بعد تسجيل النخيل كتراث إنساني.. أثري: المصريون أول من اهتموا به
دخل البلح فى أصناف طعام المصريين واستخرجوا من منقوعه نوعا من الخمر
الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة خلال تسلمها شهادة تسجيل النخلة من اليونسكو
أعلنت وزارة الثقافة تسجيل النخيل كتراث إنساني بالمشاركة مع عدة دول عربية فى منظمة اليونسكو.
من جهته، أكد مجدي شاكر، الخبير الأثري، أن المصريين القدماء كانوا من أوائل البشر، الذين أولوا اهتماما بالنخيل لأهميته الاقتصادية والدينية.
وأضاف "شاكر" لـ"الوطن" فالاسم المصرى القديم للتمر بنراوبنرت ومعناها الحـلاوة، وهى تسمية قديمة تنفرد بها اللغة المصرية القديمة مما يدل على قدم توطن النخيل، حيث عثر فى مقابر سقارة على نخلة صغيرة كاملة (الأسرة الأولى 3200 ق.م).
وتابع: كما استعان المصرى القديم فى عمل سقوف منازله ومقابره المصنوعة من اللِبن بجذوع النخيل، وعندما عرفوا البناء بالحجر لم ينسوا النخيل، مشيرا إلى أن أجود أنواع النخيل يوجد فى مصر العليا، وعلى حافة الصحراء المجاورة لوادى النيل وعرف المصريون أصنافا من ثماره الأبريمى والسيوى والعامري.
وقال الخبير الأثري، كما دخل البلح فى أصناف طعامهم، واستخرجوا من منقوع التمر نوعا من الخمر، وكان يستعمل فى التحنيط لاحتوائه على الكحول، كما يعد التمر وعصارته «الدبس» من الثمار السبع الممتازة، ولم يكتفوا بثماره بل كانت هناك صناعات حرفية قائمة على كل مايستخرج من النخلة، كالجريد والجذوع والسعف فى الحصر والسلال، كما تم استخدام النواة فى الوصفات الطبية، كما صنعت منة قلائد وحلى من البلح ذاته ليتبرك بها النساء والفتيات ويصنع من سعفه صنادل، ومازالت هذه الصناعات قائمة ومستمرة فى كل أنحاء مصر يتوارثها الأبناء عن الأجداد.
وأضاف كان سعف النخيل الأخضر يرمز لبداية العام ويعبرعن الحياة، المتجددة فى خروجه من قلب الشجرة يتبركون به ويصنــعون منه، ضفائر للزينة يعلقونها على الأبواب ويحملون باقات السعف لتوضع على المقابر فى عيد رأس السنة، وكانوا يوزعون ثمار النخيل الجافة (البلح) صدقة على أرواح موتـاهم، ويصنعون من سعف النخيل أنواعا مختلفة من التمــائم، والمعلقات التى يضعها الناس على صدورهم وحول أعناقهم رمزا، لتجدد الحياة فى العام الجديد والحفظ من الأرواح الشـريرة.
وأشار إلى أن الشـباب يحملون سعف النخيل أثناء رقصاتهم الشـعبية، والجنائزية وانتقــلت هذه المظاهر الى إحتفالات احد السعف فى المسيحية ووضع جريدالنخل الأخضر على قبور الموتى فى الديانة الإسلامية.
وتسلمت الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة شهادة تسجيل ملف " النخلة .. المعارف – المهارات – التقاليد – الممارسات " بالقائمة التمثيلية للتراث الإنساني بمنظمة اليونسكو والذى شاركت مصر فى تقديمه للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي اثناء انعقاد دورتها الرابعة عشر بمدينة بوجوتا بكولومبيا.
وقالت عبد الدايم ان تسجيل ملف النخلة بالقائمة التمثيلية للتراث الإنساني بمنظمة اليونسكو جاء بالمشاركة بين مصر ومجموعة من الدول العربية هى البحرين، الإمارات، السعودية، الكويت، سلطنة عمان، العراق، اليمن ، فلسطين، الأردن، السودان، تونس ، المغرب وموريتانيا وذلك بعد ان عقد مندوبو الأليكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ) ملتقى موسع بمدينة الأقصر لبحث ترشيح الملف إلى جانب عدة اجتماعات بالخرطوم وتونس وأبوظبي اكتملت خلالها الاجراءات وقامت الإمارات بالتنسيق لتقديم الملف ممثلة عن الدول العربية.
واكدت وزيرة الثقافة استمرار مساعى صون الموروثات الحضارية التى تميز المجتمع العربى ، مشيرة الى الفخر بتسجيل عنصرين تاريخيين ينتميان الى التراث غير المادى المصرى في قائمة الصون العاجل بمنظمة اليونسكو هما لعبة التحطيب ودمية الاراجوز.