ناقد عن "السينما النظيفة": المنادون بها سينتهي حالهم إلى مزبلة التاريخ
الناقد الفني سمير الجمل
قال سمير الجمل، الناقد الفني، إن حرية الاختيار قادمة في الفترة المقبلة لا محالة بسبب انتشار التكنولوجيا، وسيكون الحديث عن "السينما النظيفة" أمرا مثيرا للضحك، فالعالم أصبح منفتحا، وهذا التفكير سيتغير بإرادتنا أو رغمًا عنها، لافتًا إلى أن الحرية سنكتسبها بالممارسة كما حدث في أوروبا، ومشددًا على أن الحرية ليست قمعا وسيطرة.
وأضاف "الجمل"، في مداخلة عبر تطبيق "سكايب"، مع برنامج "يتفكرون"، المذاع على قناة الغد الفضائية، مع الدكتور خالد منتصر، أن التجارة بالدين هي الوجه الآخر لممارسة الدعارة والانحراف، "نحن عنوان الاعتدال، وعنوان الفن، والدين مرتبط لدينا بالفن منذ قديم الأزل، منذ الرسومات على المعابد الفرعونية، قبل الديانات السماوية".
وتابع: " حتى في الديانات السماوية، مثل سورة يوسف عندما تقدم الشخصيات في القصة حيث يقول الله تعالى: (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)، وهذا قمة الوعي والفن، والتحضر في هذا الكلام"، فالقرآن ذكر "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، و"لست عليهم بمسيطر"، فيكف نسيطر عليهم في الفن، وعمل ذلك "سفيه وساذج".
وأوضح أن الجمعيات التي تحاول أن تفرض نفسها على الأعمال الفنية سينتهي بها الحال إلى مزبلة التاريخ، وستبقى الأعمال الفنية المعتدلة، فالفن قيم في الخير والحق والجمال والعدل، ولا يوجد فيلم به ملائكة بأجنحة فقط، وإلا لا يصبح فيلمًا، وهو أيضا ليس نقلًا عن الشارع فقط، بل إن الفن هو إعادة صياغة الموجود في الشارع، وعملية مصالحة على الحياة والآخرين، لكي يعيش الإنسان بشكل جيد.
وأكد أن الاعتدال هو أن يُصنع الفن بحرفة وأصالة، وعلى سبيل المثال أفلام "شباب امرأة"، و"الزوجة الثانية"، وغروب وشروق"، و"باب الحديد" كلها بها بعض المشاهد الجريئة، والجمهور يشاهدها دون أي مشكلة.