وصّى والدته بالصبر.. 6 أعوام على استشهاد النقيب أحمد حجازي
الشهيد النقيب أحمد حجازي
مع دقات الساعة 12 ظهر يوم 2 سبتمبر 2014.. كان النقيب أحمد حجازي، الضابط بقطاع الأمن المركزي، يستقل مدرعة بطريق رفح الشيخ زويد بشمال سيناء، في مهمة عمل بصحبة 10 مجندين آخرين، جميعهم تراودهم أحلام القضاء على الإرهاب في سيناء، ويطلبون إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، وفي الطريق فجّر إرهابيون عبوة ناسفة، ما أدى لاستشهاد النقيب حجازي والمجندين.
وأقيمت جنازة مهيبة للشهيد في قريته بمنشأة عباس التابعة لمركز سيدي سالم، بحضور الآلاف من أهالي المحافظة يتقدمهم المحافظ ومدير الأمن.
روايات وسيرة عطرة عرفت طريقها لمسامع الناس عن سلوكيات الشهيد حجازي وأعماله الخيرية، التي كانت تتم سرا، وأوصى بمثلها في وصيته التي كان نصها: "بسم الله الرحمن الرحيم (وَاتّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إلى اللّهِ ثُمّ تُوَفّىَ كُلّ نَفْسٍ مّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ).. أهل بيتي الأعزاء.. أوصيكم بالتوحيد الخالص لله.. والحذر من الوقوع في الشرك.. أوصيكم بالصبر والرضا عند الصدمة الأولى.. وتقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها".
"كما أوصي أولادي بألا يزيد الحداد على 3 أيام، وعلى زوجتي أن تحد 4 أشهر وعشرًا، لا تلبس فيها الحرير، ولا الملون ولا تكتحل ولا تتعطر ولا تتزين، كما أوصى أولادي وأهلي بزيارة قبري والدعاء والاستغفار لي، والاعتبار والاتعاظ بالموت، كما أوصي أولادى وأهلي وأحبابي في الله أن يذكروني بالخير، والدعاء والاستغفار لي في أوقات صلتهم بالله، بأن يجيرني الله من عذاب القبر وعذاب النار، ويدخلني برحمته الجنة".
وأضاف: "يا أهل بيتي الأعزاء.. اصبروا فإني أحب لقاء الله وأحسن الظن به ولقنوني كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) برفق وهدوء، حتى تكون آخر كلمة ألقى بها ربي، إن كنت في معركة لا يغسلني أحد، بل لفوني في ثيابي وادفنوني بدمي، واتركوني على حالتي، وادفنوني في البلد الذي مت فيه بدون تكلف أو مشقة، كما أوصي بتوزيع الميراث حسب شرع الله، وبما يرضي الله، وكونوا يا أحبابي متحابين لبعضكم البعض، وسوف يدرككم الموت مثلي.. اعملوا لهذا اليوم تسعدوا.. وتلقوا الله عز وجل آمنين مطمئنين.. فيوم القيامة ينادي الحق تبارك وتعالى (أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)، وإني أبرأ من كل فعل أو قول يخالف شرع الله وسنه نبيه.. وأستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه".
و"أوصى بثلث تركتي لمستشفى (سرطان الأطفال 57357)، وأوصي بالتبرع بأي عضو من أعضاء جسدي لأي مريض أو محتاج، وأوصي بتوزيع ملابسي وأدواتي على المحتاجين، وأوصي بتخصيص جزء من مالي لعمل سبيل كصدقة جارية على روحي، وأوصي كل من يعرفني أن يدعو لي بالرحمة".
أنشأت والدة الشهيد صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تنشر من خلالها صورًا له ومواقف في مختلف مراحل حياته، وقالت في منشور لها "وحشتني قوي يا أحمد ملامحك صوتك دخلتك عليا وحشني اسمع اسمي من بين شفايفك كل يوم بيزيد الحنين إليك في الأول كنت حاسة إنك مسافر كالعادة وسفرك طول لكن غيابك أصبح وجع وقلبي تعب من كتر الوجع دلوقتي بقت كل يوم حاجة جديدة توجعني لكن قلبي موجوع عليك قوي يا ضنايا يا واد محتاجة حضنك محتاجة هزارك محتاجة أتكلم معاك محتاجة نقعد نتخانق مع بعض أطلب من ربنا أنه يجمعنا تعبت قوي في طول بعادك حبيبي ياربي متي اللقاء اللهم أحسن خاتمتي وانزل عليه فيض من رحماتك وأسعده أضعاف ما أسعدني ابني أحمد حجازي".