فيديو.. ممثلة الأمم المتحدة: أمن مصر القومي مرتبط باستقرار ليبيا
ستيفاني ويليامز
قالت ستيفاني ويليامز، ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة، إن زيارتها للقاهرة تأتي في منعطف هام جدا، في موضوع الأزمة الليبية، مشيرة إلى أنها أجرت مشاورات مع المسؤولين المصريين، ومع أمين عام جامعة الدول العربية، حيث ركزت هذه المشاورات على العودة بأسرع ما يمكن للحوار السياسي الشامل، من أجل إنهاء هذا الصراع المستمر في ليبيا، وهذا الأمر هو الأكثر إلحاحا الآن، بناء على ما رأيناه يحدث في ليبيا على مدار الأسبوع الماضي.
الليبيون يعيشون في بؤس كبير ومحبطون
"كما حضرت للقاهرة لتوجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي والمسؤلين المصريين، خصوصا مع الدعم الصادق والسريع للرئيس عبدالفتاح السيسي لكلا الإعلانين اللذين صدرا من الفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وكان ذلك منذ 9 أيام، حيث كانت هناك نقاط تحول كبيرة، أهمها وقف إطلاق النار، وعودة إنتاج النفط، وعودة العمليات السياسية".
وأكدت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة، على أن الكثير الشعب الليبي، خاصة في غرب البلاد، يعيشون في بؤس كبير ومحبطون بسبب نقص في الخدمات والكهرباء، فغرب ليبيا تنقطع فيها الكهرباء لمدد تصل لـ20 ساعة يوميا، بجانب نقص المياه ونقص في الخدمات المقدمة، وكل هذا في ظل وجود جائحة فيروس كورونا، والتي تتزايد بمعدل مخيف مع الصراع الدائم وغياب الأمن.
وأضافت أن إعلان القاهرة انعكاس لتصريح ليبي، أعلنه عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، ودعم هذا الصوت الليبي هو شئ جيد، لأن الحل في نهاية الأمر لابد أن يكون حلا ليبيا، والأمم المتحدة بالفعل تقوم بتنسيق المحادثات.
ولكن هذا التنسيق الهدف منه هو وضع الليبيين معا على طاولة المفاوضات، حتى يتمكنوا معا من صياغة مستقبلهم السياسي، وبالنظر لكلا الإعلانين سنجد أن فايز السراج كان لديه مقترح سياسي وهو إجراء انتخابات ليبية، ولذا فإننا أمام مقترحين ليبيين، يوجد بهما عدد من نقاط الاتفاق، وعلينا استغلال الفرصة، خصوصا أن الموقف في ليبيا غير مستدام، وعلينا التحرك بأسرع ما يمكن حتى نصل لتسوية سياسية سليمة.
أمن مصر القومي ذو صلة بالأمن والاستقرار في ليبيا
وشرحت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة أن مصر وليبيا لديهما روابط كبيرة، حيث إنهما متشاركان في حدود ممتدة ومصر لها مصالح استراتيجية في ليبيا وأمن مصر القومي ذو صلة بالأمن والاستقرار في ليبيا، كما أن هناك روابط تاريخية كبيرة بين الدولتين، وعدد كبير من الليبيين يقيمون بمصر، والكثير من الليبيين يتطلعون لمصر، وبالفعل مصر تساند ليبيا وتعاونها في بناء ثقة الليبيين في أنفسهم وقدرتهم على المضي قدما في الطريق، والليبيون يثقون في شركائهم الإقليميين والمجتمع الدولي، الذين يقفون بجانبهم في إطار ما يتخذونه من قرارات شديدة الأهمية، تتعلق بمستقبل وطنهم، "لدينا الآن رغبة في التغيير في ليبيا، وأرى أن القادة السياسيين ل ايريدون توريث الوضع الحالي لأبنائهم وأحفادهم ولذلك علينا أن نتحرك بأسرع ما يمكن".
