مرضى التوحد في أمريكا وإسرائيل أهداف مشروعة للشرطة: لا نعرفهم
مرضى التوحد معرضون للسجن في أمريكا أكثر 5 مرات من العامة
مرضى التوحد.. صورة أرشيفية
جاء إطلاق الشرطة الأمريكية النار، أمس، على مراهق مصاب بمرض التوحد، ليفجر جدلا قديما في الولايات المتحدة الأمريكية حول آليات التعامل مع هذه الفئة، التي تشير دراسة إلى أنهم معرضون لملاحقة الشرطة أكثر 5 مرات مقارنة بالأناس العاديين.
وتأتي الأزمة دائما من خلال عدم معرفة الشرطة بطبيعة الشخص المصاب بمرض التوحد، والذي قد يصدر سلوكيات تضطر الشرطة إلى توقيفه، الأمر الذي يثير مخاوفه فيقرر الهروب من الشرطة على الفور، والتي بدورها يكون خيارها الأول إطلاق النار، والثابت في كل مرة أنه يتبين لاحقا أنه لا يحمل سلاحا وإنما مريضا بالتوحد.
الشرطة الأمريكية تحقق في مقتل مصاب بالتوحد عمره 13 عاما.. والأم نادمة: أنا من قمت باستدعائهم
وأطلقت عناصر الشرطة في ولاية يوتا الأمريكية النار على مراهق مصاب بالتوحد يبلغ من العمر 13 عاما بعد اتصال والدته بالنجدة لطلب المساعدة. ويعاني الفتى ويدعى "ليندن كاميرون"، من متلازمة "أسبرجر" وهي شكل من أشكال التوحّد. وقالت والدته غولدا بارتون إنه يرقد الآن في المستشفى في حالة خطرة. وصرّحت بارتون أنها اعتقدت أن الشرطة ستستخدم "أدنى درجات القوة".
وقال الرقيب كيث هوروكس، في شرطة مدينة سولت ليك، أمام مراسلين إن الحادث قيد التحقيق.
وفي حديث لقناة محلية تابعة لشبكة "سي بي أس"، قالت والدته إنها أخبرت النجدة أن ابنها ينبغي نقله إلى المستشفى للعلاج. وأضافت أن ابنها كان يعاني من حالة اضطراب في أول يوم ذهبت فيه إلى عملها بعد انقطاع لمدة عام.
وتابعت: "قلت إنه أعزل، لا يحمل شيئاً، إنه يغضب فحسب ويبدأ بالصراخ والعويل، إنه طفل يحاول جذب الانتباه ولا يعرف كيف يتصرف". وكان الرقيب هوروكس قد صرّح خلال المؤتمر الصحفي قائلاً إن "أحدهم استدعى عناصر الشرطة لمعالجة حادث نفسي عنيف، مضيفا أن مراهقا "وجه تهديدات لمن حوله"، لكنه اعترف أن رجال الشرطة لم يعثروا على أي دليل يشير إلى أنه كان مسلحا.
جمعية أباء المتوحدين، هي جمعية توجد في الولايات المتحدة الأمريكية وتعمل على تغيير في سلوك المتوحدين ليكون هناك بينهم وبين رجال الشرطة تقاربا وتفاهما، وألا يشعر المتوحدون بالقلق حيال الشرطة، وفي الوقت نفسه فإن هذه الجمعية تعمل على تدريب رجال الشرطة لكي يكونوا أكثر فهما لاحتياجات المتوحدين.
70 ألف شرطي تم تدريبهم على التعامل مع مرضى التوحد والوضع كما هو
وبحسب تقرير سابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن الجمعية المذكورة دربت أكثر من 70 ألف شرطي على التعامل مع المتوحدين. أما عن أسلوب الجمعية في التدريب، فإنه تطلب من أسرة المصاب بالتوحد أنه في أي مكان يتواجد فيه رجال شرطة فإن عليه أن يصطحبه إليهم ويصافحهم كي لا يصاب بالانزعاج منهم لاحقا وكي يتبع تعليمات السلامة العامة من قبل رجال الأمن.
تقرير الصحيفة أشار إلى حادثة وقعت عام 2016، عندما أطلقت الشرطة الأمريكية النار على معالج سلوكي كان يحاول تهدئة شاب مصاب بالتوحد وكان يحمل شاحنة لعبة ظن رجال الشرطة أنه سلاح.
وأثارت الواقعة كثيرا من التساؤلات حول سلوكيات مرضى التوحد خصوصا لجوءهم دوما للهروب أو بعبارة أخرى التجول في أي وقت وإمكانية المرور في شارع مزدحم على سبيل المثال دون النظر لأي إجراءات السلامة، لأنه في توقيت كهذا يكون كل ما يشغله أنه يمكنه الذهاب مثلا للتجول في الحديقة في أي وقت ـو غبرها من أماكن الخروج.
وتقول جميعة مرضى التوحد في أمريكا إن الطفل المتوحد وخصوصا من 4 إلى 7 سنوات، يكون من الصعب منعه وتزداد اضطراباته مع رؤية الحشود الكبيرة حوله، فكل ما يشغله الذهاب إلى وجهته.
دراسة قبل سنوات: 1 من كل 5 مراهقين مصابين بالتوحد توقفهم الشرطة لاستجوابهم
في دراسة نشرت عام 2017، فإن الشرطة استجوبت على الأقل 1 من كل 5 مراهقين مصابين بالتوحد، وتم القبض على 5% منهم، وتؤكد الدراسة أن المصابين بالتوحد معرضون للسجن أكثر من العامة 5 مرات، كما أن الإصابات والوفيات المدنية جراء تعامل الشرطة في الولايات المتحدة أمر شائع بين المتوحدين.
في المقابل يقول أحد الآباء إن رجال الشرطة ليسوا أشرارا، ولكن المشكلة أن عليهم تفهم حاجات المتوحدين، إذ أنهم لن يثبتوا مكانهم إذا طلب منهم ذلك ، ولن يكون بإمكانهم التواصل عبر العين، وسيركضون للفرار من مكانهم على الفور.
ويؤكد رجال شرطة أنهم يتخذون القرار في أجزاء من الثانية، وبالتالي إن معرفة المصاب بالتوحد برجال الشرطة، وكذلك معرفة رجال الشرطة بمصابي التوحد المتواجدين في منطقة ما يساعد في إنقاذ الأرواح، مثلهم مثل مرضى الزهايمر الذين يتجولن في الشوارع.
شرطة الاحتلال الإسرائيلي تقتل فلسطينيا مصاب بالتوحد وتتأسف لاحقا
وفي 30 مايو سقط فلسطيني أعزل مصاب بالتوحد قتيلا برصاص الشرطة الإسرائيلية في أحد مداخل البلدة القديمة في القدس المحتلة. وأوضح أحد أقارب القتيل أنه مصاب بالتوحد وعمره العقلي مثل طفل في السادسة من عمره، مضيفا أنه كان في طريقه إلى مدرسته لذوي الاحتياجات الخاصة عندما قُتل.
وأفاد بيان لشرطة الاحتلال أن عناصرها لاحظت وجود مشتبه به يحمل شيئا مريبا يبدو وكأنه مسدس، وطالبوه بالتوقف". وأضاف البيان وقتها: "بدأ ضباط الشرطة المتمركزون في منطقة البلدة القديمة بمطاردة قصيرة على الأقدام، أطلقوا خلالها طلقة أدت إلى تحييده"، لكنهم لم يعثروا على سلاح لديه، لتضطر شرطة الاحتلال إلى الاعتذار لاحقا عن الواقعة.