خبراء: مشروعات التنمية الزراعية بسيناء ضرورة للقضاء على الإرهاب
الدكتور سيد سالم الخبير بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية
رحب خبراء في التنمية الزراعية بما أعلنته محافظتا شمال وجنوب سيناء مؤخرا عن توجههما نحو الاهتمام بالتنمية الزراعية وإعطائها أولوية بالمحافظتين، مشيرين إلى أنه يمكن إقامة مشروعات تنمية زراعية متكاملة بهما، طبقا لمفهوم أو منظومة "المشروع الزراعي المائي المتكامل".
وقال الدكتور طارق محمود، أستاذ مساعد الإرشاد الزراعي بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، إن سيناء هي بوابة مصر الشمالية الشرقية، والتنمية الزراعية فيها كانت مهملة على مدار 30 سنة، ومن إنجازات الرئيس السيسي أنه بدأ ينظر للتنمية الزراعية في هذه المناطق، بعد أن كانت مهملة ويعتمد المواطن فيها على مجموعة من النخيل ورعي بعض الغنم، إلى جانب انتشار تجارة المخدرات والسلاح.
وأضاف محمود أن المنطقة هناك ممطرة وتعتمد على جزء من مياه الأمطار في الزراعة، وهناك ترعة تم شقها في سيناء بغرض التنمية الزراعية، رغم أن الري لن يكون بالغمر، وستستخدم أجهزة شبكات ري حديثة، لافتا إلى أنه يوجد هناك أشجار الخوخ والزيتون، والتين، والأشجار الخشبية.
وتابع: "الرئيس السيسي أولى اهتماما بالتنمية الزراعية في هذه المنطقة، لزيادة الأمن الغذائي، لأن من يملك قوته يملك قراره".
من جانبه، قال الدكتور سيد سالم، الخبير بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وأستاذ الفيروسات والوبائيات بمعهد الصحة الحيوانية، إن سيناء بصفة عامة وجنوب سيناء ومدينة سانت كاترين على الأخص، يمكن أن تقوم فيها مشاريع تنموية زراعية لدعم المجتمعات البدوية في هذه الأماكن، ولكن هذه المشروعات لابد أن يكون لها سمة خاصة، بمعنى أن تكون مشروعات متكاملة، طبقا لمفهوم أو منظومة المشروع الزراعي المائي المتكامل، الذي يعتمد على توفير مصدر المياه.
وأضاف "سالم" الذي يشرف على أحد مشروعات التنمية الزراعية الرائدة للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في سانت كاترين، إن المنطقة هناك تنزل فيها أمطار وسيول غزيرة، ولكن يجب الاستفادة منها أو جمعها من خلال ما يسمى بحصاد المياه، بمعنى عمل بحيرات جبلية في هذه المنطقة من خلال عمل سدات بين الجبال، حيث تتسرب مياه هذه البحيرات بعد ذلك خلال أسابيع من خلال التربة وتؤدي لما يسمى بشحن مخزون الآبار الجوفية، حيث يتم استخراج مياه هذه الآبار بعد ذلك من خلال الطاقة الشمسية، للاستفادة منها في الزراعة.
وتابع: "المياه التي يتم رفعها من الآبار إما نخزنها في خزانات أو تستخدم في الري في صوب زراعية، أو يمكن عمل بعض الصوب حول مصدر المياه، خاصة أنه لا توجد مساحات أرض كبيرة صالحة للزراعة، والصوبة مساحتها 360 مترا مربعا، أي عُشر فدان، ولكن إنتاجيتها تعادل فدانا، وبذلك نكون تحايلنا على المساحة، ووفرنا فرص عمل للشباب والأسرة المعيلة ومنعنا الإرهاب، وعززنا دور المرأة".
وتابع الخبير بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية "إن مثل هذه المشروعات ضرورة لسيناء، خاصة بعد إهمال الجانب التنموي فيها على مدار سنوات، وهو الأمر الذي أدى إلى أن وصلنا لمراحل خطيرة من الإرهاب والفوضى والهجرة والنزاعات، ونحن بهذه المشروعات نحمي البوابة الشرقية من خلال التنمية".