أردوغان يهوى بالليرة التركية إلى القاع ويستغيث بأمير قطر
أردوغان وتميم
يقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصهره وزير المالية والخزانة بيرات ألبيرق، في مرمى انتقادات ممزوجة بالسخرية من البرنامج الاقتصادي الجديد، الذي تصف المعارضة بـ"الجهل" وسط تراجع الليرة والاقتصاد.
وفي آخر حلقات الغضب الشعبي التركي احتج أطباء في باشاك، لعدم حصولهم على رواتبهم، بالتزامن مع تحذيرات أطلقها مساعدو الأطباء، ملوحين بـ "التمرد"، نتيجة ظروف العمل وتزايد الأعباء مع ارتفاع أعداد الإصابات بوباء كورونا.
وسجلت الليرة التركية أضعف مستوياتها في نحو أسبوع، أمس، بفعل بواعث القلق من احتمال فرض عقوبات، بعد أن نشرت بلومبيرج أن أنقرة ستختبر قريباً منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 التي اشترتها، وما يبدو أنه تصاعد للتوترات مع الاتحاد الأوروبي.
وتتزامن هذه الأزمة الاقتصادية التي تضرب تركيا مع إقلاع طائرة أردوغان متجهة إلى الكويت ثم حليفته قطر، في زيارة يبحث فيها عن ربما مخرج من نفقه المتأزم وإنعاش الليرة من سقوطها الحر.
وقبيل توجه أردوغان إلى الدوحة، قال البنك المركزي التركي، اليوم الأربعاء، إنه زاد حجم اتفاق مبادلة العملة مع قطر لثلاثة أمثاله إلى ما يعادل 15 مليار دولار من خمسة مليارات، في اتفاق يوفر سيولة أجنبية تشتد الحاجة إليها.
وأوضح البنك المركزي في أنقرة أن تعديل اتفاق المبادلة الذي يرجع إلى العام 2018 يستهدف تسهيل التجارة الثنائية بالعملة المحلية، ودعم الاستقرار المالي في البلدين.
يشار إلى أن مسؤولين من الخزانة التركية والبنك المركزي ناقشوا نظراءهم في قطر والصين سابقا بشأن زيادة حجم خطوط مبادلة قائمة، وتحدثوا أيضا مع بريطانيا واليابان بخصوص إمكامية إنشاء تسهيلات مماثلة.
ويقول المحللون إنه إذا عجزت تركيا عن تدبير تمويل بعشرات المليارات من الدولارات، فستواجه خطر انهيار عملتها على غرار ما حدث في 2018 عندما فقدت الليرة لفترة وجيزة نصف قيمتها في أزمة أحدثت صدمة بالأسواق الناشئة.
وتأتي زيارة أردوغان لقطر في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية على تركيا، بسبب تدخلها المستمر في شرق البحر المتوسط وليبيا وإقليم ناغورني كاراباخ.
يذكر أنه كان هناك استعراض للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس التركي بأمير قطر في 28 سبتمبر الماضي.
كما زار أردوغان الدوحة مطلع يوليو الماضي، في أول زيارة عمل بعد الإغلاق الذي سبَّبه فيروس كورونا، وناقش مع أمير قطر القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.