بعد أن انتشر فيروس كورونا المستجد، وألقى بظلاله على نواحي الحياة في جميع المجالات، فقد عدد كبير من العاملين في مختلف القطاعات وظائفهم، ومن ثم أصبح لزاما عليهم أن يبحثوا عن مجالات أخرى تناسب قدراتهم، فمن منهم يستطيع أن يقف مكتوف الأيدي وهو الذي يتحمل مسؤولية أسرة كاملة.
عادل عبدالمنعم، مساعد مدير تصوير، أحد هؤلاء الذين تأثروا بشكل سلبي بعدما تفشي فيروس كورونا وتمكن من الانتشار وتعطيل نواحي الحياة في العديد من البلدان، ولكنه فكر خارج الصندوق وقرر أن يتحدى الفيروس ولكن في مجال آخر غير التصوير نظرا لأن مجاله يعد ترفيهيا: "كان معايا عربية بنقل بيها كاميرات، وشوية شوية حبيت مجال التصوير ودخلته، ولاقيت نفسي فيه وكنت مساعد مدير تصوير في شركة دعايا وإعلان، مفيش شغل دلوقتي، والتصوير تحديدا لما بتحصل أي أزمة في البلد بيتأثر بشكل كبير، لأنه حاجة ترفيهية ممكن الناس تستغني عنها بسهولة".
مع بداية الأزمة التي تسبب بها انتشار فيروس كورونا كان لزما عليه المكوث في منزله خشية انتقال الفيروس إليه، حاله في ذلك كحال العديد من المواطنين الذين حرموا من أعمالهم، ولكن لأنه لا يحب الاعتماد على أحد، لذلك قرر شراء عربية كبدة، ووقف أمام منزله بمنطقة روض الفرج، ليقدم للمارة أشهى المأكولات البيتي: "عملت تربيزة في الحارة في رمضان اللي فات، كنت بعمل طعمية كفتة، واتشهرت بيها بشكل رهيب، وكان بيجيلي ناس من كل مكان في شبرا".
"كزبرة وبقدونس وبصل وفول وخضرة" تلك هي مكونات الطعمية التي اشتهر بها "عادل" فبعد أن يقوم بعجنها داخل "الحجر" يقوم بوضعها على لوح خشبي حتى يتمكن من تقطيعها على شكل كفتة: "فيه ناس قالتلي كمل في الطعمية، وناس قالت أعمل كبدة وسجق، ومن هنا قررت أجرب أعمل الكبدة البيتي، والحمد لله العملية مشيت معايا شوية"، ويضيف: "أنا راجل بحب الأكل فأنا مش بتاع عربية، علشان كده بعمل الأكل بمزاج وروقان، وده سر شهرتي، أنا بحب أكلف الأكل بتاعي، عندي السجق بياخد تكلفة كتير جدا عكس باقي، العربيات لأني بهتم بكل تفاصيله، وبديه صدمة الأول على الجريل، وبعد كده بنزل عليه بالتوابل".
في سبيل إتقان تلك المهنة التي لم يكن يعلم عنها غير الأكل فقط بعد أن تكون أعدت له خصيصا، قرر" عادل" أن يذهب إلى محافظة الإسكندرية، حيث توجد أشهر المطاعم التي تقدم الكبدة، كي يتعلم منهم أصول الصنعة حتى يتسني له تقديم مذاق يرضي الزبون: "مبشتغلش بكبدة العصافير، بشتغل بكبدة مارين شفافة، وبقطعها مربعات كبيرة علشان الزبون يبقي عارف هو بياكل إيه".
وعن الكفتة يقول إنه يفرمها داخل منزله بمساعدة زوجته التي تقف في كتفه: "لو الفرم معجبنيش ممكن أوقف لحد ما أفرم بشكل أرضي أنا عنه، لأن ليا مزاج خاص في الأكل، أنا عايز زبون السمعة مش الزبون الطياري".
تعليقات الفيسبوك