أزهريون يطالبون بمواجهة الإساءة للرسول بحملات عالمية للتعريف بأخلاقه
شيخ الأزهر
طالبت قيادات دينية تحويل التعبير عن الغضب من الإساءة للنبي إلى مشاريع كبري للتعريف به، وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- إن القراءة العصرية لسيرة النبي وتطبيقها تطبيقًا عمليًّا صحيحًا أصبحت ضرورة ملحَّة في ظل ما نعيشه من أحداث تتطلب منا التمسك بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وتحقيق مقاصد الإسلام السمحة، فما أحوج الأمة الإسلامية إلى التحلي بأخلاق نبي الرحمة في وقتنا الراهن في ظل انتشار تيارات وجماعات التطرف والإرهاب التي لا تمتُّ إلى الدين بِصلة، ولا تعرف شيئًا عن مبادئه وقيمه السمحة.
ودعا مفتي الجمهورية جموعَ المسلمين في العالم أن يجعلوا التعبير عن غضبهم المشروع لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة إيصال أخلاقه وتعاليمه السمحة وصورته المشرقة للعالمين، مع ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع تكرار تلك الإساءات في حق المقام النبوي الشريف.
وقال مفتي الجمهورية: إن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم العطرة مليئة بالمواقف والأحداث التي تعلمنا قيمًا إنسانية راقية تستقيم معها الحياة وتُعمَّر بها الأرض، وتتآلف بها النفوس إذا ما ترجمناها إلى واقعٍ عملي في حياتنا، وقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى ضرورة اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
مستشار الرئيس يوضح كيفية الدفاع عن النبي
وقال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أحد علماء الأزهر الشريف في مداخلة للتفزيون الأدرني علينا أن ما صدر من إساءة لنبينا ومولانا محمد صلى الله عليه أبلغ تلك الردود أن تكون هذه الواقعة إثارة ولدت إنارة، وأن تكون هناك حملة عالمية لنشر خلقه الكريم ولبيان للناس أنه رحمة للعالمين.
وأكد الأزهري أن الإساءة لمولانا محمد لا تزيد إلا غيرة وحمية، وحرصا على مزيد من ارتشاف معاني محبته ونشر أخلاقه وسيرته في كل ربوع الدنيا.
وأضاف: نريد لشمائله أن تملأ الدنيا وتسطع كالشمس وتكون كمالعاني التي تشرق وتطل على الناس، مشيرًا إلى أن من شمائله أنه أجود الناس صدرًا وأصدق الناس بهجة وأجمل الناس عشرة، ومن خالطه معرفة أحبّه، يقول ناعته وواصفه لم أرى قبله ولا بعده لايدفع بالسيئة بالسيئة، رحيمًا بالمؤمنين، يبكي للبهيمة المثقلة، ولليتيم في حجر الأرملة، ليس صخابًا ولا متزين بالفحش، بعثه الله بشيرًا ونذيرًا ووهب له كل خلق كريم وجعل السكينة لباسه والبر شعاره والتقوى ضميره، والوفاء والصدق طبعه وجعل العفو والمعروف خلقه وجعل العدل سيرته والحق شريعته والهدى إمامه.
وأكمل: أبلغ رد على من يسيء للنبي محمد أن تنطلق حملات عالمية من مختلف الدول للتعريف بالجناب النبوي الشريف، مثنيًا على إجراء وزارة الاوقاف الأردنية في أن جعلت يوم غد يوم تصدح فيه كل مآذن المملكة الأردنية ببث المدائح التي تعطر الدنيا وتنزل على القلوب سكينة وتشيع في البيوت بهجة وتملأ القلوب سرورًا بمولانا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
الأزهر يطلق منصة للتعريف بالنبي
وأعلن الأزهر عن إطلاق مِنَصَّةً عالميَّةً للتعريفِ بنبيِّ الرَّحمة ورسول الإنسانيَّة ﷺ يقومُ على تشغيلِها مرصدُ الأزهر لمكافحة التطرف، وبالعديدِ من لغاتِ العالم.. وتخصيصِ مسابقةٍ بحثيةٍ عالميَّةٍ عن أخلاقِ محمَّد ﷺ وإسهاماتِه التاريخيَّة الكبرى في مَسيرةِ الحُبِّ والخَيْر والسَّلام.
وأكد خلال كلمته بالاحتفال السنوي بالمولد النبوي الشريف بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن هذه الفكرة التي تشرفه غاية الشرف جاءت من وحيِ هذه الذكرى العطرةِ، داعيًا المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتمييز ضدهم، كما دعا فضيلته المواطنين المسلمين في الدولِ الغربيةِ إلى الاندماجِ الإيجابيِّ الواعي في هذه المجتمعات، مع الحفاظِ على هُويَّاتهم الدينيةِ والثقافيةِ، وعدمِ الانجرارِ وراءَ استفزازاتِ اليمينِ المتطرف، أو استقطابات جماعاتِ الإسلام السياسيِّ، والحرصِ الدائمِ على الطرقِ السِّلميةِ والقانونيةِ والعقلانيةِ في مقاومةِ خطابِ الكراهيةِ، وفي الحصولِ على حقوقِهم المشروعة؛ اقتداءً بأخلاق نبيهم الكريم ﷺ.
وأعلن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف عن إطلاق حملة توعوية شاملة باللغتين العربية والإنجليزية للتعريف بالنبي بعنوان: "هذا نبينا" باللغة العربية، (Our prophet) بالإنجليزية، لتسليط الضوء على شخصية النبي صلى الله عليه وسلم الأخلاقية والإنسانية ودوره في الدعوة المستمرة للتراحم بين البشر جميعًا.