ملحمة بطولية.. صيادون مصريون ينقذون 25 مهاجرا غير شرعي في مياه ليبيا
موقف صعب.. وبكاء سيدة سورية أجبرنا على إنقاذهم
صيادون ينقذون مهاجرين غير شرعيين
يضع البعض فكرة الهجرة نصب عينيه، بحثا عن وضع أفضل اجتماعيا كان أم اقتصاديا، ولكن عند فشلهم في الهجرة بطرق قانونية يلجأون إلى الطرق غير الشرعية بأدوات غير صالحة للاستخدام الآدمي، مما يعرض حياتهم وذويهم للخطر.
وفي هذا السياق تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشورًا مصحوبًا بمقطع فيديو مدته تتجاوز الـ7دقائق، يوضح قيام صيادين بإنقاذ مجموعة من الأشخاص من الغرق في مياه البحر المتوسط بنطاق الدولة الليبية، لتنهال عليه آلاف التعليقات التي تشيد ببطولتهم رغم إمكانياتهم المحدودة.
سطّر صيادو قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس في محافظة كفر الشيخ، ملحمة بطولية في إنقاذ مهاجرين غير شرعيين من سوريا، كانوا على متن قارب في مياه السواحل الليبية، وفق المنشور.
"في جثث تحت، عاوزين نحاول ننقذ الناس".. عبارة قالها أحد الصيادين الذين ظهروا في الفيديو المصور، كما ظهر مجموعة من الصيادين، وهم يحاولون إنقاذ القارب الذي يحمل على متنه عددا من الأشخاص، بينهم سيدة أغرقت الدموع وجهها، وجرهم للمركب الخاص بهم، ليتمكنوا بعد دقائق من إنقاذ الجميع، عبر وسائل الإنقاذ المحدودة المتواجدة معهم.
قال سعيد الشاذلي أحد الصيادين المشاركين في عملية الإنقاذ، "الحمد لله الموضوع كان صعب، والست اللى بتعيط صعبت علينا، كنا في رحلة صيد شرعية في مياه البحر المتوسط في ليبيا على مركب ليبي، ولقينا قارب عليه 25 مهاجرًا غير شرعيًا كانوا رايحين إيطاليا، والقارب مش شايلهم وهما بيغرقوا، في المياه الدولية الليبية، وقدرنا بإمكانياتنا المحدودة ننقذ الناس".
وأضاف الشاذلي "نعمل بعقود عمل على المراكب الليبية، نخرج في رحلات، وعقب خروجنا من طرابلس، وأثناء مرورونا بمنطقة "زليتن" الليبية، فوجئنا بجهاز الرصد الخاص بالمركب الذي نعمل عليها، يلتقط حركة غير طبيعية، لنسارع بالتوجه إلى نقطة رصد الجهاز ونفاجئ بقارب صيد غير مؤهل يحمل على متنه 25 مهاجرًا غير شرعيًا من سوريا، بينهم سيدة كانت تصرخ وتقول "الحقونا هنغرق هنموت، أرجوكم الحقونا"، لتبدأ عمليات الإنقاذ.
30 دقيقة هي مدة إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين، بوسط المياه الليبية، وفق كلام علي درويش، أحد المشاركين في عملية الإنقاذ، موضحًا: "كان فيه مركب إيطالي بس الناس كانت خايفة تقرب من المهاجرين غير الشرعيين، خوفاً من حدوث أي مكروه، لكن إحنا مخوفناش، وبدأنا نطمنهم أننا هننقذهم، وفعلاً العملية أخدت 30 دقيقة، أنقذنا الجميع، لكن غالبًا كان هناك جثث، وهدينا السيدة وأديناها عصير ومياه، وسحبنا المهاجرين إلى مركبنا".
"عائمات الصيد البسيطة، حبل بلاستيكي، وبعض ألواح الخشب"، تلك كانت أدوات المصريين لإنقاذ المهاجرين غير الشرعيين، وفق علي: "كان معانا عائمات صيد على المركب، وأحبال بلاستيكية وألواح خشبية، قسمنا نفسنا، حد يرمي العوامات وواحد يشد وآخر يجر علشان نقدر ننقذ الناس، كان هدفنا الأول ننقذ السيدة السورية، وأنقذناها وطمناها، وبدأنا ننقذ الباقي لحد ما طلعناهم على مركبنا، وبعدين لقينا فيهم مصرين وعرفنا أن السيدة من سوريا وفقدت أسرتها، وعرفنا كمان أنهم بقالهم يومين تايهين في البحر يصارعون الموت، ولقينا جثث أسف القارب، الموضوع كان صعب جداً في ظل إمكانياتنا لكن الحمدلله كنا سبب في إنقاذ الناس فيهم ناس من السودان وأفارقة".
"سلموا المهاجرين غير الشرعيين إلى السلطات الليبية لإخلاء مسؤوليتهم القانونية".. يقول درويش: "أنقذناهم وخدناهم على المركب لكن سلمناهم للسلطات في طرابلس علشان ميبقاش علينا مسئولية قانونية، إحنا مش عارفين سبب هجرتهم، والصح أننا نسلمهم بدل ما نتعرض لمساءلة ويتم حبسنا أو ترحيلنا، والمواقف دي بنتعرض ليها كتير، بنشوف قوارب صيد بتغرق وبننقذها، لكن الموقف ده كان صعب فعلاً علشان كان فيه سيدة بتصرخ وتبكي، ولما سألناها قالت فقدت أسرتي فقررت الهجرة لإيطاليا".
منشور الصيادين المصحوب بفيديو، انتشر بشكل واسع على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، خاصة جروبات مدينة مطوبس التي تضم الآلاف من الأشخاص، مشيدين ببطولة أبناء بلدهم، مطالبين بتكريمهم على غرار تكريم سيدة القطار.