ملف خطاب الرئيس| محمد سليم العوا.. ابتسامة ماكرة تخفي النرجسية
التحليل البلاغي: وعظ ديني يصل لمشاعر الناس
أول مايلاحظه أستاذ البلاغة السياسية عماد عبد اللطيف في خطابات المرشح الرئاسي محمد سليم العوا، هو اللجوء إلي النصوص المكتوبة المعدة سلفا، مما يخلق فجوة بين الخطيب وجمهوره.
رغم ذلك، فإن عماد يصف العوا بأن لديه"قدرة غير عادية على الكلام الواضح، والتعبير بشكل استثنائي عن أفكاره وطلاقة مميزة في الحوار، اكتسبها من العمل في حقل الدعوة الإسلامية.
يري عماد أن أحد أهم سمات خطاب محمد سليم العوا هو قدراته الهائلة علي التمكين والإقناع والمناقشة الهادئة في بعض الأحيان، والعنيفة في أحيان أخري، وخاصة في حالة التصادم مع المخالفين.
يصنف عماد العوا بأنه واحد من "الخطباء الشعبويون"، القادرون علي استخدام المراوغات اللفظية واللعب بالكلمات والإنكار والابتزاز العاطفي وغيرها من الوسائل لتحقيق غايتهم.
خطاب العوا يعتمد علي التواصل مع مشاعر الناس، والتماس معهم بلغة أقرب للغة الوعظ الديني".
يري عماد أن خطاب العوا به العديد من الموازنات ومساحات تسمح بتأويل الكلام بأكثر من أسلوب، وهي سمة من سمات الخطاب الشعبوي، لكنه يتسبب في النهاية بتآكل المصداقية نتيجة لعدم وضوح المبادئ.
التحليل النفسي: عيون واثقة وشجاعة أمام الكاميرا
بعد تفرس ملامح المرشح الرئاسي محمد سليم العوا، قالت منال زكريا، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، إن العوا "يزن الأمور بميزان العلم والفكر، ودائم الميل الشديد للتأمل وبعد النظر.
تري منال أن تاريخ العوا كمفكر ديني يؤثر في أسلوبه ولغة جسده، فالعين تميل بشكل دائم للتأمل والاستعانة بالذاكرة من أجل الاستدلال، فهو يريد أن يثبت له بكل القرائن صحة حديثه من خلال وقائع ومشاهدات عايشها.
وأشارت منال إلى أن الاتزان الانفعالي لدي سليم العوا قوي بشكل كبير، فهو ليس سهل الاستفزاز، وتظهر عليه تعبيرات محاولة إثبات الحقائق وإيصال المعلومات والرسائل بالطريقة المثلى.
تقول منال إن علاقة العوا بالمحاورين "ودودة"، فهو معتاد علي اعتلاء المنصات ومحاورة الآخرين، لايصاب بالتوتر أمام الكاميرا، فهو "شخصية متزنة ومحاور بشكل جيد متأمل هادئ لا يستخدم يديه بإفراط".
العين هي مفتاح لفهم شخصية العوا، في رأي منال، التي تفسر نظرات العوا بأنه دائما متأملة منفتحة، مما يدل علي أنه شخص يقيني يعتمد علي الأدلة والبراهين باستمرار، كما أن الحواجب المرفوعة تدل علي البراءة في الاستجابة والسلوك.
وأضافت أستاذة علم النفس:العوا يستخدم بعض الألفاظ التي تعبر عن معرفته ببواطن الأمور، وتدل علي ثقته في حديثه، ونبرة صوته دائما توكيدية.
وأضافت:"تعبيرات وجهه تعبر عن ثقة في قدراته وذهنه ومعلوماته، واعتقد هذا الوجه الباسم معبر دائما عن شخصية رجل لديه المعرفة، فشخصية العلماء دائما ما تتميز بالثبات والاستقرار الانفعالي.
تحليل المضمون:
يري محمود خليل، أستاذ علم الصحافة، أن خطاب المرشح الرئاسي سليم العوا يؤهله أن يتولي منصب وزير أوقاف علي أقصى تقدير، "فخطابه لا يبشّر بأن يكون رئيس جمهورية على الإطلاق".
يضيف خليل:العوا نرجسي، ويتجلى ذلك في ترديده الدائم لفخره بنفسه وبأسرته، وتاريخه الذي يكرر عملية سرده في مختلف اللقاءات التي يظهر بها.
يسخر خليل من خطاب العوا قائلا:"قد يصل به الحال إلى أن نسمعه يقول إن جده شارك في غزوة بدر الكبرى، وأبلى بها بلاءً حسناً".
ينتقد خليل ابتسامة العوا الدائمة، التي يراها سلاحا للتهرب المتكرر من الكلام وتغيير المواقف مع ادعاء البراءة،"العوا يقول الكلمة ثم يلحسها بعدها مباشرة"، كما يقول خليل، مدللا علي رأيه بحديث العوا عن وجود أسلحة في الكنائس ثم عاد ونفى ما قال، وبراءة الأطفال تطلّ من عينيه".
خطاب محمد سليم العوّا إنشائي وحالم، وأقرب إلى الخطاب الوعظي، في رأي خليل، يشير خليل إلي أن أحاديث العوا تخلو من فكرة واحدة مبتكرة طرحها من منطلق وجوده كمرشّح رئاسي، أو حل مبتكر لمشكلة من المشاكل المزمنة في مصر مثل مشاكل البطالة والإسكان ونزوح الأهالي من الريف للمدن، لكنّ أغلب كلامه يدور في فلك التنميق والحديث بالفصحى الذي يقترب به من خطاب المنابر.