"فتاة المعادي".. لقب مأساوي يتكرر بعد 35 سنة
فتاة المعادي التي توفيت اليوم
جريمة بشعة شهدها الحي الراقي، المعادي، أمس الثلاثاء، حيث تعرضت فتاة للقتل وسحل جثمانها لعدة أمتار، تحت عجلات سيارة 3 شباب، خلال مطاردتها ومعاكستها في أحد شوارع المنطقة.
وتبين من التحريات الأولية، أن المتهمين حاولوا التحرش بالضحية أثناء عودتها من العمل، وعقب هروبها منهم اشتبكت ملابسها في سيارتهم، ما أدى إلى سقوطها أسفل عجلات السيارة.
وأوضحت التحريات، أن المتهمين حاولوا الهرب فسحلوا الضحية عشرات الأمتار، حتى تهتك جسدها، وتكثف الشرطة جهودها للقبض على المتهمين في الواقعة البشعة.
والمفارقة أن لقب "فتاة المعادي" عرفه المصريون منذ 35 عاما في جريمة بشعة تكاد تشبه جريمة اليوم، ففي إحدى ليالي عام 1985 كان حي المعادي على موعد مع جريمة اهتز لها المجتمع المصري بعد اغتصاب فتاة على يد 6 ذئاب بشرية أمام خطيبها الذي شلَّ المتهمون حركته بأسلحتهم البيضاء، وألقي القبض على المتهمين وحكم على 5 منهم بالإعدام شنقا، وسجن السادس 7 سنوات، وعرفت الواقعة بـ"فتاة المعادي".
السينما لم تغفل هذه الواقعة المأساوية، ففي عام 1989 قدمت الفنانة ليلى علوي والفنانون حمدي الوزير ومحمد كامل وحسن حسني وأحمد مختار وشريف صبري، فيلم "المغتصبون"، الذي جسد واقعة "فتاة المعادي".
تدور أحداث القصة حول مجموعة من الشباب العاطل والمدمن للمخدرات، يتعرضون للفتاة صفاء (ليلى علوي) أثناء توجهها إلى منزلها برفقة خطيبها مختار (أحمد مختار)، فيخطفونها إلى مكان مهجور، ويتناوبون اغتصابها والاعتداء عليها، ويفشل خطيبها في إنقاذها عقب تهديدهما بالسلاح، ثم يتمكن (مختار) من اصطحابها إلى منزلها حيث والدها (حسن حسني) الذي يتوجه إلى قسم الشرطة، ويقدم بلاغا لرجال الشرطة، يتمكن رجالها من القبض على الجناة، يقدمون للمحاكمة، ويثور الرأي العام ضد جريمتهم البشعة.
وأثار الفيلم اهتمام الرأي العام المصري بشدة لتناوله لقضية مهمة، وتم منع الفيلم من العرض لاحتوائه على بعض المشاهد الشديدة وخاصة مشاهد الاغتصاب.
وفي حوار إعلامي للفنان الراحل محمد كامل صرح بأنه كان خائفا من تجسيد مشهد الإعدام على طبلية الإعدام الحقيقية وحبل المشنقة حول رقبته وطلب من المخرج سعيد مرزوق استدعاء فنيين لتأمين قفل الطبلية بإحكام وقت التصوير، وتم تصوير مشاهد الإعدام بغرفة الإعدام الحقيقية بسجن الاستئناف وجسدها عشماوي ومساعدوه الحقيقيون لإضفاء مزيد من الواقعية.