البرهان وأفورقي يبحثان مسيرة العلاقات بين السودان واريتريا
أبو الغیط یجدد التزام الجامعة العربیة بمساندة السودان
رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان
بحث رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مع رئيس دولة إريتريا اسياسي افورقي، خلال لقائهما في الخرطوم، اليوم، العلاقات المتطورة بين البلدين وجهود إرساء السلام والاستقرار بالإقليم والمساعي الجارية لدعم التكامل الإقليمي بين دول المنطقة.
وذكر مجلس السيادة السوداني، في بيان، أن الطرفين عبرا عن سعادتهما بتواصل اللقاءات والمشاورات بينهما وتطابق وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، جدد أحمد أبو الغيط، الأمین العام لجامعة الدول العربیة التزام الجامعة الكامل بمواصلة مساندتها لجمهورية السودان وحكومتها وشعبها في كل ما یحافظ على أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنیة ویدعم من جهودها في دفع عجلة التنمیة والتعافي الاقتصادي ویمكنها من تخطي تحدیات استكمال وإنجاح المرحلة الانتقالیة.
وجاء ذلك في كلمة ألقاھا أبو الغیط أمام المؤتمر الدولي للشراكة مع السودان الذي عقد، اليوم، عبر تقنية الفیدیو كونفرانس، برعایة مشتركة من الحكومة الألمانیة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبمشاركة رئیس الوزراء السوداني دكتور عبد الله حمدوك.
وأكد أبو الغیط، أن هدف المجتمع الدولي یجب أن یتمثل في حشد الدعم المتناسق لمساندة الحكومة السودانیة في تنفیذ الأولویات الوطنیة وبرامج الإصلاح الطموحة التي قامت بوضعها، وتأسیس شراكة موسعة مع الدولة السودانیة تُبقي على الانخراط والدعم الدولي لهذا الجهد طوال المرحلة الانتقالیة إلى أن تتوج استحقاقاتها بنجاح.
وعرض أبو الغیط، الجهد الذي قامت به الجامعة العربیة في مرافقة الأشقاء في السودان منذ بدایة الحراك الذي أفضى إلى إطلاق المرحلة الانتقالیة في أغسطس الماضي، والتي شاركت الجامعة في التوقیع كشاهد على وثائقها، والتزامها بتقدیم مزید من الدعم للسودان وفق القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الجامعة، بما في ذلك مجال بناء القدرات والمساعدة الفنیة والانتخابیة، وكذا تمویل عدد من المشروعات التنمویة والإنسانیة في دارفور وغیرها من المناطق السودانیة في إطار آلیة التعاون الثنائیة القائمة بین الجامعة والحكومة السودانیة.
ودعا أبو الغیط، إلى التحرك بشكل عاجل، لإعفاء السودان من دیونه الخارجیة التي تثقل كاهل اقتصاده في هذه الظروف بالغة الصعوبة، وبما یمكن الحكومة من ضبط الموازنة العامة للدولة، وخفض العجز فیها، وتخصیص الموارد اللازمة لتلبیة الاحتیاجات الملحة للشعب وكذا لأغراض التعافي السریع في المناطق الخارجة من الصراع.
ودعا أبو الغيط، إلى الإسراع في نشر بعثة الدعم السیاسیة الأممیة الجدیدة التي طلبت الحكومة السودانیة تشكیلها، وعبر عن استعداد الجامعة لتقدیم ما یلزم من دعم لتعظیم الاتساق بین الجهود التي ستقوم بها منظومة الأمم المتحدة لمساندة السودان وتلك التي تضطلع بها الجامعة وغيرها من المنظمات الإقليمية الملتزمة والمنخرطة في مرافقة السودان لإنجاح مسيرته الانتقالية.
وانطلق في وقت سابق، اليوم، مؤتمر "شركاء السودان"، الذي عقد عن بُعد، بمشاركة 40 دولة، وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية، وتنظمه ألمانيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.
وأعلن منظمو الموتمر مساندتهم للسودان، وذلك عبر فيديو قصير عُرض في مستهل أعمال المؤتمر، تحدث فيه جوزيف بوريل المفوض السامي للاتحاد الأوروبي، وهيكو ماس وزير خارجية ألمانيا، وانطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، والدكتور عبدالله حمدوك رئيس وزراء السودان.
وقال المفوض السامي للاتحاد الأوروبي: "في العام الماضي تابع العالم بإعجاب البسالة الاستثنائية للشعب السوداني وتصميمه في نضاله من أجل التغيير السلمي"، مؤكدا أن تقديم الدعم الدولي أمر ضروري وحيوي لمساعدة الحكومة الانتقالية على تحقيق آمال وطموحات الشعب الشعب السوداني.
من جانبه، أوضح ماس: "في مؤتمر برلين نود أن نمد يد العون للسودان الجديد، وأن نؤكد للشعب السوداني أننا نقف معهم ونساندهم".
وأضاف الوزير الألماني: "سنشكل معا تحالفا سياسيا قويا لانجاح الفترة الانتقالية، وسيحشد المجتمع الدولي الموارد المالية التي يحتاجها السودان بشدة لإنجاز الإصلاحات الاقتصادية، وهدفنا المشترك هو مساعدة الشعب السوداني في سعيه لتحقيق مستقبل أفضل".
من جهته، قال جوتيريش: "لدينا فرصة فريدة لمساعدة السودان لتحقيق تحول ناجح لحكومة يقودها المدنيون، وهذا التحول هو نقطة البداية لطريق السودان الطويل للنهوض الاقتصادي والاجتماعي ولتحقيق السلام التنمية المستدامة لمصلحة كل المجتمع السوداني الحاشد بالتنوع والحيوية".
"حمدوك": ديموقراطيتنا التي تنمو وتزدهر تلهمنا وتساعدنا في بناء شراكات استراتيجية
وأكد جوتيريش، التزام الأمم المتحدة بالمساهمة في هذه العملية، مناشد الجميع لتضامن دولي واسع مع السودان.
من جانبه، قال رئيس وزراء السودان، إن مؤتمر شركاء السودان يمثل لحظة تاريخية حيث العودة للمجتمع الدولي، مضيفا إن "ديموقراطيتنا التي تنمو وتزدهر تلهمنا وتساعدنا في بناء شراكات استراتيجية وتعاون يمكننا من معالجة الأدواء المزمنة التي تعانيها أمتنا ومخاطبة تحديات بناء السلام المستدام والاقتصاد المزدهر ووضع أسس صلبة للحوكمة الديموقراطية".