حي الوراق يجهز لموقف جديد.. والسائقون والأهالي: "بشرة خير"
أسامة السقعان رئيس حي الوراق
زحام وحركة مرورية متعطلة بشكل شبه دائم، سيارات تحرق فى وقودها تنتظر سير الحركة ولو ببطء، وضجيج مستمر لأبواق السيارات، حتى أصبحت تلك المنطقة المزدحمة عند شارع كورنيش بموقف الوراق مثل "عنق زجاجة" من يمر منه محظوظاً يصبح كالخارج من الأسر لينطلق نحو وجهته.
موقف الوراق الذى بنى إلى جواره قسم شرطة الوراق تاريخه قديم وأقيم قبل عشرات السنين، لكن ظهرت مشكلته فى السنوات الأخيرة بعد أن زادت عدد سيارات الأجرة وانتشرت بطريقة فوضوية فى موقف عشوائى لخط "الوراق - برطس أوسيم".
وقبل نحو سنوات قام حي الوراق، بتطوير الموقف وتخصيص حارات للخطوط العاملة فى الموقف وهو موقف ملاصق لطريق كورنيش النيل، لكن لم يحقق التطوير الأخير للموقف فائدة إذ سيطرت السيارات العشوائية على المشهد مع ضيق نهر الطريق عند هذه النقطة بنحو 15 متراٌ تقريباً.
الضجر هنا يصيب الجميع ركاب ومواطنين من عابرى الطريق وسائقين بمختلف أنواعهم عدا أؤلئك الذين يفرضون أنفسهم بشكل عشوائى، حتى انتشرت أنباء نقل هذا الموقف إلى الخلف بضع مئات الأمتار أسفل محور الضبعة الذى أنشئ حديثاً، والذى تُجرى فيه الإنشاءات على قدم وساق بجرارات ومعدات كبيرة الحجم تخطط أرصفة وحارات للموقف الجديد والذى سيكون أضعاف حجم الموقف الحالى وسيشمل خطوط جديدة تذهب إلى المحافظات والأقاليم.
استقبل عبدالفتاح سيد سائق أجرة على خط "وراق – عتبة" 42 عاماً هذا الخبر قبل 6 أشهر بفرحة عارمة بعدما تناقله السائقين، وابتهج عندما رأى الجرارات والشاحنات تبدأ فى العمل فى الموقع الجديد، "ده هايكون بشرة خير للكل والله، السواقين هاتترحم من الزحمة اللى بتبقى موجودة هنا، وبدل ما أعمل دورين فى اليوم أعمل 6، ما هى الزحمة هاتقل فهاتكسب وقت وتوفر كمان فى البنزين وكفاية إن هايبقى فيه نظام".
وأوضح أن فوائد كثيرة ستعم على السائقين فى مصدر رزقهم وتختصر الوقت الذى يقلل من عدد رحلاته التى يقوم بها يومياً، وأنه أحياناً يستغرق نصف ساعة لعبور 150 متر فقط عند مدخل الموقف، وأن الموقف الجديد سيكون موقف أقاليم بحسب المعلومات التى انتشرت وأكدتها حجم الإنشاءات فى الموقف الجديد وعدد الحارات التى تخطط بداخله، مشيراً إلى أن هذا الموقف سيوفر على المواطنين الكثير من الوقت والجهد قائلاً: "الركاب بياخدوا المواصلة من هنا علشان يروحوا رمسيس يركبوا إسكندرية ولا إسماعيلية ولا الفيوم، إنما بعد كدة المواطن على طول هايركب يروح على المحافظة من غير ما يركب أكتر من مواصلة".
ويطالب "سيد" الذى يعمل بالموقف منذ 15 عاماً، بأن تتولى الحكومة الإشراف على الموقف الجديد وليس المواطنين، محذراً من إسناد الموقف لمواطنين لأن شرط نجاح الموقف وانتظام الحركة فيه والعدالة هو أن تديره الحكومة وليس أفراد منتفعين.
وأوضح أن الموقف الجديد سيكون منظم وسيحمى كل الأطراف وأن أى مواطن يستطيع أن يقدم شكوى فى السائق فقط برقم سيارته، معلقاً: "بتحصل خناقات بين السواقين والركاب والحقوق بتضيع إنما دلوقتى أى راكب السواق يعمّله حاجة هايروح الموقف يدخل مكتب المدير يقوله خط كذا العربية الفلانية عمل كذا وخلاص".
