بايدن وأردوغان.. تهديد بإسقاط "مستبد تركيا" ودعم سياسي متوقع للمعارضة
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
قلق تشهده تركيا خلال اللحظات الحالية بعد فوز الرئيس الديموقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ظهر بايدن في مقطع فيديو سابق، يصف خلاله أردوغان بـ"المستبد"، وإعلانه تشجيع ودعم المعارضة التركية حال فوزه بالانتخابات، وذلك في حلقة من برنامج "ذا ويكلي" المذاع على قناة "إف إكس" الأمريكية، في أغسطي الماضي، حيث كانت هيئة تحرير "نيو يورك تايمز" تجري مقابلات مع جميع المرشحين الديمقراطيين، حسبما نشرت "سكاي نيوز".
وعبر بايدن خلال الفيديو عن قلقه بشان التطورات في تركيا، مؤكدًا أنه سيتعامل بمنهجية مختلفة تمامًا ضد أردوغان يتمثل في دعم وتشجيع قيادة المعارضة التركية، كما فعل خلال فترته كنائبٍ لأوباما، حيث وصف الرئيس التركي بالمستبد، وأنه عليه أن يدفع ثمن تصرفاته، مضيفا أنه سيشجع عناصر المعارضة لمواجهة أردوغان ليس عن طريق الانقلاب ولكن من خلال العملية الانتخابية.
وتابع في حديثه أنه "عليهم أن يفهموا أننا لن نستمر في اللعب معهم بالطريقة التي كنا نلعب معهم بها، الولايات المتحدة في الحاجة إلى العمل بجدية أكبر مع الحلفاء لعزل أفعال أردوغان في المنطقة، لا سيما في شرق المتوسط".
خبير بالشأن التركي: فوز بايدن يعيد الفعالية للمؤسسات الأمريكية بعد غيابها خلال حكم ترامب
وفي هذا الشأن، قال خبير الشؤون التركية مصطفى صلاح، إن وجود بايدن في الحكم يؤكد على ملمح داخلي يتمثل في عودة عمل المؤسسات الأمريكية بصورة فعالة، وهو الأمر الذي غاب خلال فترة الرئيس دونالد ترامب، خاصة وأن العلاقات التركية الأمريكية كانت تقع ضمن العلاقات الشخصية، فيما يتعلق بإدارة الملفات الخارجية بينهما، وبالتالي فإن فوز بايدن سيعيد عمل مؤسسات الأمن والخارجية الأمريكية، وهو ما سينجم عنه بعض السياسات التي من شأنها الدفاع عن بعض المبادئ مثل الديموقراطية وحقوق الإنسان، بعد خلاف بين تركيا وأمريكا خلال فترة ترامب وصل بهما إلى حد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا.
وأضاف " صلاح" لـ"الوطن"، أن عمل المؤسسات الأمريكية بصورة فعالة سيؤثر على مسار العلاقات فيما يتعلق ببعض الملفات، خاصة في ظل تذيل تركيا في بعض الملفات السابقة التي تتبوأ مناصب ودرجات عالية، كملف حقوق الإنسان وحرية الصحافة والرأي والتعبير، حيث أكدت بعض التقارير أن هناك دعم غير مسبوق سيتم توجيهه من أمريكا إلى المعارضة التركية، لذلك أُطلق على بايدن مرشح المعارضة التركية في أمريكا، مما سيؤدي إلى تضييق الخناق على تركيا وتصعيد أمريكا إلى الملفات الخلافية، وخاصة بعد عودتها بقوة إلى ما يسمى بالتنسيق الأوروبي في الكثير من القضايا من بينها الأمن والدفاع والتنمية والاقتصاد.
صلاح: الخلاف بين تركيا وأمريكا يقلل الحدة في المنطقة
وأكد، أن ملف الأمن هو الأهم، خاصة بعد اقتناء تركيا لمنظومة الدفاع الصاروخية الروسية "إس 700" وهو الأمر الذي تسبب في معضلة كبيرة داخل حلف شمال الأطلسي، ونتج عنه اختلاف بين وجهات النظر حول بقاء تركيا داخل الحلف او استبعادها، كما أن بايدن أبدى اهتمامًا كبيرًا بأوضاع حقوق الإنسان في المنطقة بشكل عام وتركيا على وجه الخصوص، وهو ما خصه في حديثه في برنامجه الانتخابي، لكن هناك بعض العراقيل التي ستواجهه، بعد تعين بعض المسؤولين المقربين من الرئيس السابق ترامب لعرقلة جهود أي رئيس يأتي بعده، وهو سيواجه بايدن في إمكانية توحيد الجهود الداخلية، وتضييع بعض الوقت للتفرغ إلى بعض الملفات الإقليمية والدولية التي تنخرط بها الولايات المتحدة.
وأشار المحلل السياسي المتخصص في الشأن التركي، إلى أن هناك توافق بين مصالح أمريكا في المنطقة التي من شانها إرجاع تركيا إلى حجمها طبيعي كدولة عادية في المنطقة والقضاء على أطماعها الاستعمارية، والحد من أعمالها العدائية في المنطقة.
ولفت إلى أن، الاستراتيجية التي أعلن عنها بايدن قائمة على تسوية النزاعات دون التدخل الخارجي في هذه الدول، وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية، أو فكرة عودة الإطار الجماعي دون تفرد الولايات المتحدة بحل الأزمات خاصة مع الجانب الأوروبي الذي غاب في كثير من الملفات التي تولتها الإدارة الأمريكية الخارجية في فترة ترامب الذي كان شعاره: "أمريكا أولا دون النظر إلى المصالح الأوروبية أو غيرها من الدول"، موضحا أن هذا الملمح هو الذي يتحكم في العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والدول العربية، ومن شأن الدول العربية تقديم الدعم لبايدن في تحقيق هذه المعادلة في سياساته الخارجية.