وأوضحت "ويليامز" أن الأمم المتحدة محبطة بشدة، لأن هناك خروقات مستمرة وصارخة لحظر دخول السلاح لليبيا، وسكرتير عام الأمم المتحدة تحدث في هذا الصدد، والدول التي ترسل إمدادت لانهائية من الأسلحة والمرتزقة لليبيا تتصرف وكأن لديها نوعا من الحصانة والواقع هو أنه بدون فرض لحظر السلاح لليبيا فالأمر سيصبح شديد الصعوبة بالنسبة لنا ويجهد مجهوداتنا لتهدئة الأوضاع، "ليبيا غارقة في الأسلحة ولا تحتاج للمزيد ولا تحتاج لمقاتلين مرتزقة ووجود قوات أجنبية على أراضيها لأننا نعاني الآن من غياب السيادة الليبية على الأراضي الليبية، وهناك خروقات كثيرة في حقوق الإنسان في ليبيا، وليبيا تشهد حالات اختفاء قسري بشكل يومي بجانب الاحتجاز غير المبرر للأشخاص وأعمال الخطف، وكل هذا بسبب نقص الأمن والبؤس الذي يعيشه الليبيون".
الليبيون يشعرون بعدم ارتياح لوجود قوات أجنبية على أراضيهم
وأضافت "ويليامز"، خلال حوار على شاشة "extra news"، أنه تم الاتفاق بين الطرفين المتصارعين في ليبيا أنه خلال 90 يوما من وقف إطلاق النار يجب أن تخرج كل القوات الأجنبية من ليبيا، وذلك تحت مراقبة الأمم المتحدة، وهذا يوضح بشكل كبير كيف أن الليبيين يشعرون بعدم ارتياح لوجود قوات أجنبية على أراضيهم، "دور الدول في هذا الإقليم والقوى الدولية هو بث الثقة لدى الأطراف المتصارعة عند تفاوضهم بشأن إطلاق النار حتى يمكن لهذه الأطراف أن تتفاوض بنوايا طيبة ويصلوا لنتائج مرجوة، وبالتأكيد المحادثات العسكرية لابد أن تكون مصحوبة بمحادثات على المستوى السياسي، ولهذا فإنه يتم التحرك سريعا لجمع كل الأطراف المعنية ليجلسوا معا على طاولة المفاوضات من أجل عقد محادثات سياسية في جنيف.
وأضافت "ويليامز" أن مصر تؤدي دورا كبيرا إيجابيا ومثمرا، وهناك دعم كبير للقضية الليبية، وأرى أن هذا الدعم وتصدير الثقة لليبيين ذو أهمية شديدة لأن هناك أزمة ثقة كبيرة في ليبيا، والليبيون يتطلعون للدول الهامة بالنسبة لهم لكي يلعبوا دورا رئيسيا ومصر مؤهلة لأداء ذلك، كما أن مصر لعبت دورا كبيرا جدا على الصعيد الاقتصادي الناشئ من اتفاقية برلين، وكان لايمكننا إنجاز أي خطوة إيجابية بدون دعم من جمهورية مصر العربية، كما أن مصر هي إحدى الدول التي ترأس مجموعة العمل الاقتصادي المنبثق عن مؤتمر برلين، مشددة على أن لب الصراع في ليبيا يكمن في السيطرة على الموارد والأموال وبعد ذلك يأتي الصراع على السلطة.
مصر أدت دورا حاسما في تهدئة الأوضاع في ليبيا
واستكملت أن كان هناك حالة من الجمود على الأرض في ليبيا من شهر يوليو الماضي، ولانستطيع القول إن أحداثا قتالية حدثت على الأرض وهو شئ جيد، ولكن الشئ غير الجيد هو استمرار التعبئة والحشد، واستمرار دخول الأسلحة لليبيا مع وجود حظر لدخول الأسلحة لديها، وهذا يعني أنه ربما يكون هناك خطر في الحسابات ولكن مصر أدت دورا حاسما في تهدئة الأوضاع ويجب استثمار حالة الهدوء هذه حتى يكون هناك فرصة لتسهيل العملية الانتقالية السياسية وحتى نضمن سلامة المواطنين في سرت، والذين يبلغ عددهم 130 ألف نسمة، ممن سيكونون معرضين في حالة خطر كبير في حال أصبحت المدينة بؤرة للصراع، وفي حال حدوث هذا فإن هذا العدد من المدنيين سيضاف لـ400 ألف مدني ممن يعانون بالفعل من ويلات الصراع، ما يعني أن 500 ألف مواطن ليبي معرضون لأخطار جسيمة من أصل 7 ملايين مواطن تعداد السكان في ليبيا بسبب تصاعد الأحداث الحالية.
