"تكريم ومساعدة وطلب إنساني" مواقف عديدة خلدت بها المعلمة نبيلة عبدالقادر سيرتها الطيبة، قبل مفارقة الحياة داخل أرض طابور الصباح في مدرسة عمر بن الخطاب الابتدائية بقرية أويش الحجر التابعة لمركز المنصورة محافظة الدقهلية، نهاية أكتوبر الماضي، ليعبر طلابها عن حبهم لها برسائل رثاء وزيارة لقبرها.
"نبيلة" سبب تكريم الطفل الأمين
عُرفت الأستاذة نبيلة الحاصلة على لقب المعلمة المثالية في العام الماضي، بمواقفها الإنسانية العديدة، والتي استمرت حتى اللحظات الأخيرة من حياتها، بدأتها بحرصها على تكريم طالبها الأمين "ياسين محمد"، بعد عثوره على 17 ألف جنيه، خلال عودته من المدرسة، أبى التصرف فيها وقرر إعادتها إلى أصحابها، بحسب "أحمد زكريا"، مدير المدرسة، في حديثه لـ"الوطن".
واستطرد "زكريا" حديثه: "أستاذة نبيلة تحدثت معي عن ضرورة تكريمه، بعدما روى لها الواقعة، وهو ما حدث بالفعل قبل يومين من وفاتها، وكانت متواجدة خلال التكريم".
وفي يومها الأخير في الحياة، أصرت "نبيلة" على اصطحاب إحدى العاملات معها أثناء قدومها للمدرسة، بحسب "زكريا": "المعلمة الراحلة صاحبة الـ58 عاما، والمقيمة بقرية كفر الشنهاب، كانت قادمة للمدرسة بتوكتوك، فقابلت إحدى عاملات المدرسة واقفة في طريقها، فوقفت التوكتوك وقالتلها تيجي تركب معاها".
وواصل: "أثناء ركوب العاملة، التوكتوك اتحرك معتقدا أنها صعدت، الأمر الذي تسبب في سقوط العاملة، قبل أن يتوقف من جديد لتذهب معهم".
"نبيلة" في طلب إنساني يوم وفاتها
وروت المعلمة الراحلة، تفاصيل كواليس قدوم العاملة معها إلى المدرسة، لـ"زكريا" أثناء الطابور الصباحي، حيث طلبت منه إذنا بحصول العاملة على راحة في ذلك اليوم أو تخفيف العمل عنها.
"لم تمر دقيقة على طلبها حتى سقطت داخل أرض الطابور"، بحسب "زكريا": "كانت صايمة، ويدوب وقفت تاني في الطابور وسرعان ما سقطت على الأرض، وبعد ذلك أدخلناها المكتب، والمسعف لما جه قلنا أنها توفت، فانتظرنا طبيبة الوحدة الصحية، والتي أكدت مفارقتها الحياة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية بسبب السكتة القلبية، وطلعنا تصريح الدفن".
رسالة من طالب ابتدائي
وكتب أحد طلاب الصف السادس الابتدائي بالمدرسة، رسالة بخط يده، يودع فيها "مس نبيلة" ويعبر خلالها عن حزنه الشديد على رحيلها، حيث نشر صورة الورقة المكتوبة اخصائي اجتماعي بالمدرسة في صفحته الشخصية على "فيس بوك"، وأوضح خلال رسالته أنها هي التي علمته الخط والإذاعة والمسابقات، وبدونها لم يكن طلابها قد تعلموا.
طلاب المدارس الأخرى يقدمون واجب العزاء
وفي اليوم التالي للوفاة اتجهت مجموعة من إدارة وطالبات مدرسة أويش الحجر الصناعية الفنية للبنات إلى مدرسة عمر بن الحطاب الابتدائية من أجل تقديم واجب العزاء، وكتبت عدد من الطالبات العديد من الرسائل على أوراق حملوها داخل المدرسة، ومنها "وداعًا صانعة الأجيال الأستاذة نبيلة خيال"، و"رحلت عنا بجسدك ولكنك باقية في قلوبنا بعلمك وأخلاقك".
طلاب "نبيلة" يزورون قبرها بعد وفاتها
وقام الطلاب بالخروج في مسيرة تأبين بزيهم المدرسي، رفقة أساتذتهم، أنطلقت من المدرسة حتى قبرها، حيث التزم الجميع أثناء مسيرتهم بالإجراءات الوقائية، للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بحسب ما ذكره "أحمد زكريا".
تعليقات الفيسبوك