بروفايل | «موسى» مهندس التحالفات
يعود، مجدداً، «أستاذ الدبلوماسية الأول» بخبرته الواسعة فى الملفات العربية والدولية وكفاءة سياسية يشهد بها أعداؤه قبل مؤيديه، برغبة جامحة فى تدوين صفحة جديدة فى تاريخه السياسى، من بوابة جديدة على المستوى الداخلى بعيدة عن العلاقات الخارجية والإقليمية التى أتقنها على مدار سنوات.
«مهندس التحالفات»، الدور الجديد الذى اختاره السيد عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، ليواصل مشواره السياسى فى أعقاب ثورة 25 يناير، بعد ترشحه للانتخابات الرئاسية فى عام 2012، ثم مشاركته فى تأسيس تحالف جبهة الإنقاذ الوطنى، لمواجهة الحكم «الإخوانى»، ورئاسته للجمعية التأسيسية لتعديل الدستور بعد رحيل «مرسى» وجماعته.
«موسى» الذى أبى أن يخرج من الحياة السياسية المصرية، عقب خروجه من السباق الرئاسى الماضى، عاد مجدداً ليعيد الكرّة مرة أخرى بوضعه الإطار الذى سيقوم عليه التحالف الجديد استعداداً للبرلمان المقبل.
تحالف «موسى» الذى اشترط دعم الرئيس المنتخب فى مسيرته الدستورية لإعادة بناء مصر ومؤسسات الدولة وتصحيح المسار، وضمان الإدارة الجيدة للحكم وتحقيق أهداف الثورة، وضع القوى الإسلامية وأحزابها فى مأزق، بسبب تضييق فرصهم لدخول البرلمان، خاصة بعدما أكد السفير محمد العرابى أحد قيادات التحالف أن «النور» ليس ضمن الأحزاب التى يتواصل معها التحالف ليكون ضمن قائمته لخوض انتخابات البرلمان المقبل، بدعوى اختلافه مع الأيديولوجية التى حددها التحالف للأحزاب المنضوية تحت لوائه.
مهمة كبيرة فى انتظار «ثعلب الدبلوماسية المصرية» فى إقناع الأحزاب التى أعلنت تأييدها لـ«السيسى» بالانضمام للتحالف الجديد، لمواجهة التحالف الموازى، الذى أعلنت عنه قوى المعارضة الداعمة للمرشح صباحى فى الانتخابات الرئاسية.
يسعى «موسى» لمواجهة التحديات التى من الممكن أن تواجه التحالف الجديد، وأبرزها المصلحة الحزبية فى الحصول على أغلبية البرلمان، خاصة بعدما أقر «موسى» بأن القائمة الوطنية التى سيشكلها ستكون متنوعة لا أكثرية فيها لأحد، وهو ما سيحاول التغلب عليه كما فعل فى لجنة الخمسين.
وباعتباره دبلوماسياً مخضرماً، أجاد «موسى» اللعب فى المساحة التى حددها لنفسه، فمع بداية عصر جديد للرئيس السيسى، اختلف المشهد السياسى عن نظيره فى أى وقت مضى، فالمشير -الذى لا ينتمى لحزب- أعلن أكثر من مرة عدم سعيه لتشكيل ظهير سياسى، الأمر الذى فتح الصراع المبكر على كعكة البرلمان فى الشارع السياسى، ليجد «موسى» الطريق ممهداً لقيادة تحالفه الذى كان دوماً يحلم به، ليكون المحطة الحزبية الثالثة بعد أن أسس تحالفى «المؤتمر»، و«الإنقاذ»، ولا يزال فى جعبة «الساحر الدبلوماسى» الكثير.