والدة الطفلة "نور" سائقة الـ"توك توك": أصرت على العمل وبنخاف عليها
أول تعليق من والدة الطفلة سائقة الـ"توك توك" في الشرقية: بنخاف عليها
كشفت والدة الطفلة " نور" سائقة الـ"توك توك" أنها تحرص على مرافقتها أثناء العمل لخوفها عليها، مشيرة إلى ان الطفلة لجأت إلى قيادة التوك توك بعد تعرض والدها لحادث أقعده عن العمل.
وقالت "د. ش. م."، 37 سنة، ربة منزل: "زوجي كان يعمل صنايعي دوكو سيارات، ثم تعرض لحادث منذ 5 سنوات أفقده القدرة على العمل، وجعله يعاني من صعوبة في الحركة، ورغم ذلك حاول الاستمرار في العمل باستخدام التوك توك، إلا أنه حالته الصحية ساءت كثيراً"، وتابعت أن ابنتها "نور.أ.م" 14 عامًا هي التي طلبت منه مساعدتها في تعلم قيادة التوك توك، حتى تقوم بالعمل عليه.
وأشارت الأم إلى أنها وأسرتها يعيشون في منزل متواضع، لا تتجاوز مساحته 60 متراً مربعاً، مبني من الطوب الأبيض ومعروش بالخشب، وعادةً ما تتساقط مياه الأمطار من بين فتحاته، وتابعت: "نحمد ربنا على كل حال، ربنا مبينساش حد".
وأردفت: "أحرص على مرافقة ابنتي أثناء عملها لتوصيل الزبائن، ودائماً نحاول توصيل النساء والفتيات، خاصةً الجيران وطالبات المدارس والجامعات، كما يحرص والدها على مرافقتها إذا طلب أحد منها توصيله بعد غروب الشمس.. بنخاف عليها تتعرض لأي مضايقات أو حادث وعشان كدا لازم نكون معاها".
وأضافت: "كل اللى طالباه من المسئولين يوفروا لي فرصة عمل، عاملة في أي مدرسة أو بنك أو مكان حكومي، علشان أقدر أصرف على نور وأخوتها" موضحة أن لديها 4 أبناء غير نور وهم " ابنتان وطفلان" لافتة إلى أن أشقاء نور يعانون من أمراض حساسية مزمنة، ويحتاجون إلى أدوية وجلسات تنفس بصورة دورية.
"علمني السواقة وأنا هأساعدك يا بابا، مش عاوزين نحتاج لحد"، كلمات همست بها الطفلة نور، في أذن أبيها قبل 3 سنوات، عندما شاهدته طريحاً على فراش المرض، لا يقوى على العمل.
مد الأب المريض يديه ليحتضن طفلته، محاولاً أن يثنيها عن حديثها، وأنها ما زالت طفلة لا يمكن أن تعمل، إلا أن الطفلة تمسكت بموقفها وتغيرت ملامحها الهادئة البريئة، لترتسم على وجهها ملامح بعزيمة الرجال، مؤكدةً لوالدها أنها لن تتراجع عن فكرتها، فشقيقتها التي تكبرها تعاني من مرض الحساسية، وشقيقاها اللذان يصغرانها بعدة سنوات، لا يستطيعان العمل.
وعندما حاولت الأم التدخل في الحوار، لتثني ابنتها الصغيرة عن قرارها، أكدت أنها ستعمل وتتحمل مسئولية الأسرة بعد مرض زوجها، إلا أن "نور" بدت أكثر إصراراً على موقفها، فما كان من والديها إلا الموافقة على رغبتها، بشرط أن يرافقها أحدهما أثناء عملها في قيادة "التوك توك".
تحدثت "نور"، التي يعتبرها البعض أول طفلة تقود مركبة "توك توك" في محافظة الشرقية، لـ"الوطن" قائلة: "أنا فضلت إني اشتغل علشان أساعد بابا وأساعد أهلي، ومش نحتاج لحد"، مشيرةً إلى أنها تعمل منذ كانت تلميذة في الصف الخامس الابتدائي وحتى الآن، وأضافت أنها تدرس حالياً بالصف الثالث الإعدادي، وتقسم ساعات يومها ما بين العمل ومذاكرة دروسها.
وكان رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا عدة صور، ظهرت خلالها الطفلة "نور" وهي تقود "التوك توك"، وأشار ناشر الصور إلى أنها تساعد أسرتها بعد مرض والدها، فيما طالب نشطاء على موقع "فيس بوك" الجهات المختصة بسرعة التحرك لمساعدة الطفلة، والعمل على توفير الاحتياجات اللازمة لأسرتها.