"الشيخ رمضان مات".. "إمام الشرقية" صعدت روحه على المنبر: تمناها ونالها
جنازة الشيخ محمد رمضان
في الساعة التاسعة من صباح أول أمس الجمعة، استيقظ الشيخ محمد رمضان إمام مسجد "أبو العينين" بمنطقة "القرين" بمحافظة الشرقية مبكرًا كعادته يوم الجمعة، تناول إفطاره مع أطفاله الخمسة ثم هيأ ذاته لإلقاء خطبة الجمعة.
ودع "رمضان" أسرته واتجه برفقة نجله الذي يبلغ من العمر 15 عامًا إلى مسجد "أبو العنين" الذي يبعد عن منزله 200 متر، استقبله المصلين بالترحاب كعادتهم ثم أدى ركعتي السنة ورفع أحد المصلين أذان خطبة الجمعة.
خطوات بسيطة تفصل الشيخ عن المنبر لكنه كان يسير ببطء حتى سقط مغشيًا عليه في الدرجة الأولى لسلم المنبر ليجتمع المصلين حوله ويرددوا "الشيخ رمضان مات.. الشيخ رمضان مات"، لكن بعضهم قرر الذهاب به للمستشفى للتأكّد من وفاته.
تداولت الأقاويل والأحاديث داخل المسجد في الوقت الذي تنتظر فيه زوجته وأبنائه في المنزل القريب سماع صوته يلقي السلام على المصلين قبل بدء الخطبة، لكن لم تمر سوى دقيقتين حتى سمعت أصوات أخرى ترتفع وتقترب من المنزل قائلة "الشيخ رمضان مات".
خرجت الزوجة مسرعة من المنزل لتجد زوجها محمولًا على الأعناق متجهين به إلى سيارة قريبة لنقله إلى مستشفى "القرين العام"، لتخرج برفقة بناته الأربعة إلى المستشفى، حيث أكّد الأطباء هناك أنه توفى منذ أن سقط في اللحظة الأولى بسكتة قلبية حادة.
الخبر وصل سريعًا إلى المصلين في مسجد "أولاد زين" المجاور للمسجد، حيث كان يلقي الشيخ صلاح رمضان نجل عمه وصديق عمره خطبة الجمعة، دمعت عيناه ثم تمالك نفسه، واستكمل خطبته واتجه مسرعًا نحو المستشفى التي كان يرقد فيها جثمان صديق عمره ليتأكّد من النبأ الصادم.
يقول "صلاح" لـ"الوطن": "كان شخصًا صالحًا، توفي والده وعمره عامًا حيث تربى معنا، وترعرع تحت مظلة والدي الذي كان حافظًا للقرآن، فأدخله كلية أصول الدين بالشرقية".
يتابع نجل عم الإمام الراحل باكيًا: "كان يتمنى أن يموت في المسجد وأن يؤجل الله رحيله حتى يربي بناته ويمكنهم من الحياة فلديه أربع بنات، إسراء في الصف الأول الجامعي، ندى في الثانوي الأزهري، وإبراهيم في المرحلة الإعدادية، وزهراء في المرحلة الابتدائية".
أحد المسؤولين في وزارة الأوقاف ـ رفض ذكر اسمه ـ قال إنَّه كان صديقًا للشيخ في كلية أصول الدين بجامعة الزقازيق لمدة 4 أعوام، مؤكّدًا أنَّ نبأ وفاته كان صادمًا ومحزنًا: "هو شخص لم يكره أحد، ولم يكرهه أحد وكان حريصًا على حضور جميع المناسبات وتحسين علاقاته بالناس".
الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، قال في تصريح لـ"الوطن"، إنَّ سبب الوفاة سكتة قلبية، مشيرًا إلى أنَّ الإمام شهيدًا عند الله لأنَّه توفي في أثناء تأدية عمله وكان طاهرًا وأدى صلاة السنة وصاعدًا للمنبر لإلقاء خطبة الجمعة على المصلين، مشيرًا إلى أنَّه حضر برفقة وفد من الأوقاف بالشرقية جنازة الإمام الراحل وصرفت الوزارة مبلغ 20 ألف جنيه لأسرة المتوفى.