بالصور| مبارك من البدلة العسكرية إلى الزرقاء.. "الشعب لسه ماخدش حقه"
تحية تلقى إجلالًا وتقديرًا على صاحبها الذي يرتدي بدوره بدلة عسكرية تحمل العديد من النياشين، يمشي بفخر مرفوع الرأس وسط زملائه وتلامذته، ضابط الجيش، له مكانة خاصة داخل نفوس المصريين منذ أن حارب من أجل وحدة الشمال والجنوب، ومع تقدم العصور لا تزال البدلة العسكرية لها سحر خاص، تضفي رونقًا على من يرتديها، وخاصة إذا كان قائد القوات الجوية، صاحب الضربة الأولى في حرب أكتوبر 1973، حينما تحررت أرض سيناء.
وأصبح حسني مبارك رئيسًا للجمهورية، وهو يحمل رتبة فريق أول طيار، ولم يكن قد ترقى بعد إلى رتبة المشير، ظل مبارك يرتدي البدلة العسكرية في المناسبات، مثل عيد تحرير سيناء، وذكرى حرب أكتوبر، لتختفي رويدًا كلما تقدم العمر الرئاسي لمبارك، وتستبدل العسكرية بأخرى مدنية.
كان تحول مبارك المدني، من الأشياء الثمينة في حياته، لأن بلدته المدنية بعد خلعه أثارت حوله الكثير من الزوابع، فهو لم يكتفِ بخلع العسكرية، بل قرر أن يكون من "علية القوم" المدنيين، بعد أن كشفت الشركة الأسكتلندية المصنعة للبدلة أنها صنعت بحرفية شديدة على مدار ثلاثة أشهر باستخدام نوع خاص من الأقمشة، وليكتب اسم حسني مبارك بخط صغير جدًا، بشكل رأسي لا يستطيع أن يراه من يقف بجانبه، تكلفت حينها أكثر من 16 ألف دولار، وهو ما علّق عليه الدكتور أحمد عكاشة، أستاذ الطب النفسي، أنها "نرجسية شديدة وشعور بسلطة مطلقة نتيجة المكوث في الحكم فترة طويلة".
تدرج "الزي المباركي" لا يتوقف، فقد ارتدى البدلة الرياضية البيضاء خلال الفترة الأولى من حبسه وعلى مدار ما يقرب من ثلاثة أعوام، يتردد على الشاشات وعلى أكاديمية الشرطة محل محاكمته مرتديًا زيًا أبيض محايدًا لأنه آنذاك كان لا يزال "بريئًا حتى تثبت إدانته"، هكذا رأى الشعب المصري تدرج حاكم من السلطة العسكرية المدافعة إلى المدنية المرفهة ثم إلى المتهم، حتى جاء موعد حكم عليه كمجرم.
قضت محكمة جنايات القاهرة، يوم 21 مايو الماضي بإدانة مبارك في قضية القصور الرئاسية، وحكمت عليه بثلاث سنوات سجن مشدد، وكان الظهور الأول لمبارك عقب هذا الحكم، اليوم في قضية قتل متظاهري 25 يناير، باكيًا، مرتديًا بدلة "المجرم الزرقاء" الذي ارتكب جناية، وهو الأمر الذي علّق عليه، محمود عفيفي الناشط السياسي، وأحد شباب ثورة الـ25 من يناير قائلًا: "مبارك له خطايا في مصر أكثر مما حكم عليه بها، بل حكم مخفف لا يرتقي إلى جرائم الفساد السياسي والمالي، وقتل آلاف المصريين قبل وأثناء الثورة، وجلب الشتلات المسرطنة، والتزوير، الشعب لسه مخدش حقه من مبارك".