قضايا "إرهاب وآداب" جمعت أشقاء في قفص واحد: تعاون على الإثم والعدوان
متهمون داخل القفص
قالوا قديمًا "الأخ الصالح خير من نفسك، لأن النفس أمارة بالسوء، والأخ لا يأمر إلا بالخير".. إلا أن تلك المقولة تبدّلت مؤخرًا بعد ظهور عدد من المتهمين والمحكوم عليهم "الأشقاء" فى قضايا قتل وتخريب، وكذا في قضايا تضم بين وقائعها جرائم مخلة بالآداب العامة وتحمل تحريضا على الفجور والفسق، لتضحي علاقة الأخوة بينهم "تعاون على الإثم" وليست تعاضدا وشدا من الأزر لما فيه الخير والصلاح.
وتستعرض "الوطن" فى التقرير التالي أبرز قضايا الإرهاب والآداب التي نظرها القضاء "محاكم ونيابات" ومنها التي صدرت فيها أحكام ومنها لا يزال قيد التحقيقات.
قضية اغتيال النائب العام
وشملت هذه القضية الإرهابيين الشقيقين محمد ومحمود الأحمدي عبدالرحمن وهدان، اللذين ولدا بمركز أبو كبير، وسط أسرة إخوانية تنتهج الفكر المتطرف، وتخرجا تباعا من جامعة الأزهر، الأول من كلية الطب، والثاني من كلية اللغات والترجمة، وشارك الثاني في عملية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، وجمعهما حكم الإعدام الصادر من محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن محمود فريد، وذلك قبل أن تخفف النقض الحكم بالنسبة للأول وتعاقبه بالسجن المؤبد، وتؤيد إعدام الثاني، ونُفذ فيه الحكم فجر 20 فبراير 2019.
وأكدت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، تدرج "محمود" المولود في يوليو 1994، في العمل النوعي الإرهابي بداية من انضمامه لجماعة الإخوان، عام 2012، واعترف بالمشاركة في الاعتصامات الإخوانية ومجموعات العمل النوعي، والتسلل إلى قطاع غزة بمساعدة مهربين وتلقي تدريبات عسكرية هناك على يد مقاتلي حركة حماس، والمشاركة في عملية اغتيال "بركات"، بينما عوقب "محمد" بالمؤبد لإدانته بحيازة سلاح وذخيرة دون ترخيص، والتحريض على تفجير معسكر للأمن المركزي بأبوكبير، في نوفمبر 2015، باستخدام سيارة مفخخة، لكنها انفجرت في مستقليها قبل وصولهما.
قضية داعش حلوان
ألقت قوات الأمن القبض على الشقيقين أحمد وعمر محمد رأفت، وخضعا لتحقيقات أمام النيابة العامة، التي أحالتهما إلى محكمة جنايات أمن الدولة، في قضية تضم 10 متهمين آخرين، يواجهون اتهامات عدة؛ أبرزها الانضمام لـ"داعش" واعتناق فكره التكفيري، وتلقي تدريبات عسكرية وحيازة السلاح والتخطيط لشن هجمات ضد منشآت حيوية وعامة، واتخذوا من منطقة حلوان مقرًا لهم ونقطة انطلاق لتنفيذ عملياتهم.
التحقيقات التي باشرتها النيابة ذكرت أنَّ الشقيق الأكبر "أحمد" كان يتولى تدريب عناصر إرهابية من معتنقي فكر "داعش" وتأهيلهم بدنيًا، أما الشقيق الثاني "عمر"، فقد أكّدت التحقيقات إلقاء القبض عليه وبحوزته أسلحة نارية، واعترف بحيازتها بقصد ارتكاب عمليات إرهابية، كما كان له دور آخر مع شقيقه الثالث "محمد"، حيث أوضحت التحقيقات، أنَّهما "عمر ومحمد" اشتركا مع آخر يُدعى "خالد. م" في تبادل رسائل تحوي معلومات عن أماكن تواجدهم وتحركاتهم داخل وخارج البلاد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
قضية أجناد مصر
في 7 مايو 2019، أيدت محكمة النقض حكم الإعدام الصادر من محكمة جنايات أمن الدولة العليا، بحق الشقيقين الإرهابيين محمد ومحمود صابر، بعد إدانتهما بالاشتراك مع آخرين، في عمليات القتل والتخريب والتفجير، بعد انضمامهما لتنظيم "أجناد مصر" الإرهابي.
التحقيقات أوضحت أن قطاع الأمن الوطني ألقى القبض على "محمود "، وكان حينها طالبا بإحدى الكليات، قبل لحظات من وضعه قنبلة مُعدة للتفجير بالقرب من ديوان محافظة الجيزة بشارع الهرم، في ديسمبر 2014، وخلال التحقيقات أقرّ بانضمامه لجماعة الإخوان الإرهابية وبتأثره ببعض قادتها المتشددين، واعترف أن شقيقه "محمد" الذي يكبره بعدة أعوام، هو من استقطبه للعمل الجهادي وضمّه للتنظيم، وأكد أن شقيقه كان يُصنّع قنابل وعبوات متفجرة داخل منزلهما بعد تلقيه دورات تدريبية على ذلك، واعترف بمسئوليته عن الهجوم على قوة أمنية بمحيط جامعة القاهرة، في أبريل 2014.
قضية فندق فيرمونت نايل سيتي
وبعيدا عن قضايا الإرهاب والتنظيمات التكفيرية، فقد شغلت قضية فيرمونت نايل سيتي، الرأي العام، نظرا لجسامة الواقعة التي شملت تعديا على فتاة داخل إحدى غرف الفندق، فضلا عن ثراء أغلب المتهمين وانتمائهم لطبقات راقية ورأسمالية.
وأمرت النيابة العامة، ظهر اليوم، بحبس المتهمين الشقيقين "عمرو وخالد حسين"، احتياطيا، لمدة 4 أيام، في قضية التعدي على الفتاة داخل الفندق، وذلك بعدما تسلمتهما مصر ونجل حلمي طولان، من بيروت، عن طريق الإنتربول، استجابة للإجراءات القانونية التي اتخذها المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، لملاحقتهم دوليا عقب هروبهم.
وواجهت النيابة العامة الشقيقين، بالاتهامات المسندة إليهما وبالإدلة ضدهما، وجارٍ استكمال التحقيقات معهما.