متبرعون ببلازما الدم يواجهون المرض بالحب: "ندعم المرضى بدمائنا"
محمد عبيد
أيام عصيبة مر بها آلاف المصريين جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ذلك الفيروس الذي لم تكن أي دولة في العالم تعرف كيفية مواجهته، سوى ببعض الإجراءات الوقائية لتقليل حدة انتشاره، لكن من يُصاب بالمرض عليه أن يدعو الله وينتظر قدرات مناعته في مواجهة المرض.
هذا الكابوس عاشه الكثيرون، حتى من الله عليهم بالشفاء، ليقرروا أن يحولوا محنتهم إلى منحة للآخرين، مؤكدين أنهم لا يريدون أن يعاني غيرهم جراء الإصابة كما عانوا هم منها.
محمد عبيد، البالغ من العمر 35 عام والذى يعمل في إحدى شركات الكهرباء، أحد متعافي فيروس كورونا، أحد هؤلاء الذين قرروا أن يحولوا هذه المحنة إلى منحة وطوق نجاة عندما اتصل بيه الطب الوقائي بأسوان ليناشده ليتبرع لأحد المصابين واصفين الحالة بأنها شديدة الخطورة.
يقول عبيد لـ "الوطن"، إن فريق الطب الوقائي اتصلوا بي، مستنجدين لكي أساهم في إنقاذ أحد المصابين وهوعلى وشك الموت وفصيلة دمه تتطابق مع فصيلتي، على الفور ذهبت إلى بنك الدم للتبرع لإنقاذ حياة المصاب فلقد مررت بهذه التجربة ومدرك تمامًا لحجم الألم والمعاناة التي يمر بها المريض وأسرته، والتي تتعلق آمالها ودعواتها في شخص متعافي يحتاجون إلى تبرعه".
وتابع "عبيد"، "نزلت من البيت ومترددتش للحظة أنا شوفت إن تبرعي عمل خير وإنساني ومكنتش حابب حد يشوف اللي أنا شوفته، روحت بنك الدم ولقيت دكتور منتظرني وعمل بعض الفحوصات كقياس الضغط والنبض والطول والوزن وبعد كدا هيموجلوبين الدم، وجاءت النتائج جيدة، جلست على كرسي سحب البلازما"، مضيفًا "بعد ما خفيت كان جوايا شعور إني عاوز كل الناس تخف، التعب فعلًا كان صعب".
الأمر كان أصعب بالنسبة لعائلة أسامة شاكر، البالغ من العمر 55 عاماً، تلك العائلة التي مرت بأيام عجاف والتي تتكون من بنتين وولد، فعند إجراء الفحوصات وسماع النتيجة بأن الأب حالته إيجابية للفيروس شعرت الزوجة والأولاد بأن الحياة أعطت لهم ظهرها، فلقد أصيب الأب في نهاية شهر مارس عندما ارتفعت وتيرة الإصابات وزاد خوف المواطنين من الفيروس.
يقول "شاكر" عندما علمت بخبر إصابتي ازدادت دقات قلبي ليس خوف علي حياتي ولكن على عائلتي كلها، وعندما تعافيت من هذا البلاء توجهت إلى الله بالدعاء والشكر على كل حال نمر به، فلقد نجوت أنا وعائلتي فأنا مصدر الأمان بالنسبة لهم.
ويضيف، "قررت التبرع بالبلازما من غير ما حد يقول لي، أنا كنت حابب أساعد الناس، كل الناس.. أي حد المهم محدش يمر بالتجربة دي خالص.. تجربة صعبة خاصة لو في رقبتك أولاد وبيت ومسؤلية".