إعلاميون قبل ثورة يناير: خالد سعيد "حشاش وسوابق"
"خالد سعيد" الاسم الذي شهد جدلاً واسعًا في الإعلام المصري، قبل وبعد ثورة يناير، لم ينجو الشاب السكندري من الألسنة التي كانت سيفًا حادًا يقطع جسده إربًا بعد وفاته، اعتبره البعض "محشش وخارج عن القانون"، فيما اعتبره البعض الآخر أيقونة ثورة يناير، فيما اتخذ البعض موقفًا متناقضًا منه فاعتبروه "المحشش قبل الثورة ومفجر الثورة بعدها"، وهو حال الكثير من الإعلاميين قبل الثورة.
"خالد سعيد هو تميمة الثورة.. وهو الآن بيد الرحمن، ومن جني عليه وراء السجون"، كانت هذه كلمات الإعلامي خيري رمضان على قناة "سي بي سي" في شهر يونيو 2011، في حين أنه في يونيو 2010 في برنامج مصر النهاردة على التلفزيون المصري كان يرى أن خالد سعيد محشش ومسجل خطر وهربان من السجن، وكان هذا نص كلماته في برنامج مصر النهاردة على التلفزيون المصري: " خالد سعيد الله يرحمه، المسجل اللي هربان من الجيش، اللي واخد عقوبات بالسجن، اللي كان بيحشش جوه الجيش، يبقى بطل وهو القضية الوطنية".
الإعلامي محمود سعد كان له رأي مختلف عن رأي صديقه خيري رمضان، حيث قال في شهر يونيو 2010 أثناء تقديمه لبرنامج مصر النهاردة على التلفزيون المصري أنه غير مقتنع برواية الداخلية حول مقتل خالد سعيد، موضحًا أنه طالب وزير الداخلية بالنزول إلى موقع الحدث ويحقق على الفور مع الضباط ومأمور القسم، ووقفهم عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق، واصفًا الحادث بالبشع.
وأضاف سعد: "أنا غير مقتنع بكل الاتهامات التي وجهت إلى خالد سعيد، إذ ما علاقة إدمانه أو ضربه لأمه كما أشاع البعض، بضربه حتي الموت، هذا لا يحدث في أي مكان في العالم، ثم لماذا يحاولون تسيير القضية في سكة الإدمان وتعاطي المخدرات، المهم أن خالد مات من الضرب".
وبدروه، اعتبر تامر أمين في يونيو 2010 أثناء تقديمه نفس البرنامج على التلفزيون المصري، أن خالد سعيد "مسجل خطر وسوابق" قائلاً: "خالد سعيد سوابق، ومسجل خطر، وعليه أربع قضايا، إحداها التهرب من التجنيد، والثانية حمل سلاح أبيض، والثالثة التعرض والتحرش بأنثى، والرابعة محاولة سرقة بالإكراه، وبلع لفة البانجو عندما قبض عليه مثل توفيق الدقن في فيلم ابن حميدو "مش يمكن شيكولاته".
أما عمرو أديب فقد كان له رأي آخر في تعليقه على قضية مقتل خالد سعيد أثناء تقديمه لبرنامجه مصر اليوم حيث قال: "لماذا لا تطلب الداخلية من أطباء في القصر العيني بتشريح الجثة لمعرفة سبب وفاته" مضيفا: "الموقف ده هيخلي الناس كلها تفهم وتقتنع" بس المشكلة أن احنا دلوقتي مش بنثق في أي جهة حتى أعلى السلطات في مصر مش بنثق فيها، طب نجيب حكام من إيطاليا"، معتبرا خالد سعيد لديه كشف إجرامي سابق.
أما الإعلامية منى الشاذلي فاعتبرت في برنامجها العاشرة مساءً على قناة دريم في نفس الشهر يونيو 2010، أن نشطاء الـ"فيس بوك" يتعاملون مع قضية مقتل خالد سعيد بقدر من المغالاة، موضحة: "وزارة الداخلية مستفزة جدًا من اللي بيحصل، وأن النشطاء السياسيين يحاولون تحقيق مكاسب سياسية من هذه القضية".
وبعد قيام ثورة 25 يناير في 2011، أي بعد مقتل خالد بأشهر قليلة، تحولت الأبواق الإعلامية جميعها إلى ذيع صيت "شهيد الطوارئ ومفجر الثورة"، فأصبح مادة خام للرواج للثورة، وكيف أن ذلك الشاب المغمور أصبح فيما بعد وقودًا الثورة، وتحولت كذلك الصحف، ونفس الوجوه الإعلامية التي سبته فيما مضى، تحولت إلى المؤيدة له، للتعبير عن ثوريتها من خلاله.