مر على رحيل الشيخ محمود خليل الحصرى 40 عاما، الذي كان شيخا لعموم المقارئ المصرية، ورئيس لجنة تصحيح المصاحف الأسبق، وأول من التحق بمسابقة الإذاعة المصرية، وأول من وثق القرآن الكريم صوتاً في العالم، وظلت الإذاعة تفتتح برامجها بصوته منفردا لسنوات طويلة.
وكان برنامج "من مصر"، المذاع على شاشة قناة "cbc"، ويقدمه الإعلاميان عمرو خليل وريهام إبراهيم، قد استضاف ياسمين الحصري، الشهيرة بياسمين الخيام، ابنة الشيخ محمود الحصري، في الذكرى الـ40 لرحيله، والتي تحدثت خلال اللقاء عن والدها الراحل، وكان أبرز ماذكرته عن والدها وإنسانيته خلال اللقاء يتلخص في 10 نقاط، كالآتي:
- شريط حياة الشيخ الحصري مشرق حيث كان يدلل بناته عكس الأولاد، حيث سمح لهن باستكمال تعليمهن في الجامعة، رغم أن العرف آنذاك بأن البنات تستكمل تعليمهن للثانوية العامة ثم تتزوج وتنجب أطفال ثم تستكمل تعليمها الجامعي.
- عندما حملت ابنته ياسمين بابنتها الوحيدة "عبير"، كانت في الدور الرابع ووالدها "الحصري" في الدور الأول، حيث كانوا يعيشون جميعا في بيت العائلة، وتتذكر أنها كانت تتألم، وفوجئت بصعود والدها إليها وحملها على يديه للنزول من الدور الرابع حتى أسفل البيت وركوبها السيارة لإيصالها للمستشفى.
- أختها الراحلة "شوقية" ابتليت بمرض وكانت مقيمة مع والدها الشيخ الحصري، فكان يجلس معها يوميا ليؤنسها حيث كانت في مرحلة صعبة، وفي لحظات وفاتها جلس والدهم بجوارها وقرأ لها القرآن حتى فاضت روحها، ثم طلب منهم الوضوء والصلاة لله، ثم دخل لغرفته والدموع على خديه وصلى منفردا القيام.
- علاقة الشيخ الحصري مع بناته كانت في منتهى الحنو والصبر والرقة، والإنسانية.
- كان الشيخ الحصري قلبه مطمئنا للغاية والقرآن في قلبه ووجدانه.
- وتقول ابنته ياسمين "لما أقوله فلان بيتصل بيا في التليفون كان يقولي اسمه الأستاذ فلان".
-كان يسافر للقرى ويبحث عن "كبيرهم" مثل شيخ الغفر أو العمدة ويمنحه مبلغا ماليا ويطلب منه فتح مكتب لتحفيظ القرآن.
- كان مخصصا جزءا في منزله لتحفيظ القرآن، القرآن كان في قلبه وعقله ووجدانه.
- الشيخ الحصري كانت لديه سماحة ولم يغضب عليّ عكس ما يشاع، ولم أغادر منزله ومقيمة في بيته حتى وفاته.
- أوصى بثلث تركته لأعمال الخير وخاصة لرعاية أهل القرآن، وكان يوزع الصدقات داخل المصاحف حتى لايحرج أحد بالصدقة.
يذكر أن الشيخ محمود خليل الحصري، هو أول من سجل القرآن الكريم في العالم بـ 4 روايات بخلاف إجادته للروايات العشر، وأول من نادى بإنشاء نقابة للقراء، وصاحب فكرة المصحف المعلم، وُلد في غرة ذي الحجة سنة 1335 هـ الموافق 17 سبتمبر من عام 1917 في قرية شبرا النملة التابعة لطنطا بمحافظة الغربية.
وكان "الحصري"، حريصا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد ديني ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، وأوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، والإنفاق في جميع وجوه البر، وتوفى عن عمر ناهز الـ 63 عاما.
تعليقات الفيسبوك