بين المواشي والمقاولات.. مشروعات العائدين من ليبيا بعد مساعدات الحكومة
العائدين من ليبيا
خلال أقل من أسبوع، شهدوا مواقف متضاربة وأحداث عديدة، فبعد أن كانوا سالمين في منازلهم سقطوا في يد جماعة إرهابية خارج موطنهم جردوهم من كافة ممتلكاتهم وعذبوهم لأيام، قبل أن تتدخل الحكومة لإعادتهم إلى البلاد ويشعرون من جديد بالدفء العائلي والتخلص من ذلك الكابوس، لينعمون الآن بهدايا خارجية ومساعدات حكومية.
23 مصريا، احتجزوا في ليبيا من جانب ميليشيات مسلحة، وعقب بث فيديو لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشكيل لجنة أزمات لحل المشكلة، بعضوية اللواء خالد شعيب محافظ مطروح والأجهزة الأمنية المعنية، وفي أقل من 72 ساعة، تم إطلاق سراح المصريين من ليبيا، بالتعاون مع حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي، وتسلمتهم الأجهزة في ليبيا، بالتنسيق مع الأجهزة المصرية، الخميس الماضي، طبقا لتصريحات محافظ مطروح، من مدينة ترهونة، وقاموا بالمبيت في ليبيا ليلة بصحبة الأجهزة المصرية، واستكملوا مسيرة عودتهم 1000 كيلومتر من ترهونة الليبية، حتى منفذ السلوم البري المصري، مؤكدين أن مكانهم في مصر، ولن يغادروها للخارج مرة أخرى، وأن تراب الوطن أفضل من الغربة.
وبعد أيام قليلة من عودتهم، أعلنت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إتاحة فرص عمل للمصريين العائدين من ليبيا، حيث سيتولى جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ذلك سواء من خلال إلحاقهم بالمشروعات الإنتاجية أو مساعدتهم في بدء مشروعاتهم الصغيرة ومتناهية الصغر من خلال توفير الدعم الفني أو التمويل المطلوب لبدء هذه المشروعات، من أجل توفير حياة كريمة ومصدر دخل أفضل لهم، وتم عقد اجتماع مع العائدين ونائب محافظ بني سويف بلال حبش ومسؤولي جهاز تنمية المشروعات، شهد مناقشة لأبرز المشروعات التي يفكرون في تدشينها.
المفاجأة الثانية، كانت بتسليم الشباب العائدين لمسقط رأسهم بقرية كوم الرمل القبلي التابعة لمركز سمسطا بمحافظة بني سويف، هدية بقيمة 25 ألف جنيه لكل فرد، مقدمة من الشيخة إقبال الصباح من الأسرة الحاكمة بدولة الكويت، حيث عبر الأهالي عن فرحتهم الشديدة بذلك.
تلك الفرص والهدية، خففوا من وطأة الألم لدى عبدالرحمن نادي، أحد العائدين، الذي أكد لـ"الوطن"، أنهم تم تجريدهم من كافة أموالهم وأمتعتهم في ليلة وضحاها على يد الميلشيات بمدينة ترهونة الليبية، ليقترضوا المال من أجل العودة لمصر، وتتكرر السرقة من جديد لمرتين، قبل أن تأسرهم جماعة أخرى عذبتهم لأيام بأسوأ الوسائل.
لم يكن يتخيل الشاب أنه سيتمكن من العودة لأسرته من جديد، حتى الخميس الماضي، حيث مثل ذلك له أمرا جليا قرر أنه لن يترك بلاده لاحقا على الإطلاق، مبديا سعادته الكبيرة بالهدية المقدمة من الشيخة الكويتية التي ينوي بها تعويض أسرته عن ضيق الحال خلال الفترة الماضية وسداد ديونه، والبدء في مشروعه الجديد.
السير على نهج حرفة أسرته، هو الطريق الذي اختاره "نادي"، حيث قرر العمل في مجال تربية المواشي، التي تضمن له مصدرا دائما للرزق، وعملا متبعا لدى عائلته وبقرية كوم الرمل القبلي.
وهو المشروع نفسه الذي ينوي كساب صالح، أحد العائدين، العمل به، حيث قرر الاستفادة من قرض الحكومة للاستثمار في مشروع تسمين الدواجن والمواشي ما يساعده على تعويض خسائره خلال العام الذي أمضاه في ليبيا ونهبت أمواله فيه.
بينما يأمل جمال محمود، العمل في مجال النجارة، حيث قرر مع بعض من العائدين بصحبته تشكيل مجموعة صغيرة لمشروع خاص بالنجارة، على غرار آخرين، قائلا: "يعني اللي بيشتغلوا في البنا هيعملوا مشروع مع بعض، واللي في المقاولات، وفي اللي هيجيب توك توك أو عربية يشتغل عليها".
ووجه جمال الشكر إلى المحافظة وجهاز تنمية المشروعات على مساعدتهم، حيث أنهم بذلك لن يفكروا مرة أخرى في مغادرة البلاد، موضحا أنهم يوم الأحد المقبل سيتم حسم مشروعاتهم في محافظة بني سويف مع الهيئة الحكومية، مشيرا إلى أنهم لم يتمكنوا من صرف الهدية الكويتية بسبب عدم وجود حسابات بنكية لدى أي منهم، وهو ما تفاجئوا به اليوم في البنك، لذلك يتمنى مساعدتهم بذلك سريعا.