الزبائن على إحدى المقاهي
ترتفع أصوات قطع الدومينو على قاعدتها الخشبية، قطعة تلو الأخرى، وفي الوسط يتحرك حجر الزهر بين طرفين يلعبان فى مقهى مزدحم بالرواد، وعلى طاولة أخرى يتنقل ورق الكوتشينة بين أيدى اللاعبين وهم مستمتعين باللعب، دون أن يدروا أنهم كسروا تعليمات وزارة الصحة بمنع الألعاب فى المقاهى حتى لا تكون سبباً فى انتقال عدوى فيروس كورونا.
يرى محمد فتحي، صاحب مقهى فى مصر القديمة، أن اللعب شيء أساسي بالنسبة لزوار المقاهى، لا يمكن الاستغناء عنه، لذلك قدمه لزبائنه مع أخذ الاحتياطات اللازمة: "الناس أكيد مش هتيجي تتفرج عندي على التليفزيون بس، هما جايين يتسلوا ويضيعوا وقت خفيف مع بعض، فإحنا مش عايزين نضيع الزبون اللي حيلتنا، واللي مش بيعدي نسبته ٥٠% من اللي بيجوا القهوة، وهى نسبة قليلة جداً متحققش أى مكاسب، وعلشان كده بقينا نوفر لهم اللعب".
دومينو، طاولة، وكوتشينة، ألعاب وفرها "فتحي" لزبائنه، ويمنعها إذا مرت دورية شرطة حتى لا يتعرض للعقوبة: "ميزة القهوة إنها وسط البيوت السكنية، ومش بتطل على الشارع الرئيسي، فإحنا بنتصرف براحتنا، وبنقدم الألعاب للزباين بدون خوف، لأننا عارفين إن صعب الوصول لينا، لكن برضه ده مايمنعش إن ساعات بنعرف إن في دوريات شرطة بتعدي أو ظابط مثلاً قرر يشوف الأحوال بنفسه، ساعتها بشيلها في المخزن".
بعد أقل من أسبوع من تمديد مدة فتح المقاهى للثانية عشر مساءً، بدأت إحدى مقاهى الجيزة فى تقديم الألعاب للزبائن، وبالرغم من مرور دوريات شرطة عليها، لم يكترث صاحبها بدعوى عدم تحقيق أى أرباح من المشروبات فقط، خاصة بعد منع الشيشة، وحسب إسلام إسماعيل، أبرز زبائن المقهى: "محدش هيبقى جاى يقعد على القهوة ومش عاوز ينزلوا طاولة ودومينو، فأكيد هنطلبها، إحنا لما كانت القهوة بتقفل الساعة 10 كنا بنلعب جوا بعيد عن الشارع عشان مايحصلش مشكلة، لما طلبنا منه نطلع نلعب برا لأن القعدة اللي جوا بتخنق، رفض في البداية بس قولنا له إننا هناخد احتياطاتنا فوافق".
لدى "إسلام" دومينو خاص به، كان في البداية يأخذه للعب به في المقهى، وبعد انتهاء الحظر تركه في البيت: "لقينا الموضوع مفيهوش مشكلة حتى الشرطة مش بتعمل حاجة، فبقينا بنلعب من اللي في القهوة".
تعليقات الفيسبوك