أثريون يطالبون بتصحيح "كفاح طيبة" تاريخيا قبل تحويلها لعمل درامي
أحمس لم يحب ابنة قائد الهكسوس وزوجته دعمته في حربه المقدسة
افيش افتراضي لمسلسل احمس
طالب عدد من الأثريين بتصحيح المعلومات التاريخية الخاطئة التي وردت في رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ "كفاح طيبة"، وذلك بالتزامن مع ذكرى وفاة أديب نوبل اليوم، وعقب إعلان تحويل الرواية لعمل فني بطولة الفنان عمرو يوسف.
وقال الباحث مجدي شاكر، كبير الأثريين، إن هناك مطالب منذ فترة طويلة بإنتاج دراما عن تاريخنا المصري القديم الذي أصبح مادة خصبة لعشرات الأفلام والمسلسلات في العالم، مثل المومياء والوصايا العشر وكليوباترا وغيرها.
وأضاف: "لنا بعض الملاحظات، فالأعمال الدرامية وخاصة التاريخية لها تأثير كبير لدى المتلقي عموما والمصري خاصة لأننا للأسف نستقبل المعلومة الدرامية كأنها حقيقة مؤكدة، وما زلنا نذكر أن عيسى العوام في الناصر صلاح الدين كان مسيحيا وأحب لويزا، رغم أنه مسلم، ورغم أن القصة للأديب العالمى نجيب محفوظ وهو قارئ جيد للتاريخ، ولكن القصة بها أخطاء كارثية وتخيلات لم تحدث، مثل أن أحمس أحب بنت ملك الهكسوس وهذا لم يحدث، فكيف يحب ابنة من أهانت بلاده 108 سنوات، وهو الغيور عليها، بل بالعكس الملكة نفرتاري زوجة أحمس وقفت مع زوجها وساعدته، وكان للمرأة الصرية دور هام في الحرب المقدسة ضد الهكسوس".
وطالب شاكر بأن يكون في داخل وزارة السياحة والآثار إدارة لمراجعة المسلسلات التاريخية مثل الإدارة في الأزهر التي تراجع الأعمال الدينية، خاصة أن رواية نجيب تثير البلبلة لدى متلقي المعلومات التاريخية والمهتمين بالتاريخ المصري.
من جانبه، طالب الباحث الأثري حسام عبدالعظيم، أن يشرف على الملابس والديكور والكتابة المصرية القديمة على المناظر متخصصون في مثل هذه الأعمال، لأن لكل عصر ملابسه ونصوصه وأسلحته وزخارفه، وأن يتخلى الفنان عمرو يوسف عن لحيته حيث لم يعرف ملوك الفراعنة اللحية أو أن يصور العمل فى بيئته الأصلية في الديكور الطبيعي في الأقصر وغيرها من المعابد بعيدا عن الديكورات، وهي فرصة للترويج للمناطق السياحية.
وقال الدكتور زاهي حواس: "أعي تماما أن الأعمال الدرامية تختلف عن تلك الوثائقية ولا بد أن تختلط بالخيال، لكن نحن نتحدث عن حقبة تاريخية هامة ويجب توثيق المعلومات عنها، وأنا على أتم استعداد لأساعد طاقم العمل في مهمتهم بمراجعة المادة التاريخية".