ونحن في أشد الحاجة للحفاظ على سلامة وأمن المدنيين في ليبيا ونضعها على قمة الأولويات، وينبغي علينا أن نضع في الاعتبار أنه إذا وقعت وسط ليبيا في براثن الصراع فإن هذا سيكون أمرا فادحا لأن منطقة الهلال النفطي وسط ليبيا وهي تمثل 60% من ثروة ليبيا من النفط، وهناك تدهور كبير في حالة المنشآت النفطية في ليبيا ويضاف لذلك وجود تراكم للأمونيا في مرسى بريقة يبلغ حجمه 25 ألف طن موجودة في أماكن التخزين وفي حال تعرضها للضرب المباشر فستكون سببا لحدوث أزمة بيئية كبيرة وسيكون خطرا داهما على المدنيين الأبرياء بالمناطق المجاورة، بالإضافة لأن إصلاح البنية التحتية النفطية يستلزم موارد نفطية كبيرة جدا حتى يمكن إعادة إنتاج النفط لما كان عليه قبل فرض الحظر على النفط في يناير الماضي، وعودة إنتاج النفط في منطقة الهلال النفطي مرة أخرى من شأنه أن يأخذ هذه المنطقة بعيدا عن مناطق الصراع ويحميها.
وأشارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة، إلى أن ليبيا تعاني من التفكك وهذه الحالة مستمرة حتى الآن، "ومررنا باتفاق الصخيرات الذي أسفر عن اتفاق سياسي ليبي، واتفاق الصخيرات به عيوب تتمثل بأن بعض الأطراف المعنية لم تكن موجودة بالمفاوضات أصلا وبالتحديد مؤيدو النظام الليبي السابق ممن لم تتم دعوتهم من الأساس للجلوس على طاولة المفاوضات وهم موجودون على أرض الواقع، مع العلم أنهم عامل رئيسي من ضمن العوامل الموجودة على الساحة"، مشددة على أن مصر تؤدي دورا إيجابيا ومثمرا في الأزمة الليبية.
لا يمكن الاستغناء عن دور مصر أبدا بالأزمة الليبية
وقالت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة، إن انتشار الجماعات المسلحة في ليبيا يعد عاملا رئيسيا في حالة اللاأمن بجميع أنحاء ليبيا، ولذلك يجب أن يتم بذل جهد كبير في مجال نزع سلاح تلك المجموعات وحلها وإعادة دمجها في المجتمع ويجب أن يكون ذلك إحدى الأولويات التي يجب التعامل معها لأنه لايمكن أبدا في مرحلة ما بعد انتهاء الصراع أن تبقى تلك الجماعات وتمثل تهديدا لمؤسسات الدولة، سواء المؤسسات المالية أو الوزارية لأنهم يقومون بخطف المواطنين وحبسهم وابتزازهم، ولذلك يجب إصلاح القطاع الأمني من أجل استقرار الأوضاع وهذا يعد أحد الموضوعات الرئيسية في محادثاتنا مع أطراف الدولة، مع أن هذا الموضوع يمثل جانبا أساسيا في محادثات 5+5 العسكرية، لأنه في نهاية الأمر سيكون للمؤسسات العسكرية دور هام في دعم الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا.
وأشارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة إلى أنه يجب التحرك سريعا نحو تسوية سلمية لأنه ملاحظ أن هناك تركيزا على الأشخاص ولا يوجد تركيز على البناء المؤسسي وعلى الإصلاح المطلوبين، وليبيا تعاني حاليا من جائحتين، وهما جائحة كوفيد 19، وجائحة الفساد، وهذه ليست مشكلة في غرب ليبيا فقط، بل هي مشكلة ليبيا كلها، لأن الفساد متغلغل وموجود في كافة المؤسسات، وهو في مستويات غير عادية وهو شىء يبعث على الإحباط الشديد للمواطنين العاديين ويجب أن ينتهي كل ذلك، ويجب أن توجد مصداقية وشفافية كاملان للأداء الحكومي الرسمي في ليبيا، كاشفة أنه كان شيئا محبطا بعد مرور 48 ساعة من مؤتمر برلين سفن شحن وطائرات شحن تصل لليبيا ولكن كل تلك الخروقات تم تسجيلها من مجلس الخبراء التابع للأمم المتحدة، وهناك تقارير بكل ذلك.
وأكدت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة على أن المجهودات المصرية مع الليبيين مجهودات شديدة الأهمية ومصر تبذل مجهودا كبيرا لتهدئة الأوضاع والموقف حتى نشجع الليبيين على العودة لطاولة المفاوضات، ومصر لا يمكن الاستغناء عنها أبدا في هذا السياق.