في يوم العمل الخيري.. الترسيخ داخل الأطفال يبدأ بالأنشطة والمشاركة
العمل الخيري
في الخامس من سبتمبر كل عام، يحتفل العالم بيوم العمل الخيري، الذي يتيح مفهومي التطوع والإحسان، ويعتبر فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعات أكثر شمولا ومرونة، ولقدرته على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، كما أن له القدرة على دعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال.
العمل الخيري يحسن الثقافة والعلوم والفنون
وأكد الموقع الرسمي لهيئة الأمم المتحدة، أن العمل الخيري فاعل جدا في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية، فضلا عن تعزيزه لحقوق المهمشين والمحرومين ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الصراع، لذلك تم إقرار اليوم الدولي للعمل الخيري بهدف توعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.
ويرجع اختيار يوم 5 سبتمبر من أجل إحياء ذكرى وفاة الأم تيريزا، والتي حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام 1979 تكريما للعمل الخيري الذي اضطلعت به من أجل التغلب على الفقر، والذي يشكل تهديدا للسلام العالمي.
خبير تربوي: زرع حب العمل الخيري بين الأطفال يبدأ من الأسرة والمدرسة
ويعتبر الكثيرون أن ذلك اليوم، يعتبر فرصة جيدة للغاية من أجل زرع حب العمل الخيري بين الأطفال والشباب، وهو ما أيدته الدكتورة بثينة عبدالرؤوف، الخبير التربوي، مضيفة أن العمل الخيري يعد من أسمى المساعدات التي على الإنسان المشاركة فيه، لذلك يجب زرعها بداخله منذ سن صغيرة.
وترى عبدالرؤوف، في حديثها لـ"الوطن"، أنه زرع حب العمل الخيري في نفوس الأطفال أمر يقع على عاتق الأسرة، والذي يجب أن يبدأ بمهمة تعزيز احترام الآخر وحب المجتمع، وأنه على الأب والأم والأشقاء الأكبر سنا بث تلك القيم بين الصغار، من خلال اصطحابهم معهم في التطوع بالأعمال الخيرية بين مساعدة كبار السن والمحتاجين والأيتام وغيرهم، والحديث معهم عن ضرورة ذلك العمل والمساهمة في دعم مختلف الأفراد بالمجتمع.
وأوضحت أن الدور الثاني في ذلك الأمر يرجع إلى المدرسة الإبتدائية، حيث يجب تخصيص أحد الأيام الدراسية للمساعدة بأحد الأعمال الخيرية، مثل دور الأيتام والمسنين، حتى يولد داخلهم حب المشاركة في ذلك العمل الإنساني الهام منذ الصغر.
علم نفس: العمل الخيري ينزع من الأطفال فطرة التملك
كما قالت الدكتورة مايسة أبو الفضل، أستاذ علم النفس التربوي، إن العمل الخيري يعتبر أحد أهم الأعمال التي يجب زرعها داخل الأطفال منذ صغرهم، اعتمادا على مقولة "من شب على شئ شاب عليه".
ولفتت أبو الفضل إلى أن الطفل يولد بفطرة التملك والتي يجب تهذيبها منذ الصغر من خلال التربية السليمة، التي تعتمد على المشاركة وتبادل الخير، واستبداله بالعطاء، لذلك يمكن من خلال تقاسم المشاعر الإيجابية بين الأطفال كالطعام واللعب، والمشاركة في الأعمال الجيدة التي تدر السعادة عليهم.
ونصحت المدارس والجامعات بإعادة تطبيق الخدمات التطوعية للعمل الخيري، ليكون شرطا للالتحاق بهم، وهو ما سيولد نوعا من التنافس الإيجابي والرغبة في المساندة والتكافل بين الأطفال وترسيخ الأخلاق الحميدة.