"لبنى".. طبيبة تابعت أول حالات كورونا في مصر وتطوعت لخدمة مرضى أسوان
الدكتورة لبنى فهمي
قبل ثلاثة أشهر من الآن، وحين كان الجميع منشغلا بمتابعة أخبار فيروس كورونا المستجد في الصين، منشأ الفيروس، تلقت إدارة الطب الوقائي في مديرية الشؤون الصحية بمحافظة أسوان خبرًا بوجود أول حالات اشتباه لإصابات بالفيروس على متن سفينة سياحية بين محافظتي الأقصر وأسوان، تأهبت لها الطواقم الطبية، من بينهم الدكتور لبنى فهمي، بملابسها الواقية لفحص الحالات الـ12 المشتبه بهم من بينهم سائحة تايوانية هي السبب في نقل العدوى لاحتواء الأزمة في بدايتها بمصر.
من خلال إدارة الوبائيات والترصد في أسوان تم إرسال اثنين من أطباء الوبائيات والترصد ومعهم طبيب من منظمة الصحة العالمية، وفريقًا أوليًا لقياس درجات الحرارة للركاب، على اعتبار أن ارتفاع الحرارة كانت من أهم مؤشرات الإصابة بالفيروس في بداية الأزمة، وكانت الطبيبة الثلاثينية لبنى ضمن المجموعة الثانية التي ذهبت لتقصي حالات العاملين على متن الباخرة خوفًا من إصابتهم بالفيروس نتيجة اختلاطهم بالركاب المصابين، بحسب تعبيرها.
تم توزيع المصابين على مستشفى النجيلة ومستشفى الأقصر وجميعهم عاد بخير إلى بلاده
ما بين مستشفى النجيلة بمطروح ومستشفى العزل بمحافظة الأقصر، تم توزيع مصابي الباخرة، بعد انتهاء الطبيبة لبنى، التي كانت تتولى منصب مدير إدارة الوبائيات والترصد السابقة قبل أن تترك منصبها في الوقت الحالي، من عمل المسحات لكافة العاملين بالباخرة بمشاركة زملائها،"مستمروش كتير في العلاج واتحولت النتائج من إيجابي لسلبي".
جنسيات متنوعة كانت على متن السفينة السياحية بداية ظهور الوباء في مصر، من بينهم طفل فرنسي مشتبه في إصابته، عادوا جميعًا إلى دولهم بخير بعد تلقيهم العلاج اللازم، بالتنسيق مع لجنة اللوائح الدولية المنوطة بالتنسيق بين الدول في تلك الظروف.
لبنى: تعاملت مع مصابي حمى الضنك ولم أخشى التعامل مع مصابي كورونا
فيروس كورونا لم يكن الوباء الأول من نوعه الذي تعاملت معه الطبيبة الثلاثينية ولم ترهب التعامل مع حالات الإصابة الأولى في مصر، كثيرا ما اعتادت فحص المصابين بأمراض معدية مختلفة انتشرت في بعض الأماكن، منها مرض حمى الضنك الذي ظهرت بعض الإصابات به في أسوان خلال عام 2017، "في كل مرة بنتعامل مع ناس مختلفة وبحب مهنتي وبحب أقوم بدوري ناحية الناس".
منذ أكثر من شهر انضمت طبيبة الطب الوقائي إلى فريق مبادرة أسوان ضد كورونا بأسوان، تولت مهمة متابعة الحالات المريضة في المنازل، إلى جانب متابعة حجز الحالات الحرجة بالمستشفيات، اعتبرتها وسيلة لاستكمال مهمتها الطبية بعد ترك منصبها، لم تتوان عن تقديم الخدمة الطبية لمرضى محافظتها.
عشرات الحالات ترددت على منازلهم الدكتورة لبنى تفاوتت أعمارهم وظروفهم المرضية، تعافى الكثير منهم بعد متابعتها لهم ومتابعة حجزهم بالمستشفيات،" بنحاول قد ما نقدر نتعاون ونساعد عشان نعدي من الأزمة"، حسب تعبيرها.