أضرار حمامات السباحة القابلة للنفخ للأطفال
بعد فترة كبيرة من الإغلاق بسبب كورونا المستجد، بدأت معظم دول العالم في فتح المناطق والمراكز والنوادي والمقاهي تمهيدا لعودة الحياة لطبيعتها مع الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة.
ومع استمرار غلق الشواطئ والمصايف، وجد المصريون سبل أخرى للاستمتاع بالصيف، حيث كان الحل للترفيه عن الأطفال وإدخال البهجة والسعادة في قلوبهم هو حمامات السباحة القابلة للنفخ (البسين)، حجيث وجد الآباء سهولة كبيرة في شرائه وملئه بالمياه كبديل لفكرة المصايف بشكل مؤقت.
ولاقت الفكرة ترحيبا كبيرا من قبل الأطفال، الذين أظهروا استمتاعا كبيرا بحمامات السباحة داخل منازلهم دون اضطرارهم لارتداء الكمامة أو التعقيم المستمر طوال الوقت أو الخروج، ولكن ما لا يعرفه الآباء هو أن تلك الحمامات قد تكون مصدر خطر لأطفالهم ويجب الحفاظ عليهم.
وعن خطورة حمامات السباحة القابلة للنفخ في البيوت، أوضحت الدكتورة إيفيت سوريال أستاذ أمراض الجلدية، أن حمامات السباحة المتواجدة فوق أسطح المنازل أو داخلها تحتاج لمجهود كبير من أجل ملئها وبالتالي لن يتم تغير مياهها ما يعد بيئة خصبة للبكتيريا والميكروبات، حيث من المفترض تغييرها بشكل يومي أو أسبوعي على الأقل.
وشرحت "إيفيت" في حديثها لـ"الوطن"، أن المياه ستكون راكدة وبالتالي قعرها زلق وذلك نتيجة لتكون فطريات ثابتة في قعر حمام السباحة ما يؤثر على صحة الأطفال، وتزداد الخطورة إذا كان طفلا مصاب بفطريات "تينيا ملونة"، وهي مرض جلدي معدي ما قد يتسبب في عدوى أطفال أخرون متواجدين في نفس حمام السباحة، " لو حد عنده التهاب بكتيري في العين ده مرض معدي وهيعدي الأطفال اللي بينزلوا معاه كمان، بالإضافة إلى احتمالية إصابة بعض الأطفال بالتهاب مجرى البول والذي قد يؤثر على الأطفال الآخرون المشاركين نفس مجرى المياه".
وأشارت أستاذ أمراض الجلدية، إلى أنه في حمامات السباحة العادية المتواجدة داخل النوادي والمراكز الرياضية الفنادق تكون معقمة بنسب معينة من الكلور والمطهرات الأخرةى وفقا لعدد ليترات المياه ، ووجود مادة بداخلها تعطي اللون الأزرق، وفي بعض الأحيان إذا لم يتحكم كطفل في نفسه وقضى حاجته في البسين فتلك المادة تتفاعل مع البول ويتغير لونها ما يعطي إشارة تحذيرية لعمال المكان ويخرجون الأطفال المتواجدين ويعقمون الحمام بطرق معينة لحمايتهم من الإصابة باي مرض جلدي أو التهابات، أما في حمامات السباحة المنزلية فلن يوجد التعقيم الكافي وبالتالي هم عرضة لمشاركة بيئة خصبة من البكتيريا والفيروسات.
وإذا وضعت الأمهات الكلور لتطهير حمامات السباحة فهن قد يضيفوا كميات كبيرة من الكلور في المياه ما يتسبب في حساسية الجلد والعين وأضرار صحية على الأطفال أو كمية كلور قليلة وهي غير كافية للقضاء على الميكروبات والبكتريا.
ونصحت "إيفيت" بضرورة تغيير المياة يوميا وتعقيم البسين بشكل الجيد والحفاظ على مسافة مناسبة بين كل طفل وأخر.
وفي ذات السياق ، قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن حمامات السباحة القابلة للنفخ يمكن أن تسبب مياهاا غير المعقمة والنظيفة في الإصابة بالإسهال،القيئ، التهاب المعدة، التهاب الأمعاء، التهاب الأذن الوسطى، اللتهابات الجلد بالإضافة إلى التهابات الملتحمة.
ويفضل أن تحتوي تلك الحمامات على فلاتر وأنظمة مطهرة ،كما يجب التأكد من نظافة وصحة الأطفال قبل استدخامهم هذه الحمامات مع التنبيه عليهم بعدم دخول المياه في أفواههم.
وشدد "بدران" على أنه يجب الإشراف عن كثب على الأطفال عندما يكونون في مياه حمامات السباحة المنقولة ، و البعد عن نشاط يشتت انتباه أولياء الأمور المشرفين ، مثل استخدام هواتفهم الذكية.لتجنب غرق الأطفال.
وتكمن خطورة تلك الحمامات في كونها ليس لديها مرشحات لإزالة الأوساخ مثل الأوراق أو خلايا الجلد التي ما يعني انتشار الجراثيم بسهولة أكبر فيها، و يجب تفريغ المياه يومياً لمنع انتشار الجراثيم.
وبعد تفريغها إزالة أي أوساخ، بالإضافة إلى غسل حمامات السباحة جيدا وتنظيفها بالماء والصابون يومياً، وتنتظيف السطح الموضوعة عليه وشطفها بالماء العذب، وبالنسبة لتركيز المطهرات تكون بنسبة 5-6٪ ، قم بتخفيف نصف كوب من المطهر (الكلور) في 3,8 لتر من الماء بدرجة حرارة الغرفة، ويمكن أن يكون التركيز أكبر بنسبة 8 - 9٪ ، قم بتخفيف نصف كوب من المبيض في جالون واحد من الماء بدرجة حرارة الغرفة، ثم شطف الحمام جيدا وتركه يجف في الشمس والهواء الطلق.
إذا كان هناك فضلات ، اترك الحمام في الشمس لمدة 4 ساعات على الأقل بعد أن تجف تمامًا، لكن لا يجب وضع الكلور أو أي مطهر داخلها، حيث يصعب تقدير النسبة المطلوبة، ويمكن أن تسبب نسبة الكلور غير المحسوبة في الإصابة بالحكة و الحساسية والجفاف البشرة والشعر.
تعليقات الفيسبوك