة".
وقالت لـ"أسوشيتد برس": "لم يتمكن ممرضو وحدة العناية المركزة من العودة إلى حياتهم الطبيعية منذ مارس. أطفالهم لم يروا وجوههم الخالية من الكمامات منذ شهور".
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فى الأول من ديسمبر فرض حظر للتجوال في البلاد، يبدأ من الساعة التاسعة مساء يوم الجمعة إلى الساعة الخامسة صباح يوم الاثنين، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.وشدد أردوغان على أنه لا يوجد حل آخر سوى التدابير الرامية للحد من حركة الأشخاص إلى أدنى مستوى؛ لخفض التأثير السلبي للجائحة، وفقًا لقناة "روسيا اليوم"
أمريكا.. اللقاح هو الحل
أما الولايات المتحدة الأمريكية والتى تتصدرإصابات كورونا بين دول العالم، فتستعد لمواجهة الفيروس بلقاحات كورونا التى تم الإعلان عنها مؤخرًا إلا أن حالات الإصابة فى ازدياد يوميًا.
وكشف بروفيسور جبريال صوما عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الذي نرى أنه في ارتفاع يعود لسبب رئيسي وهو أننا يمكننا أن نفحص أعداد أكبر من المواطنين لمعرفة ما إذا كانوا مصابين أم لا، ويوميًا يجري فحص 300 ألف لمعرفة حالتهم، وطبيعي أنه كلما كثر عدد الفحوصات، كلما كثر عدد المصابين.
وذكر أن هناك دول لا تعرف من الأساس العدد الحقيقي للمصابين، لأنه لا يوجد وسائل لفحص هؤلاء كتلك التي في الولايات المتحدة.
وأوضح أن السبب الرئيسي لانتشار المرض بشكل سريع في الولايات المتحدة، فيعود إلى الصمت الكبير الذي التزمت به حكومة الصين عندما تفشى الفيروس وكانت السلطات الصينية تدرك جيدا أنه يعدي وأنه ينتشر بين الناس، ولهذا أوقفت وقتها حركة الطيران بين مدينة "ووهان" وبقية المدن الصينية، والسبب الرئيسي أنها كانت تعلم أن هذا المرض ينتشر بين الناس، لكنها في الوقت نفسه سمحت بالطيران إلى بقية دول العالم وبصورة خاصة إلى الولايات المتحدة وأوروبا.
وتابع فى تلك الفترة التي لم يكن أحد خارج الصين يعلم بأن هذا المرض ينتشر بين الناس، وصل إلى الولايات المتحدة أكثر من 400 ألف مسافر، هؤلاء هم الذين نشروا الوباء في الولايات المتحدة، أما "نيويورك" التي هي أكثر مدينة تعرضت للإصابات، فانتشر فيها لأنها مدخل الولايات المتحدة من الشرق، وصل بضعة مئات من الآلاف جلبوا المرض إلى "نيويورك".