ولفت إلى أن الموقف الجديد، سيمنع حدوث مشاجرات بين السائقين وبعضهم وأنه تحدث مشاجرات بالأسلحة بشكل دائم على أولوية تحميل الركاب، قائلاً: "السنة اللى فاتت حصلت خناقة بين اتنين سواقين على مين اللى يحمل الأول وراح وفتحوا المطاوى على بعض واحد ضرب التانى قطع له الوريد اللى فى دراعه عبال ما راح المستشفى كان دمه اتصفى ومات، وبيحصل خناقات كتير يومياً، فياريت المكان ينضف من الناس اللى فيه، والشكل العشوائى ده والمسجلين خطر يختفوا".
ويقول فوزى جمال 35 عاماًن سائق على خط "وراق – رمسيس" إن أخبار نقل الموقف إلى أسفل طريق المحور منتشرة قبل أشهر ولكن الناس تحققوا منها بعد البدء فى رسم الحارات ورصف حوافه ودخول المعدات والعمل فيه.
وأكد أنه سيغير من خريطة الوراق لأنه سيكون به خطوط للمحافظات وأنه سيجبر السائقين المخالفين على توفيق أوضاعهم وضمان وجود سائقين محترمين غير مشبوهين للتعامل مع الركاب، خاصة وأن كثير من الركاب يكونوا من طلاب وطالبات الجامعات، قائلاً: "يعنى أغلب الركاب بيكونوا بنات بيروحوا الجامعة والمدارس لما نضمن إن السواقين اللى بيركبوا معاهم محترمين ومش مخالفين ده هايطمن الناس، بدل ما في سواقين مسجلين خطر ومشبوهين وحشاشين لأن الموقف الجديد هايبقى بنظام زى موقف السلام والعاشر وكل واحد ليه حارة ودور مافيش خناقات".
ويشير خالد أحمد جمال 55 عاماً سائق على خط "وراق – تحرير"، إلى أن الموقف الجديد سينقذ السائقين من الفوضى وتحسين وضعهم، وأنه يعمل فى الموقف قبل 20 عاماً، وأن كل عام يزيد عدد السيارات وعدد الركاب والأزمة تزداد بمرور الوقت وإن الموقف الجديد حل جذرى، وأنه سيضمن قانونية كل السائقين العاملين، قائلاً: "ما هو علشان يبقى رخصته شغالة هايروح يكشف طبى لو نظره ضعيف يلبس نضارة وتحليل مخدرات لو بيشرب مش هايطلع له رخصة، فالناس تضمن إنها وبناتها راكبين مع سواقين محدش فيهم بيشرب مخدرات ولا فيه مسجل خطر بيسوق بيهم".
وعبر عدد من المواطنين على ترحيبهم بالموقف الجديد، وأنه سيزيل المشهد العشوائى والفوضوى المعتاد يومياً والمشاجرات بين السائقين وبعضهم وبين السائقين والركاب والتى تطور إلى جرائم قتل فى بعض الأحيان.
ويقول محمد عبدالله 47 عاماً أحد سكان الوراق، إن الموقف الجديد سيكلف الناس بضع دقائق مشياً على الأقدام إلا أنه سيوفر لهم الكثير من الوقت خاصة إذا كان الراكب يريد الذهاب إلى الأقاليم والمحافظات: "يعنى لو رايح اسكندرية أنا باجى أركب من هنا لرمسيس باخدلى بتاع ساعة وأكتر وبعدين أمشى فى موقف رمسيس لحد ما أروح لعربيات اسكندرية وأقعدأو أروح محطة القطر، إنما بعد كدة هاركب إسكندرية على طول".
وتشير هبة عبدالله 19 عاماً طالبة بجامعة القاهرة وإحدى سكان الوراق، إلى أنها تركب بشكل يومي من الموقف إلى الجامعة وبسبب الزحام الشديد تتعرض الاندفاع وأن عدد السيارات وعشوائية وقوفها يجعل الركاب يتسارعون إلى السيارة قبل دخولها الموقف وأن الموقف الجديد عندما يكون بحارات سيمنع هذا المشهد العشوائى، وسيكون خير لأهل المنطقة ويحافظ على كرامتهم.
ويقول أسامة السقعان، رئيس حي الوراق أن الموقف سيشمل تغطية جميع الخطوط الداخلية لمحافظة الجيزة والقرى التابعة لها والتي يتخطى عددها 30 خط كـ"اوسيم والكوم الأحمر والبراجيل وغيرها"، مشيراً إلى أنّ افتتاح الموقف سيكون خلال الشهر القادم: "الموقف هيكون آدمي متبلط وفيه مرافق وسوبر ماركت و32 محل لخدمة الموقف بالإضافة إلى نقطة شرطة لحماية الموقف وتجنب الكارته"، لافتاً إلى أنّ الاختناق المروري الذي كان يشهده طريق الكورنيش سيختفي تماماً بمجرد البدء بتشغيل الموقف الجديد: "كل السواقين هيحملوا من الموقف بس".