فاينانشيال تايمز: مرسيليا تتمرد ضد قيود كورونا بعدما أصبحت نقطة ساخنة
احتجاجات مارسليا ضد قيود كورونا في فرنسا
سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر، اليوم، الضوء على ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مدينة مارسيليا الفرنسية، حتى صارت نقطة ساخنة، لتفشي العدوى في البلاد، ما جعل سكانها يحتجون ويتمردون على قيود الإغلاق، التي فعلتها السلطات من جديد، في محاولة للسيطرة على انتشار المرض.
واستهلت الصحيفة تقريرًا لها، في هذا الشأن، نشرته على موقعها الالكتروني، بقول، إن مارسيليا لطالما افتخرت بأنها كانت أفضل حالًا من منافستها اللدود "باريس" خلال الأشهر الأولى من تفشي فيروس كورونا، حيث تفاخرت بنجاح عالم الفيروسات المحلي وأستاذ الهيدروكسي كلوروكين ديدييه راولت في إبقاء عدد الوفيات منخفضًا، غير أنه الآن، وبعد فترة راحة صيفية، أصبحت ثاني أكبر مدينة في فرنسا من حيث تفشي الوباء، ما جعلها تقاوم الأوامر الصادرة من العاصمة بشأن السيطرة على الفيروس.
وأوضحت الصحيفة، أنه عندما خص وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، يوم أمس الأول، حديثه حول مرسيليا وتوصيته بضرورة إغلاق حاناتها ومطاعمها لمدة أسبوعين على الأقل بعد ارتفاع حالات الإصابة بـ"كوفيد -19"، كان الغضب بين المسؤولين المحليين على أشده.
ونقلت الصحيفة عن رينو موسيلير رئيس المجلس المحلي لمارسيليا من يمين الوسط، قوله إن القرار بأنه أحادي الجانب وغير لائق وغير عادل، كاشفا نيته في الطعن في قرارات الحكومة بشأن مارسيليا لدى المحكمة، وقال في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": " تعتقد أنك شجاع ولكنك في الواقع تفقد أعصابك"، في إشارة لتصريحات وزير الصحة.
وقالت ميشيل روبيرولا، رئيسة بلدية مارسيليا المنتخبة حديثًا وهي في الأصل طبيبة: "لا شيء في الوضع الصحي يبرر هذه الخطوة".
وتابعت الصحيفة البريطانية: "إن الخلاف لا يتعلق فقط بطبيعة التنافس الدائم بين باريس والمدينة الساحلية القديمة التي يقطنها 900 ألف نسمة، لكنه يعكس أيضًا حقيقة دخول حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، مثل غيره من الكثيرين في جميع أنحاء أوروبا، مرحلة أكثر صعوبة في إدارة الوباء: وهي مرحلة يكون فيها الناس أكثر ترددًا في الامتثال للقيود الصارمة المفروضة على الحياة العامة والنشاط التجاري مع اقتراب فصل الشتاء وتسارع وتيرة العدوى".
كما تناولت "فاينانشيال تايمز" استطلاعا للرأي أجرته شركة "إلابي" في مطلع الشهر الجاري كشف أن 47 في المائة من الفرنسيين يعتقدون أن الحكومة لا تفعل ما يكفي لمكافحة الفيروس، بينما اعتقد 20 في المائة أنها تفعل الكثير. وقال ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع إنهم يعارضون إغلاقًا وطنيًا آخر.
وأعادت الصحيفة إلى الاذهان حقيقة أن مارسيليا لم تتضرر في واقع الأمر عندما اجتاح الوباء أوروبا في الربيع الماضي مثل باريس العاصمة وشرق فرنسا.ولكن بعد تخفيف قيود الإغلاق وشق السائحون طريقهم إلى الشاطئ، تخلى السكان المحليون عن حذرهم ومن ثم عرف الوباء طريقه إلى مارسيليا.
وفي الأسبوع الماضي، سجلت المدينة 280 إصابة جديدة أسبوعية لكل مائة ألف شخص، مقارنة بعتبة التأهب الحكومية البالغة 50 لكل مائة شخص، فيما يبلغ معدل إصابات باريس 180 حالة جديدة أسبوعيًا لكل مائة ألف.
وفي منتصف أغسطس، عندما ارتفعت حالات الإصابة في مرسيليا، كانت تتركز الإصابات بين الشباب الذين يستمتعون بالحفلات الصيفية على شواطئ المدينة والبارات الموجودة على أسطح المنازل، ثم انتشرت بعد ذلك إلى السكان الأكبر سنًا في كثير من الأحيان بسبب التجمعات العائلية مثل حفلات الزواج والتعميد، وفقًا لمسئولي صحة محليون.
كما يشار إلى أن الآن، وعلى الرغم من، أن الأطباء لديهم فهم أفضل لكيفية علاج مرضى كورونا من أصحاب الحالات الخطيرة، إلا أن أسرة العناية المركزة في المدينة أصبحت مكتظة مرة أخرى.