"الجرافيتي".. استغلته الحركات الثورية وتاجر به "الأولتراس" وتركوه بلا قيمة
ما زالت لافتة "شارع عيون الحرية"، مثبتة في أحد أركان محيط ميدان التحرير، ما زالت وجوه الشهداء وصور بكاء الأمهات تزين جوانبه وأسواره، شارع "محمد محمود" الذي تتوسطه عبارة "المجد للمجهولين" على إحدى رسومات الجرافيتي التي تم رسمها في ديسمبر من عام 2013، وتوالت عليه الكثير من الرسومات التي كانت تخطر لفنانيها عقب اندلاع بعض الأحداث، والذي تظاهر ضد إزالته عدد من الحركات الثورية مثل 6 أبريل وشباب "الأولتراس"، اختفت الآن بعض معالمه ولم يبق منه سوى "رتوش" رسومات على جدران الجامعة الأمريكية.
"نزلنا نرسم بحرية وكل ما يمسحوه هانرسم تاني"، قالها عمرو ديوان، أحد رسامي الجرافيتي، مشيرًا إلى أن رسم الجرافيتي هو الوسيلة الوحيدة التي يعبر بها رسامو الجرافيتي عن آرائهم: "الناس شايفها شخبطة على الحيط، ولم تعد تهتم الآن بفن الجرافيتي وكل اهتمامهم هو الفلوس، وفنان الجرافيتي يموت لو مرسمش على الحيطه".
وعلق رسام الكاريكاتير إسلام جاويش قائلاً: "طول ما في ادينا بويا، والإيد التانية ريشة؛ هنخلي ليليتكو زرقا، وهنطينلكو العيشة"، هكذا قال "جاويش موجهًا كلماته لكل فاسد في مصر أو مستغل لسلطة، ومشيرًا إلى أن من أشهر الهتافات وقتها للجرافيتي كانت: "امسح في الحيطة كمان، رسمي بيجبلك جنان، عمري ما هانسى لك زمان كنت نعجة في الميدان".
بينما يؤكد المهندس حمدي، أحد المترددين على الميدان منذ 25 يناير وأحد سكان منطقة وسط البلد، أنه ضد رسم الجرافيتي قائلاً: "جرافيتي إيه والناس مش لاقيه تاكل"، ويهاجم فناني الجرافيتي: "الألوان دي بيجيبوا فلوسها منين نفسي أعرف".
"الأولتراس تاجروا بالفن ده، واستخدموه لصالحهم،، مؤكدًا أن نجل خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، استغل عقول الشباب قائلاً: "ابن خيرت الشاطر هو وأصحابه استغلوا عقول الشباب"، وأختتم كلامه: "ربنا يهدى شبابنا".