"عبدالناصر" أنصف العمال والفلاحين بثورة صناعية وتوزيع أراضٍ
"ناصر" أثناء توزيع ملكية الأراضي على الفلاحين
50 عاماً مرت على وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، نصير الغلابة الذى أحدث زلزالاً فى العدالة الاجتماعية منذ توليه مقاليد حكم البلاد عام 1956، إذ تحققت مكاسب عدة للطبقات الكادحة من عمال وفلاحين، والتى عانت من الاستعباد فى عهد الملكية، بإصدار قانون الإصلاح الزراعى، والقضاء على الإقطاع، وتأميم غالبية المصانع والشركات.
أمين اتحاد العمال: لأول مرة تسبق الرقعة الزراعية الزيادة السكانية
وقال محمد وهب الله، الأمين العام لاتحاد عمال مصر، إن «ناصر» اتخذ قرارات اشتراكية صبّت فى صالح العمال فى ذلك الوقت، ومنحتهم كامل حقوقهم كممثلين فى مجالس إدارات الشركات، والحركة العمالية فى مصر تزدهر حتى الآن. وأضاف لـ«الوطن» أنه لأول مرة تسبق الزيادة فى رقعة الأرض الزراعية الزيادة فى عدد السكان، حيث زادت مساحة الأراضى المملوكة لفئة صغار الفلاحين من 2٫1 مليون فدان إلى نحو 4 ملايين فدان، مشيراً إلى أنه تم خفض نسبة الأمية من 80% قبل 1952 إلى 50% عام 1970 بفضل مجانية التعليم فى كل مراحل الدراسة.
وقال مجدى البدوى، نائب رئيس اتحاد عمال مصر، إنه منذ ثورة 23 يوليو بدأت مصر فى بناء شركات قطاع الأعمال العام، مضيفاً: «الرئيس جمال عبدالناصر أقر العدالة الاجتماعية للعمال من خلال عمل قانون للتأمين الصحى وقانون التأمينات الاجتماعية، فضلاً عن مجانية التعليم التى تمتع بها أبناء العمال والموظفين والطبقة المتوسطة». وتابع «البدوى» أنه تم دخول الكهرباء والمياه النظيفة والمدارس والوحدات الصحية والجمعيات الزراعية إلى كل قرى مصر، وتم ضمان التأمين الصحى والاجتماعى والمعاشات لكل مواطن، كل ذلك تم بدون ديون على مصر.
وأضاف: لم تكن عملة مصر مرتبطة بالدولار الأمريكى بل كان الجنيه المصرى يساوى ثلاثة دولارات ونصف الدولار، ويساوى أربعة عشر ريالاً سعودياً بأسعار البنك المركزى المصرى، مستدركاً أنه عقب ثورة يوليو جاءت الثورة الصناعية فى مصر والتى تبعها ازدهار حقيقى فى الدولة.
وقال إبراهيم هيكل، رئيس النقابة العامة للاتصالات، إن مكتسبات عهد الرئيس الراحل كثيرة، وخاصة فى بناء البنية الأساسية، «فيمكن أن نرى أن مدينة المحلة كانت تضاهى فى السبعينات مدينة مانشستر البريطانية فى قوتها الصناعية، إضافة إلى ذلك مصانع الحديد والصلب والغزل والنسيج والأسمنت العملاقة التى ساهمت فى بناء الدولة وجعلها بلداً صناعياً من الدرجة الأولى».
وأضاف: «ثورة 23 يوليو تُعد منارة العمال والفلاحين، وساعدت فى بناء جيش مصرى قوى وجعلت رؤية مصر واضحة بعد التخلُّص من الملكية الظالمة»، متابعاً: استطاعت مصر فى عهد ناصر أن تحقق الاكتفاء الذاتى من كل محاصيلها الزراعية ما عدا القمح الذى حققت منه 80% من احتياجاتها.
وقال محمد برغش، النقيب السابق للفلاحين: عاصرت حقبة عبدالناصر، عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 كان عمرى حينها 5 سنوات، مضيفاً: «ناصر أنقذ العديد من الفئات العاملة ومن بينهم عمال التراحيل، ولولا عبدالناصر لكان هناك أناس كثيرون بين عمال تراحيل وعمال مقطوعية، وأراحهم من صفة كئيبة مقيتة»، لافتاً إلى أنه سابقاً كان الباشا صاحب الأراضى يقوم بإنشاء مجموعة منازل ويضع فيها مجموعة فلاحين ليعملوا فى الأرض طوال اليوم، وكان يتم منحهم مقابل ذلك الأكل والكساء والعلاج فقط.
وأوضح الحاج حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، أن إعادة توزيع ملكية الأراضى الزراعية فى مصر من أهم المكاسب التى تحققت، وذلك من خلال قانون الإصلاح الزراعى الذى صدر فى 9 سبتمبر 1952، وحوّل الفلاح الكادح الأجير إلى مواطن عزيز مالك للأرض، وذلك من أهم الإنجازات التى تحققت. وأضاف «أبوصدام»: قانون الإصلاح الزراعى صدر فى عهد الرئيس محمد نجيب وطبّقه الزعيم جمال عبدالناصر بعد قيام الثورة بشهر ونصف، ووُزعت أراضى الإقطاعيين على الفلاحين فانتعشت الزراعة والصناعات القائمة عليها، لذا فإن الفلاحين والعمال هم أكثر الفئات التى أنصفتهم ثورة 1952.