بعد 18 عاما.. إنهاء نزاع إطلاق اسم "شهيد" على مدرسة بكفر الشيخ
أهالي القرية يستقبلون وكيل التعليم بالزغاريد
انهاء الخلاف على تسمية مدرسة بعد 18 عاما في كفر الشيخ
18 عامًا من الخلاف بين أهالي شهيد في حرب فلسطين ومحافظة كفر الشيخ، على تسمية مدرسة القرية باسمه، امتدت الخلافات حتى وصلت للمحاكم، وقضت المحكمة الإدارية العليا في يونيو الماضي، بحسم الخلاف وتسمية المدرسة الواقعة بقرية البرنس التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ، على اسم الشهيد طه محمد الحليسي، الذي استشهد في حرب فلسطين عام 1948، إلا أن المحافظة لم تتمكن من إنهاء الخلاف سوى أمس.
ومن جانبها توجهت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، إلى القرية وجمعت جميع الأطراف وعلى مدار أكثر من أسبوعين من الاجتماعات المتتالية تمكنت من حل الخلاف، وتوصلت لإطلاق اسم القرية والشهيد على المدرسة، حيث جرى تعليق لافتتين إحداهما باسم "البرنس" والأخرى باسم الشهيد "الحليسي".
واستقبل الأهالي وكيل التعليم بالورود والزغاريد، بعدما تمكنت من إنهاء الخلاف، فيما أشاد محافظ كفر الشيخ اللواء جمال نور الدين، بأهالي القرية وبقيادات التربية والتعليم لإنهاء الخلاف، مؤكدًا أنه تم تقسيم مدرسة القرية للتعليم الأساسي إلى مدرسة ابتدائية، ومدرسة إعدادية في نفس مبنى مدرسة التعليم الأساسي سابقًا، على أن يطلق اسم القرية على المدرسة الابتدائية، ويطلق اسم الشهيد طه الحليسي على المدرسة الإعدادية، لإرضاء طرفي النزاع، مؤكدًا أنه وجه "كشك" بجمع الطرفين وإنهاء الخلاف بينهما، وتعليق لافتتين على بوابة المدرسة، ويكون لكل مدرسة خاتمها الخاص بها.
ولجأ شقيق الشهيد للمحاكم للحصول على حكم نهائي بتسمية المدرسة بناء على قرار مجلس شعبي محلي يعود لعام 2004، ولكن اعتراض عدد من أهالي القرية أدي لمنع تتنفيذ الحكم لخلافات سابقة، ما أدى لاعتصام عدد منهم اعتراضًا على تنفيذ الحكم بناءً على الخلافات، لكن حسمت الدائرة الأولى بالمحكمة الإدارية العليا، الموضوع في يونيو الماضي، وأيدت الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بقبول الدعوى المقامة من عبد الفتاح محمد الحليسي، شقيق الشهيد وبوقف تنفيذ قرار محافظ كفر الشيخ رقم 171 لسنة 2005 المتضمن إلغاء قراره السابق بإطلاق اسم الشهيد طه محمد الحليسي على المدرسة الجديدة للتعليم الأساسي بعزبة أول البرنس التابعة لقرية شباس بكفر الشيخ.
وقالت حيثيات حكم المحكمة، إن الشهيد طه محمد الحليسي استشهد في حرب فلسطين، ووافقت المجالس الشعبية المحلية في كل من قرية شباس الشهداء ومركز دسوق ومحافظة كفر الشيخ، على إطلاق اسمه على المدرسة المشار إليها، ووافق محافظ كفر الشيخ وأصدر القرار رقم 104 لسنة 2005، بإطلاق اسم ذلك الشهيد على المدرسة، إلا أنه أعقب ذلك صدور قرار محافظ كفر الشيخ رقم 171 لسنة 2005 متضمنًا إلغاء القرار رقم 104 لسنة 2005.
وأبطلت محكمة القضاء الإداري قرار المحافظ الآخير، مؤكدة أن قرار تسمية المدرسة باسم" مدرسة الشهيد طه محمد الحليسي"، صدر بناءً على موافقة لمجالس الشعبية المحلية في كل من قرية شباس الشهداء ومركز دسوق ومحافظة كفر الشيخ، التي تمثل القلب النابض والمُعبر عن آمال وطموحات المواطنين في مختلف الوحدات المحلية، والتي تعبر آراؤهم عن ضمير الجماعة في مجتمعهم الصغير، ومن ثم يكون ذلك القرار قد صدر صحيحا مستكملا لكافة أركانه وشروط صحته القانونية.
ورفضت "الإدارية العليا" الطعن المقام من المحافظة، وأكدت في حيثيات حكمها أنه، لإن كان القانون يجيز للجهات الإدارية، إذا ما اقتضت المصلحة العامة ذلك، سحب وتعديل القرارات الإدارية التي لا تنشئ أو تعدل أو تمس مراكزًا قانونية شخصيا للأفراد حتى لو صدرت صحيحة ومطابقة لصحيح حكم القانون ودون التقيد كذلك بمواعيد السحب والإلغاء، إلا أن المحافظة لدى إلغائها لذلك القرار خالفت أحكام قانون نظام الإدارة المحلية، بعدم اتباعها ذات الإجراءات الجوهرية التي تطلبها القانون لصحة قراراها الصادر في هذا الشأن، والتي اتبعتها في إصدار قرار تسمية المدرسة بعدم استيفائها موافقات المجالس الشعبية المحلية في كل من قرية شباس الشهداء ومركز دسوق ومحافظة كفر الشيخ على إعادة تغيير اسم المدرسة إلى اسمها القديم قبل إصدار قرارها الساحب، ما يستوجب القضاء بإلغائه.
وأقامت المحافظة طعنًا على ذلك الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا أكدت فيه صدور حكم القضاء الإداري مشوبًا بمخالفة للقانون والخطأ في تطبيقه والقصور في التسبيب والفساد في الاستدلال، نظرًا لأن قرار إلغاء تسمية المدرسة باسم الشهيد صدر لتصحيح العيب الإجرائي اللاحق بقرار التسمية الذي صدر دون موافقة المجالس الشعبية المحلية.