مصريون عن إلغاء نظام الكفيل في السعودية: "سنعمل بحرية دون تحكم"
عمال وافدين في السعودية
مبادرة جديدة أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، ضمن مبادرات التحول الوطني، تتمثل في تحسين العلاقة التعاقدية، بهدف دعم رؤية الوزارة في بناء سوق عمل جاذب وتمكين وتنمية الكفاءات البشرية وتطوير بيئة العمل.
وتضمنت المبادرة السعودية الجديدة تخفيف القيود التعاقدية للوافدين، ومنحهم حرية تغيير الوظائف ومغادرة المملكة دون إذن من صاحب العمل أو ما يسمى بالكفيل، حيث تقدم المبادرة عدة خدمات لجميع العاملين الوافدين في منشآت القطاع الخاص، من بينها أنها تتيح خدمة التنقل الوظيفي للعامل الوافد لعملٍ آخر عند انتهاء عقد عمله دون الحاجة لموافقة صاحب العمل، وتحديد آليات الانتقال خلال سريان العقد، والسماح بخروج وعودة العامل الوافد بالسفر خارج المملكة، وذلك عند تقديم الطلب مع إشعار صاحب العمل إلكترونيا، بجانب أنها تُمكن العامل الوافد من المغادرة بعد انتهاء العقد مباشرة مع إشعار صاحب العمل إلكترونيا دون اشتراط موافقته.
وأبدى بعض المصريين العاملين في المملكة العربية السعودية بمجالات مختلفة ترحيبهم بتلك الخطوة نظرا لما عانوه لسنوات طويلة من نظام الكفيل الذي كان يفرض عليهم عدة اشتراطات تصعب عليهم العمل والسفر والإقامة بالسعودية، ما كان يضطرهم لدفع مبالغ مالية كبيرة لبعضهم لتسهيل أمورهم.
عبدالرحمن ممدوح، صيدلي يعمل بالسعودية منذ 5 سنوات، يقول إن إلغاء نظام الكفيل يصب في مصلحتهم لأنه سيمنحهم فرصة العمل دون تحكم من بعض الأشخاص الذين كانوا يستغلون احتياج الأجنبي للعمل أو للتنقل من وظيفة لأخرى لجمع مبالغ مالية، موضحا أنه سمع عن قرار الإلغاء من بعض زملائه بالسعودية لكنه كان لا يتوقع تطبيقه نظرا لكثرة الشائعات التي كانت تتردد من وقت لآخر بشأن تلك الخطوة.
ويوضح "عبدالرحمن" أن أصعب الأمور التي كانت تواجهه خلال سنوات عمله بالسعودية هي السفر من وإلى السعودية، نظرا لأن الكفيل هو الشخص الوحيد الذي يتمكن من الدخول على موقع "أبشر" والسماح له بالخروج والعودة والخروج النهائي: "الناس كانت تعبانة بسبب النقطة دي، لأن كان بيحصل مساومات من الكفيل إما تتنازل عن مستحقاتك المالية أو الخروج النهائي، وطبعا مش الكل كان بيتعامل بالشكل ده، بس لو حصل بيضطروا يدفعوا ليه عشان ما يخسروش شغلهم".
ويضيف "عبدالرحمن" أن القرار يحتاج لإيضاح بعض النقاط به، من بينها طريقة العمل التي ستتبع فيما بعد كبديل لنظام الكفالة، والدخول والخروج من وإلى السعودية، وآلية التعامل في حالة رغبة البعض في تغيير عمله، لافتا إلى أنهم اعتادوا أن الكفيل هو المسؤول عن كل تلك الأمور.
ويقول "أحمد وجيه"، عامل بالسعودية، إن إلغاء نظام الكفالة خطوة جيدة لأنها ستعفيهم من بعض الاشتراطات والضوابط التي كان يضعها الكفيل للأجانب، إذ كان لابد من حصولهم على موافقة منه للتحرك من منطقة لأخرى داخل السعودية، بجانب الموافقة على منحهم إجازة والرجوع لبلادهم.
مواقف عديدة تعرض لها أحمد أثناء عمله مع كفيل، كان من بينها أنه بعد خوله للسعودية وعمله بإحدى الشركات توجه للكفيل حتى يحصل على تنازل لتحويل إقامته على الشركة الجديدة لكنه رفض دون منحه مبلغ آخر بجانب المبلغ المتفق عليه في العقد، مضيفا: "إحنا ما ينفعش نتحرك دون ما ناخد موافقة الكفيل، فإحنا كنا تحت رحمته، لكن لما يتم إلغاؤه وضعنا هيكون أفضل، ومشاكل كتير كنا بنواجهها هتتحل".