كلنا زكى رستم
فقط فى هذا البلد.. تجد تهليلا لوديعة قطرية تبلغ ٢ مليار دولار.. رغم أنها ليست منحة أو حتى قرض حسن، أو قرض بمصاريف إدارية حتى.. وعندما تتأخر ولا تصل الوديعة (و كأن حمد وموزة معذورين وبيلموا فلوسهم اللى فى السوق يعنى) ويصل منها ربعها تجد عيون بعض أهلك وعشيرتك مغرورقة بالدموع من فرط اللذة.. ولن أخفى عليك أنه إن تأخر باقى المبلغ فإن العقل الجمعى الإلكترونى سيصل صلاةً بصلاة كما كان يفعل زكى رستم مع فريد شوقى بالفيلم الشهير كى لا (يقفشه).. ولن أخفى عنك دموعى.. حيث إنه فى ظل هذه القروض والمنح والودائع يرتفع سعر صرف الدولار متجاوزا حاجز ٦٫١٠ لأول مرة منذ سنين طويلة.. فإما أن تبكى معى أو تكبر لصلاة جديدة.. الأمر جله متروك لك.
وأستغرب جدا قبل النوم وبعد النوم من تعامى المطبلين عن اختلاف تعاطى الريس مرسى مع مشكلة شيماء الصحفية بالسودان ومشكلة نجلا المصرية بالسعودية.. فهو قد جلب شيماء بعد احتجازها هناك وأجلسها على مائدة إفطاره وأعادها فى طائرتنا الرئاسية، بينما هو قد تقابل مع مسئولين سعوديين على الأقل 3 مرات منذ أن علمنا بمشكلة نجلا، ولكن لا نحن عرفنا صحيح اتهامها ولا هى أفرج عنها ولا نحن سمعنا قطيع المطبلين المنصفين ينادى بحق أخت مصرية لهم محتجزة بإهانة فى بلد آخر (ربما نبلع له الزلط).
أما عن حجاب فاطمة وترحيب زميلها جورج بها فهو من أخطر ما يكون.. ففاطمة هى أول مذيعة أخبار تغطى شعرها فى التليفزيون المصرى هذه حقيقة، لكن ماذا عن كاريمان حمزة؟ وماذا عن المذيعات اللاتى عدن للعمل العام الماضى فى أكثر من قناة بحجابهن؟! وهذه هى المشكلة الهينة وهى مشكلة التعمية، لكن المشكلة الأكبر هى هل بالأساس قنواتنا الإخبارية ونشراتها تتمتع بحرفية؟ هل تجتذب المشاهد ليعرف أخباره منها؟ هل قناة مصر 25 وهى قناة تتميز بحجاب مذيعاتها تتمتع بأعلى نسبة مشاهدة فى مصر؟ ثم إن قناة الجزيرة بها فقط خديجة بن قنة ومذيعة برامج رياضية فقط محجبتان.. فهل الجزيرة متميزة إخباريا بسبب طرحة خديجة؟ نعم إنى فرح أشد ما فرحة أن العوائق تزول فى سبيل إظهار وجه مصر الحقيقى الذى طمسه مبارك بفضل سوزان وبارتيتتها، لكنى أطلب من الجميع احترام عقليتى وعقلى والكف عن جرح قلبى.
أخيراً فإنى لم أعد أتعجب من أنه دارت قبل ذهاب مرسى لطهران مناقشات بينى وبين عديدين محسوبين على التيار الإسلامى كان أغلبها يدور حول رفض منى للتقارب مع إيران فهى دولة لا تتورع عن تصدير ثورتها ولا تتورع عن نشر مذهبها، وقيل لى قبل الزيارة يجب أن نستفيد منهم ونتاجر معهم ونتعاون معهم ولا نتجنبهم، فما سيفعله مرسى من التقارب معهم هو عين العقل.. ثم ما لبث مرسى أن فاجأهم بالترضية عن الشيخين أبى بكر وعمر، فما انفكوا يهللون (هم أنفسهم وليس أى أحد آخر) لأنه قد قاتلهم بالكلام ونكأ جروحهم فى عقر دارهم وانطلقت من حناجرهم الكيبوردية صيحات الإعجاب المذهلة: حراق يا مرسى.. إديهم كمان يا مرسى.. يلا راحوا فى داهية دول روافض بلا تجارة بلا نيلة!
واللطيف فى هذا البلد أن هناك فيه من لا يعترف بوجود أى خطأ ولو سهواً ويرمى منير الأخطاء بأنه ليس منصفاً وفقط يريد أن يتكلم.. والغريب أنه لا أحد يعرف أن الطبيب لن يعالجك إلا إن اعترفت أنك مريض وذهبت إليه بقدميك.. لكن أن تصر أن لا أخطاء ثم تصر على أن تسكت المعارضة الكلامية فى المقاهى وعلى النت وتسكت المعارضة التظاهرية فى الميادين والشوارع وتقول لى تسلم الحكم! إن كان الإخوان بكل هذا التاريخ لما تسلموا الحكم اتخضوا يا راجل.