حرم من حنان والديه منذ نعومة أظافره، وبدأت رحلته مع الحياة كرجل صاحب مسئولية يرعى أخويه مبكرا، ومع كل تقدم ونجاح كان يزداد إيمانا بدوره في تخفيف معاناة الأيتام، وكان حلم إنشاء جيم خاص به لخدمة الشباب، يرواده طيلة الأعوام التي تلت وفاة أبويه، وما إن تحقق هدفه، قرر أن يكون للأيتام نصيبا مما رزقه الله.
تحدى إسلام رفاعي، الصعوبات التي واجهته منذ أن كان صغيرا، وقرر أن يحولها إلى طاقة إبداعية مكنته من افتتاح الجيم الخاص به في منطقة العباسية، بإمكانيات متواضعة في البداية، لكن عينه دائما تنظر إلى الترقي، ظل يجتهد حتى استبدل تلك الأجهزة بأخرى حديثة تواكب التطور والتقدم في مجال رياضة كمال الأجسام.
يقول رفاعي: "بعد ما أبويا وأمي ماتوا وأنا صغير، كنت أنا مسئول عن أخويا وأختي، وشيلت حمل أكبر من سني، وكان لازم أتحمل، لأن إخواتي ملهمش ذنب، ووقتها كنت أنا مدرك شوية لبعض الأمور، فقررت أشيل عنهم مشاكل الحياة، خاصة أني أكبرهم".
في ظل تلك الظروف الصعبة، كان الصغير حينها، يهوى رياضة كمال الأجسام، ما دفعه إلى متابعة أبطال اللعبة، ومحاولة الوصول إلى معدل لياقتهم: "طول عمري بشوف أبطال اللعبة وبتمني أكون زيهم، بدأت أهتم بنفسي وأشوف فيديوهات عن اللعبة، لكن طبعا مكنش فيه إمكانية إني أفتح جيم، فكنت بشتغل في مجالات تانية ملهاش علاقة بالجيم، لكن عقلي كان مع الرياضة دي، لحد ما ربنا كرمني، وقدرت أفتح الجيم".
لم يكن حب تلك الرياضة وحده كافيا، لأن يوفر عوامل النجاح لدى الشاب الثلاثيني، إذ قرر أن يدرسها بشكل احترافي بالحصول على عدد من الدورات التدريبية: "كنت متفائل وعندي أمل إن ربنا يكرم وأحقق حلمي، ورغم كل الصعوبات اللي قابلتها إلا إني اتخطيت كل ده".
يتوقف إسلام برهة، كأنه يتذكر محطات من الماضي قبل أن يبتسم ويكمل حديثه بشغف وحماس: "بدأت من الصفر بأجهزة حديد بلدي، لكن حلمي موقفش على كده، كنت دايما بدور على الأساليب الحديثة في التدريب، علشان أقدر أنافس في المجال ده، رغم قلة الإمكانيات".
مع بداية تفشي فيروس كورونا المستجد، توقف إسلام، عن العمل تنفيذا لقرارات وزارة الصحة، إلى أن عاد مرة أخرى ليواصل عشقه داخل صالة الجيم، ومع أول يوم عمل له بعد فترة الإغلاق، قرر الشاب الثلاثيني، أن يهدي الأيتام اشتراكا مجانيا، نظرا للظروف الصعبة التي عاشها الجميع خلال فترة كورونا: "قلت أفرحهم، لأن لهم حق علينا، وبتمنى إن رياضة كمال الأجسام يتم الاهتمام بيها أكتر من كده، لأنها مهمة لصحة الإنسان".
تعليقات الفيسبوك