ترامب ولقاح كورونا الأمريكي.. اتهامات بالتعطيل وقلق من دعاية انتخابية
سي إن إن: الرئيس الأمريكي يضغط على شركات الأدوية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إدارة الغذاء والدواء "إف دي إيه"، المسؤولة عن الموافقة وإصدار تراخيص إنتاج لقاح فيروس كورونا، بتأخير إنتاجه.
وقال "ترامب"، إن الإدارة تتعمد إبطاء إنتاج اللقاح، معلنا رغبته في سرعة إنتاجه قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقرر عقدها في الثالث من نوفمبر المقبل.
وكتب الرئيس الأمريكي، مساء الثلاثاء، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي"تويتر": "أن قوانين إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الجديدة تصعب سرعة إنتاج لقاح كورونا قبل الإنتخابات"، مضيفا: "لعبة سياسية أخرى".
ويعد هذا الاتهام الثاني لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، من قبل "ترامب"؛ ففي أغسطس الماضي، اتهمها بأنها تصعب على شركات الأدوية الحصول على أشخاص من أجل تجارب اللقاح، وتتعمد تأخير الإنتاج إلى ما بعد الثالث من نوفمبر، قائلا: "يجب التركيز على سرعة إنتاج اللقاح، وإنقاذ الأرواح".
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم، أن ترامب يضغط بشكل دائم على شركات الأدوية؛ لسرعة إنتاج فيروس كورونا، قبل الانتخابات الرئاسية.
وأكد الرئيس الأمريكي في محادثاته مع شركات الأدوية المسؤولة عن إنتاج لقاح كورونا، رغبته في سرعة إنتاجه، ووفقا لما نقلته "سي إن إن" عن شخص مطلع على المحادثات، وأوضح "ترامب"، أنه سأل شركات الأدوية عن إمكانية زيادة سرعة عملية إنتاج اللقاح، معربا عن قلقه من أن إدارة الغذاء والدواء تبطئ تقدم الأبحاث.
وأشارت "سي إن إن"، إلى أنه من المرجح أن تستمر دعوات "ترامب" المتكررة؛ لسرعة إنتاج اللقاح، لجذب نظر الناخبين في أثناء فترة الانتخابات الأمريكية؛ لقدرته على معالجة الأزمة الصحية.
ويثير المناخ السياسي السائد، واهتمام "ترامب" الزائد بإنتاج اللقاح، قلقا لدى الخبراء؛ فمع وجود ضغط كبير من الجانب السياسي على إنتاج اللقاح، قد يشعر الناس بقلق من مدى فعالية وأمان اللقاح، ومن إمكانية طرحه على نطاق واسع، كما يمكن أن يقلل من ثقة الناس بالمنظمات الفيدرالية والأبحاث العلمية.
من جانبها، قالت الدكتورة إستر تشو، طبيبة الطوارئ وأستاذ بجامعة "أوريجون" للصحة والعلوم: "يبدو أن هناك ضغطا كبيرا من إدارة فعالة في فهم كل شيء بصورة خاطئة"، مضيفة أن "إدارة ترامب تتخذ هذه الإجراءات غير الصحيحة، بالمعني العلمي الموضوعي، ولكنهم يخرجون عن مسار الحماية المتبع ضد اتخاذ هذه القرارات غير الصحيحة".
كذبت سارة ماثيو، المتحدثة باسم البيت الأبيض هذه المخاوف، قائلة: "إن إدارة ترامب تعمل على تقديم لقاح أمن وفعال للشعب الأمريكي في أقرب وقت، وأن أي جهود تبذل لتقليل الثقة هي جهود غير مسؤولة وخطيرة".
وأصر العلماء في إدارة الغذاء والدواء على أن اللقاح سيكون متوفرا، بناء على معايير علمية، وليست سياسية، ولكن الضغط السياسي المستمر من قبل الرئيس الأمريكي، أثار قلق الخبراء من إمكانية التلاعب بعملية الموافقة.
وكان "ترامب"، أعلن منتصف سبتمبر الماضي، أن الحكومة الأمريكية يمكن أن تبدأ في طرح لقاحات فيروس كورونا في بداية شهر أكتوبر، مؤكدا أن الولايات المتحدة لديها كل الإمدادات اللازمة، وسيتمكن مسؤولو الصحة من طرح ما لا يقل عن 100 مليون جرعة نهاية العام، وأن اللقاح سيكون متوفر في شهر أكتوبر أو نوفمبر على الأكثر، معتقدا عدم تأخر اللقاح أكثر من ذلك.