رسالة مؤثرة من طبيب قبل رحيله متأثرا بإصابته بكورونا: وصيتي أطفالي
الطبيب الراحل احمد ماضي اخصائي الصدر في الإسكندرية
ترك الطبيب الراحل أحمد ماضي أخصائي الصدر الذي رحل متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد أثناء تواجده في الحجر الصحي، رسالته الأخيرة وهو يرقد داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى العجمي على جهاز التنفس الصناعي.
وجاءت الرسالة التي نشرت على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
ويقول الطبيب الراحل في أيامه الأخيرة: "بينما أنا راقد على سريري بالعناية المركزة، أكافح كي أتنفس الهواء بصعوبة، وأعاني من ألم رهيب ينهش كل قطعة من جسدي، الذي لم يبقى فيه شيء غير متصل بأنابيب وخراطيم، أراقب نظرات زملائي من الأطباء والتمريض ما بين خوف ورجاء، وتحركات سريعة ومضطربة لتجهيز جهاز التنفس الصناعي لهبوط حاد في نسبة الأوكسيجين بالدم، معلنا فشل جهازي التنفسي الرباني في العمل".
واستكملت الرسالة: "وبداية طريق أنا أعلم نهايته المحتومة طالما شاهدته وأنا الطبيب المسؤول عن علاج هذا المرض اللعين، وأستطيع أن أرى نهايته الآن بوضوح منذ أيام ودعت زميلا لي كان يرقد على بعد خطوات مني وكان قد سبقني إلى ما أنا ذاهب إليه الآن، لست والله خائفاً الآن، فأنا أشهد الله بأني لم أقصر في أداء الواجب وتحمل الأمانة، وأرجو من الله أن يتقبلها خالصة لوجهه الكريم وأن يجعل عملنا ومرضنا هذا في ميزان حسناتنا يوم نلقاه، كل ما أرجو إن بادر بي الأجل وحانت لحظة الفراق أن يتكفل الله برعايته وحفظه أسرتي وأطفالي الذين افتقدهم بشدة ويعتصر قلبي فراقهم".
وتابع: "وصيتي إليك يا الله أطفالي الذين لن أفرح بهم أستودعك يا الله هؤلاء الأطفال الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بك، وأن تذكروني إخوتي بكل جميل ولا تنسوني من صالح دعائكم أخوكم أحمد ماضي".