المؤسسات الدينية تنتفض ضد الإساءة للنبي: "إلا رسول الله"
صورة أرشيفية
دانت المؤسسات الدينية الإسلامية، الإساءة للرسول الكريم، ونشر مجلة فرنسية صور مسيئة له، ونظمت المؤسسات حملة الكترونية للتعريف بالنبي وإدانة ما قامت به المجلة الفرنسية.
واستنكرت لجنة الفتوى الرئيسة بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ما قامت به صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية من إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي الكريم محمد متعمدةً بذلك الإساءة لمقام وقدسية الرسول الكريم، بالتزامن مع ما نشرته بعض المواقع والصحف من جريمة ارتكبها متطرف قام بحرقِ المصحف الشريف في السويد، فضلًا عما شوهد من قيام مجموعة من العنصريين باستخدام نسخة من المصحف الشريف ككرة؛ يتقاذفونها بأرجلهم، مع إطلاق شعارات مسيئة للإسلام مع تأمين الشرطة لهم بطوق حماية.
وأكدت اللجنة أن هذه الجرائم تعدُّ استفزازًا صريحًا لمشاعر ما يقارب ملياري مسلم حول العالم، مما يرسخ لخطاب الكراهية بين أصحاب الملل المتعددة، ويقف حائلًا أمام لغة الحوار البنَّاء والتواصل الحضاري الذي يسعى إليه المخلصون من جميع الديانات، كما أنها تتنافى مع الجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف مع غيره من رموز الأديان الأخرى، لتحقيق التعايش السلمي في أرقى صوره واحترام الأديان وتقديرها.
ودعت لجنة الفتوى حكومات العالم إلى القيام بواجبها تجاه هذه الجرائم التي تسيء إلى الأديان والعقائد باستصدار القوانين التي تجرم الإساءة إلى المعتقدات والرموز والمقدسات الدينية، وبما يهدف لقيام التعايش السلمي بين الشعوب، ويقضي على العنصرية والتطرف.
وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد أكد أن هذه الجرائم النكراء هي وقود لنيران الإرهاب الذي يعاني منه الشرقُ والغربُ، وأنها تؤجِّج مشاعر الكراهية، وتقوِّض أمن المجتمعات، وتهدِّد الآمال التي يبعثها حوار الأديان والحضارات، وأن نبينا صلى الله عليه وسلم أغلى علينا من أنفسنا، والإساءةُ لجنابه الأعظم ليست حريةَ رأيٍ، بل دعوة صريحة للكراهية والعنف، وانفلات من كل القيم الإنسانية والحضارية، وتبرير ذلك بدعوى حماية حرية التعبير هو فهمٌ قاصرٌ للفرق بين الحق الإنساني في الحرية والجريمة في حق الإنسانية باسم حماية الحريات.
وأدان مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية بأشد العبارات إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد، في صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة بالتزامن مع محاكمة المتهمين في الهجوم الذي استهدف مقر الجريدة عام 2015.
وقال المرصد إن إعادة نشر الصحافة الغربية لمثل تلك الرسومات المسيئة للإسلام والمسلمين تمثل خطوة استفزازية لمشاعر المسلمين حول العالم، وتغذي ثقافة الكراهية والعنف، وتعطي ذريعة لممارسة الإرهاب ضد المسلمين ووصمهم بالإرهاب والتطرف.
وأوضح المرصد أن الصحافة الغربية، وخصوصا جريدة شارلي إيبدو دأبت على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بين فترة وأخرى. ففي 2006، نشرت 12 رسمة كاريكاتورية للنبي محمد، وذلك بعد نشر "يولاندس بوستن" الدنماركية الرسوم المسيئة للنبي محمد.
وأضاف المرصد أن الصحيفة أعادت نشر الرسومات في 2011 و2015، الأمر الذي أدى إلى زيادة العنف وأعطى ذريعة للمجموعات الإرهابية لمهاجمة مبني الصحيفة؛ مما أسفر عن مقتل 17 شخصًا، بينهم مدير التحرير ستيفان شاربونييه وعدد من محرري الصحيفة، وبيَّنَ المرصد أن إعادة نشر الرسومات المسيئة للإسلام في الصحف الغربية بين الحين والآخر يهيئ الأجواء للمتطرفين بمهاجمة مقار تلك الصحف، وفي الوقت نفسه يدفع اليمين المتطرف الغربي إلى تنفيذ عملياته الإرهابية ضد المسلمين، كما حدث في العام الماضي في حادثة "كرايست تشيرش".
وحذَّر المرصد من خطورة تمادي الصحافة الغربية في ممارساتها العنصرية باسم الحرية وغيرها، فالحرية ليست مطلقة، خاصةً إذا كانت تلك المواد أو الرسومات تحض على الكراهية ووصم الآخر على أساس الدين أو العرق، ولذلك يدعو المرصد البرلمانات والحكومات الغربية إلى ضرورة الإسراع إلى إصدار قوانين تجرم الإساءة إلى الرموز الدينية والمقدسات.
وأوضح المرصد أن حرية الصحافة والفكر لا تتأتى بالحض على الكراهية والعنف والإساءة للأديان، بل إن تلك الإساءات المتكررة تغذي العنف والإرهاب، ولذلك فإن المرصد يدعو عقلاء العالم للإسراع إلى التصدي لهذا الخطاب العنصري الذي يدفع العالم كله نحو الصدام.
وأكدت وزارة الأوقاف ضرورة احترام المقدسات الدينية كضرورة لازمة لترسيخ التعايش السلمي بين البشر، واستنكرت الوزارة فى بيان لها الإساءة لرسولنا الكريم.