ساعات تفصلنا عن إعلان جائزة نوبل للآداب التي خاصمت العرب لسنين طويلة حيث لم تحظى بها أي شخصية عربية على مدار تاريخها سوى الأديب المصري نجيب محفوظ، ورغم ترشح آخرين من العرب قبله وبعده إلا أنه الوحيد الذي حصدها في عام 1988.
نجيب محفوظ يحصد نوبل
نص البيان الصحفي الصادر عن مكتب أمين السر الدائم للأكاديمية السويدية بتاريخ 13 أكتوبر 1988 على أنه: "بموجب قرار الأكاديمية السويدية هذا العام منحت جائزة نوبل للآداب لأول مرة إلى مواطن مصري. نجيب محفوظ المولود في القاهرة، هو أيضاً أول فائز لغته الأدبية الأم هي العربية".
ومن بين أبرز روايات نجيب محفوظ: أولاد حارتنا، والثلاثية (بين القصرين - السكرية - قصر الشوق) وكذلك روايات رادوبيس وكفاح طيبة والقاهرة الجديدة وخان الخليلي وزقاق المدق والسراب وبداية ونهاية واللص والكلاب والطريق وثرثرة فوق النيل وميرامار والمرايا والحب تحت المطر والكرنك وملحمة الحرافيش.
ترشح طه حسين لنوبل 14 مرة
في عام 1949، رشح الدكتور أحمد لطفى السيد، طه حسين عقب تخليه عمادة كلية الأداب لرفضه منح الدكتوراه الفخرية لعدد من أصحاب المواقف السياسية المثيرة للجدل، وهو العام الذى قررت فيه اللجنة المسئولة عن الجائزة تأجيل الجائزة عاما كاملا لعدم توافر الشروط المطلوبة فى أى من المرشحين، بحسب محمد سلماوى فى مذكراته "يوما أو بعض يوم" ثم تتالي ترشحه في أعوام 1950 و1951 و1952 من البروفيسور الفرنسى برنارد جويان وأساتذة جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) والمستشرق السويدى كارل زترستين الذى ترجم القرآن للسويدية، على الترتيب.
وعاد ليترشح مرة أخرى عام 1961 ثم في 1962، إلا أنه فى عام 1961 كانت المرة الأولى التى يحوز فيها طه حسين على ثلاث ترشيحات فى عام واحد من قبل السويدى هيدبرج الذى رشحه فى العام السابق، ومحمد خلف الله، أستاذ اللغة العربية بجامعة الإسكندرية، وهنريك صاموئيل نايبرج، الأكاديمى السويدى أحد أعضاء أكاديمية العلوم الملكية السويدية المسئولة عن اختيار الجائزة وتالت الترشيحات حتى عام 1964 كان الترشح الأخير لطه حسين، على يد المستشرق الفرنسى شارل بلا.
يوسف إدريس
في مقال للصحفي خالد منتصر، نشرته "الوطن" بعنوان "أسرار جابر عصفور" قال فيه "إن الدكتور جابر عصفور عندما ذهب إلى جامعة ستوكهولم ورُشح إدريس هو ورئيس القسم، وأُبلغ إدريس بذلك، واقتنع يوسف إدريس بأن ترشيح جامعة ستوكهولم القريبة من مقر الجائزة هو جواز المرور الأكيد لنوبل". وربما هذا الترشح كان وراء الشائعات المنتشرة آنذاء بأن الكاتب يوسف إدريس غضب من حصول نجيب محفوظ على الجائز وأنه الأجدر بها.
وسلط الكاتب محمد سلماوي، في إحدى النداوت، الضوء على هذا الخلاف، وقال إن هذا الخلاف انتهى أمام عينه في جريدة الأهرام، حيث قال إدريس لمحفوظ إنه لم يهاجمه، فرد محفوظ أنه لم يسمع شيئا، فانتهى الأمر على الفور".
أدنيس ونوال السعداوي
في 2019 نشرت مجلة "The new republic" تقريرًا حول المرشحين للجائزة من جميع أنحاء العالم، وذكرت أسماء الشاعر السوري أدونيس والكاتبة نوال السعداوي باعتبارهما العربيين الوحيدين المرشحين للجائزة اللذين يتردد اسمهما سنويًا لنيل الجائزة.
كانت المرة الأولى التي جاء فيها اسم الشاعر السوري أدونيس كأحد المشحين لنيل جائزة نوبل هو عام 1988 نظرا لإسهاماته فى الشعر العربي، ورصيده من الدراسات الأكاديمية النقدية فيه حيث رصدت وكالة لادبروكس تصدره لقائمة المرشحين لجائزة نوبل متقدما على الشاعر السويدى توماس ترانسترومر الي حصد نوبل للآداب في عام 2011.
أما الدكتورة نوال السعداوي التي ترشحت لنوبل 4 مرات نشرت عنها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في 2015 أنها من أبرز الشخصيات المرشحة لنيل الجائزة.
توقعات وترشيحات 2020
يؤمل أن تحمل سنة 2020 نهاية الجدالات. فبعد منح الجائزة لبوب ديلان عام 2016، انقسمت الأكاديمية السويدية بسبب فضيحة جنسية إلى درجة أنها أرجأت منحَ جائزة 2018 للمرة الأولى منذ أكثر من 70 عاماً.
وفي 2019، منحت الجائزة للروائي النمسوي بيتر هاندكه صاحب المواقف النارية المؤيدة للصرب خلال الحرب في يوغوسلافيا السابقة. وقال بيورن فيمان، رئيس تحرير الصفحات الثقافية في "داجنس نيهيتر"، أهم الصحف اليومية السويدية "إذا كانت الأكاديمية تعرف مصلحتها، يجب أن تختار جامايكا كينسيد".
واشتهرت هذه الكاتبة الأمريكية من جزيرة أنتيغوا البالغة الواحدة والسبعين أنها تناولت مواضيع راهنة كالعنصرية والاستعمار والجنسانية. كذلك يُتداول اسم الفرنسية ماريز كوندي كمرشحة محتملة، بحسب "فرانس برس".
ورأت الناقدة الأدبية مادلين ليفي أن الأكاديمية التي يؤخذ عليها أنها تركّز على أوروبا، بدليل أن أوروبيين فازوا بخمس من جوائزها الأدبية الست الأخيرة، قد تختار فائزاً من خارج "القارة العجوز"، ومن الأسماء المحتملة الأميركية جوان ديديون.
ومن الأسماء المطروحة أيضاً الكنديتان آنّ كارسن ومارغريت آتوود، والأميركيتان جويس كارول أوتس وماريلين روبنسون، والكيني نغوجو وا ثيونغو.
ومن أوروبا، يتكرر كما في السنوات الأخيرة طرح أسماء المجري بيتر ناداس والألباني اسماعيل كاداري والروماني ميرسيا كارتاريسكو، إضافة إلى الفرنسي ميشال ويلبيك والبريطانية هيلاري مانتل.
وإذا سار كل شيء كما هو مقرر بالنسبة إلى إعلان الجوائز، يتوقع أن يقام احتفال توزيع الجوائز في 10 ديسمبر المقبل بشكل مختصر.
تعليقات الفيسبوك